الكل يتفق على أن الرياضة أخلاق وقيم وحضارة وثقافة..قبل أن تكون منافسة شريفة على الألقاب..الرياضة مرآة تعكس قيم مجتمع وخصوصية مدينة وتقاليدها...وتطوان حمامة الشمال البيضاء..بعراقتها التاريخية وتجدر قيمها في انسجام تام مع ثقافة المغرب ككل رغم بعض الخصوصيات التي تميز أهلها..تبقى واحدة من المدن التي تحضن الرياضة وتعشق كرة القدم بالخصوص..وقد ضرب الجمهور التطواني أمثالا رائعة في حبه للكرة المستديرة وعشقه لفريق المدينة..وتحمله للصعاب والمشاق وعناء السفر والترحال ليكون سندا وداعما قويا للفريق في كل المحطات والمنافسات. فريق الحمامة البيضاء يمثل المدينةالبيضاء بكل أطيافها وتلاوينها..فالفريق يبقى إسمه المغرب أتلتيك تطوان... ورغم انقسام الجمهور الى مشجعين " بالوما " و " ماطادوريس " فإن الهدف واحد هو زرع روح القتالية في الفريق ومؤازرته ودعمه..للأسف الشديد الموضوع واحد ومع ذلك تقع أحداث قد يدهب ضحيتها مشجعين من الطرفين أبرياء لا دنب لهم سوى عشقهم للفريق.. في الحقيقة كان على مسؤولي الفريق أن يبدلوا مساعي من أجل توحيد الجمهور ..لكن وأمام تجاهل هؤلاء المسؤولين لهذه الظاهرة التي تسيئ للفريق أولا..فقد جاءت المبارة الأخيرة أمام الفتح الرباطي..لتؤكد وعي الجمهور التطواني ورقيه الكبير وأن لا مجال للخلاف. وأن التسامح هو عنوان المرحلة...تصالح الجمهور " بالوما " و " ماطادوريس " كان الخبر الأبرز في هده المبارة..حيث قام زعيمي الجمهورين بدورة على الملعب تحت التصفيقات.. في لحظة تاريحية معبرة امتزجت فيها الدموع بالفرحة..وضربت الطبول إيدانا بانتهاء زمن الصراعات .. اللحظة التي تفاعل معها الجمهور بكامله من المنصة إلى الأطراف، أكدت ان الجمهور الدي استحق دخول كتاب غنيس للأرقام القياسة لم ولن يكون صدفة، ليؤكدا أن " بالوما " و "ماطادوريس " هم أبناء تطوانالمدينة الواحدة...ومشجعي أتلتيك المغرب التطواني فريق المدينة الوحيد... نتمنى أن يدوم الصلح وأن تتغلب الروح الرياضية على الخلافات الشخصية وأن يدعم مسؤول الفريق هذا الصلح لأنه أولا وأخيرا يصب في مصلحة الفريق التي تبقى فوق أية مصلحة....