ذكر مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية حضر اللقاء الذي عقده محمد الوفا ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، السبت الماضي 23 مارس الجاري بالرباط ، مع مديرات ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين و نواب الوزارة ، أن ” الوفا ” وبخ نائبه الإقليمي بالناضور بعد توصله بمعطيات تفيد إقدام الأخير على توجيه رسالة إعتذار إلى الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل. وحسب ذات المصدر ، واجه محمد الوفا نائبه بالناظور عبد الله يحيى بعبارات لاذعة من قبيل ” فين هو داك النائب ديال الناظور ، كيوقع بإسم الوزارة دون إستشارة المصالح المركزية ” ، وكشف ذات المتحدث مع ” ناظورتوداي” ، تحذير وزير التربية الوطنية لنائبه بالناظور بخصوص إنفراده بإتخاذ قرارات إدارية تمس جهاز قطاع التربية وطنيا ، متوعدا المذكور بالمحاسبة في قادم الأيام. سبب هذا الغضب الذي أبان عنه محمد الوفا تجاه نائبه بالناظور ، تفجر عند توصل الوزارة بوثيقة وقعها عبد الله يحيى في 7 مارس 2013 ، أعرب فيها عن إعتذاره للمكتب الإقليمي التابع لنقابيي التعليم المنتمين للكنفدرالية الديمقراطية للشغل ، وذلك ردا منه على رسالة إحتجاج صاغها التنظيم المذكور ، بخصوص ” عبارات ” تضمنتها رسائل الإشعار بالإقتطاع الموجهة إلى الموظفين المشاركين في الإضراب يوم 12 فبراير من هذه السنة. ووفق مضمون الرسالة قال عبد الله يحيى في مخاطبته للكنفدراليين ” ولايخفى عليكم أن النيابة بتوجيه إشعار الإقتطاع لا تقصد الإجهاز على الحق في الإضراب ، ولا يمكنها أبدا أن تقرر ما يتعارض ودستور الممكلمة ، كل ما في الأمر أن النيابة إعتمدت في تحرير الإشعار نموذجا موحدا أعدته المصالح المركزية ، موجها لكل أشكال الغياب غير المبرر ، من أجل الحد من ظاهرة الغياب السيئة التي نشترك وإياكم على محاربتها والتصدي لها ، لما يترتب عنها من إنعكاسات سيئة تضر بمصالح المتعلمين” . وتعبيرا عن تفهمي لحساسية الموضوع محل الشكوي ، وعيا منا بقيم الشراكة المبنية على الإحترام التي تربطنا وإياكم ، وحرصا مني على ترسيخ قيم الحوار ، وتفاديا لكل لبس محتمل ، فإنني أعبر لكم عن إعتذاري عما ورد في الإشعار ، وبالتالي أعتذر من خلالكم لكافة الأستاذات والأساتذة الذي توصلوا به ، مؤكدا مرة أخرى تقديري للعمل النقابي وترحيبي الدائم بكم ، وثقتي في حسن تفهمكم … يختم يحيى رسالته. وأوضح مصدر ” ناظورتوداي ” أن ما كتب بخط النائب وذيل بتوقيعه الخاص في الرسالة موضوع الحديث ، يشير إلى تهرب الأخير من المسؤولية ، وهو ما أغضب وزير التربية الوطنية وعلق عليه ” هذا كيشري لينا الصدع مع النقابات و الأساتذة ” و من جهته، جدد وزير التربية الوطنية السيد محمد الوفا خلال ذات اللقاء ، دعوته إلى المسؤولين الجهويين والإقليميين من أجل النزول إلى الميدان وزيارة المؤسسات التعليمية للوقوف على سير عملها ومرافقها، على اعتبار أن مثل هذه الزيارات تساهم في تشخيص الواقع الحقيقي للمنظومة وتساعد على إصلاحها، مشيرا إلى أنه لا يمكن إجراء أي إصلاح تربوي دون معرفة ما يجري في الفصل الدراسي. و قال إن مهمتنا الأساسية ليست في الاهتمام بالتدبير اليومي للشأن التربوي وإنما هي في العناية بالتعلمات لبنات وأبناء المغاربة وبتكوين أجيال المستقبل الذين يشكلون المادة الخام لتنمية القطاع والنهوض به.