قرر محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، إلغاء عدد من المذكرات والإصلاحات التي عرفتها الحكومات السابقة، خاصة في عهد اخشيشن، والتي قال عنها إنها تتميز بالتعقيد ولم تشكل أي قيمة إضافية للمؤسسة التربوية، وعلى رأسها «مدرسة التميز»، التي وصفها الوفا بأنها «ما هي إلا نموذج مصغر ل»مدارس الأعيان» التي كانت في عهد الاستعمار، والتي تؤسس للميز الفئوي بين التلاميذ». وأكد الوفا، في لقاء صحافي نُظِّم أمس الثلاثاء في الرباط، أنه «منذ اليوم، لن يكون هناك مجال للميز بين التلاميذ وعزل أبناء الشخصيات في هذا النوع من المدارس»، مضيفا أن مدرسة التميز ستنتهي في عهده بانتهاء السنة الحالية.. وأشار الوزير إلى أ»ن اتخاذ قرار إلغاء بيداغوجيا الإدماج في المستوى الثانوي سيكون حاسما بعد تقييم حصيلة البيداغوجيا في الابتدائي»، مشددا على أنه سيعقد، في شهر ماي المقبل، اجتماعا موسَّعاً مع الفاعلين التربويين لدراسة نتائج هذه البيداغوجيا، التي صُرِفت فيها الملايير. كما قرر توقيف كل المكاتب الدراسية الأجنبية، التي قال إن دورها هو اختبار برامجها في المؤسسات التربوية المغربية، موضحا أن أبناء المغرب هُم من لهم القدرة على إصلاح المنظومة والرقي بها. وشدد وزير التربية الوطنية على أنه «لا مجال بعد اليوم ل»وقت الغفلة» وأنه لا بد من تبني مبدأ الحكامة الجيدة في هذا المجال، لأن الدولة تصرف أموالا باهظة لدعم المنظومة التربوية، وأعطى على ذلك مثال البرنامج الاستعجالي، الذي تم فيه صرف حوالي 40 مليار سنتيم ولا يتم إجراء تقويم سنوي للبرامج التي يتم وضعها لمعرفة مدى نجاعتها. وفي ما يتعلق بالبرامج والمقررات، فإن وزارة الوفا تسعى إلى استقرار المنظومة التربوية، التي عرفت الكثير من التغييرات في هذا الشق، بإدخال مقررات جديدة دون أي تقييم لمعرفة مدى فعاليتها، مشيرا إلى أن «هذه التغيرات ستكون خفيفة وبعيدة كل البعد عن الالتزامات السياسية». واعتبر الوزير أن الخطوة الاستعجالية الأولية التي ستُقْدم عليها وزارته في المرحلة الراهنة هي تلك المتمثلة في وضع القانون الأساسي المنظم للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، المقرر إخراجه إلى الوجود. وقال الوفا إن هذا المجلس هو بمثابة برلمان صغير ستتم فيه مناقشة كل المشاكل المرتبطة بالمنظومة التربوية، مشيرا إلى أنه رغم الصفة الاستشارية لهذا المجلس، فإن طبيعته ستكون إلزامية وستكون اجتماعاته على ثلاث دورات الأولى، في بداية السنة الدراسية، والثانية في وسطها، والأخيرة في نهاية السنة.