مباشرة بعد مطالبة رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران لوزير حكومته المكلف بالتعليم محمد الوفا بتعيين الأستاذات قريبا من أماكن سكناهن و إقامة ذويهن و إلحاق “الذكور” بالمناطق الجبلية الوعرة بدعوى قدرتهم على التحمل و الصبر، تناقل المئات من رجال التعليم الخبر “الصاعقة” عبر مختلف وسائل الإتصال، خاصة المشتغلين منهم في العالم القروي و الذين قضوا مددا تجاوزت العقد و القعدين دون أن تلوح آمال في الأفق لمغادرة تلك البقاع، قصد الالتحاق بزوجاتهم و أبنائهم في ظل محسوبية و زبونية و قرارات إدارية تلحق حديثات العهد بالميدان بأزواجهن في سنواتهن الأولى من العمل. “بنكيران قضى 3 عقود من التدريس في أوساط المدن و لم يجرب يوما واحدا من العمل في العالم القروي” هكذا علق أحد من يعنيهم “استفزاز” بنكيران، مضيفا أن الرجل لم يجرب مرارة البعد و الفراق عن الأبناء و الزوجة لسنوات عجاف، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات نقابية بضرورة المساواة بين الجنسين في التعيينات و الحركات الانتقالية بدل ما هو شائع اليوم من تقديم للملفات” المؤنثة” في كل شيء تقريبا. تساءل أحد من قضوا عقدين تقريبا من العمل بعيدا عن زوجته وأبنائه الثلاثة عن حق زوجاتهم فيما فيه حق للأستاذات، و هل يمكن اعتبار زوجات الموظفين غير العاملات جنسا بشريا له الحق في جمع الشمل بالزوج و تقريب الوالد من أبنائه للإشراف على تربيتهم و تمتيعهم بحق الأبوة الذي لا يعرفون له طعما سوى في آخر الأسبوع في أحسن الأحوال. فيما يرى آخر أن بنكيران “بتهوره” هذا قد نسف كل الجهود النقابية بما فيها جهود نقابته “الإسلامية” التي لطالما طالبت برفع الحيف عن ذكور القطاع الذي يطالهم، سواء في التعيينات أو في الانتقالات. حيف زكاه بنكيران بقرار “ارتجالي” فيما يبدو بعيدا عن أي تشاور مع أي طرف أو جهة نقابية، ما قد يزيد الاحتقان القائم أصلا احتقانا، و يضع صديقه محمد يتيم في موقف لا يحسد عليه. بنيكران حسب بعض التعليقات، “تبجح” متشبعا ببعض القرارات التي استهدفت تحسين وضعية المرأة، والتي كان حزبه من أشد المعارضين لها أيام المعارضة من قبيل “مدونة الأسرة” و “الكوطا النسائية”، ليحاول استدراك ما فاته في المعارضة بخصوص هذا الموضوع بقرارات من قبيل هذا القرار الذي سيضحي فيه بلاشك بإخوانه الأساتذة، قرار من شأنه أن يرسم خارطة مستقبلية واضحة للتعليم بالمغرب ( الرجال للفيافي و النساء للحواضر) سياسة يقول أحدهم لا وجود لها في أي دولة من دول العالم التي باتت مصنفة بامتياز رائدة في تصدير الديموقراطية و حقوق المرأة . “رئيس الحكومة نسواني أكثر من النساء” يقول أحدهم، مضيفا أن الأستاذات أنفسَهن ما بلغت جرأتهن يوما أن يطالبن بمثل هذه المطالب لاحساسهن بأن في الأمر غبنا و اعتداء على زملائهن من الرجال، مطلب يريد من خلاله بنيكران وفق آخر أن “يحل مشكل معاناة المعلمات في الأرياف على حساب استقرار الذكور و أسرهم بدل توفير الأمن للمشتغلات في الميدان، كأسهل طريق “، ليتساءل آخر:” لماذا لم يتنازل بنكيران حينما كان أستاذا عن منصبه لأستاذة من هؤلاء اللواتي أثرن عاطفته الجياشة فجأة”.