14 فبراير أعدم رجل في مثل هذا اليوم..لانه خالف أوامر الامبراطور...و قام بتزويج العاشقين الراغبين في الزواج سرا...حدث استغلته الرأسمالية المتوحشة، وحولته ليوم تجاري بامتياز...تبيع فيه كل ما هو احمر...تاجروا في كل شيئ..في حياة البشر وحريتهم ..حولوهم عبيدا في سوق النخاسة...مقابل أثمنة بخسة...تاجروا بالأعضاء البشرية وباعوها بالأسواق السوداء المعلومة والمجهولة...ولما ننكر عليهم المتاجرة حتى بمشاعرنا وأحاسيسنا؟..في هذا اليوم سيلبس الكثير منا الأحمر..وسيشتري الكثير منا وردا أحمر..أو هدية بعلبة حمراء..وربما سيكتب بعضنا بالقلم الأحمر..وقد تحظر النساء لمكاتبهن فأرة حاسوب حمراء...والرجال بربطة عنق حمراء..وقد يحدث تقارب بين فأرة الحاسوب الحمراء وربطة العنق الحمراء..ويتم الاتفاق على موعد لليلة حمراء..قد تجعل ما تبقى من أيام العمر سوداء... سيغزو الأحمر كل غرف النوم..سيكون هو السيد المطلق لكل الألوان..هذا اليوم..سيختفي أمامه حتى قوس قزح..وسنخبئ كل أحزاننا في ركن الذاكرة..ونصطنع الكثير من المسرات والأفراح... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.... تذكروا..أنه في هذا اليوم 14 فبراير لم يعدم فقط رجل... 14 فبراير 1934 أصدرت فرنسا قانونا تلحق فيه المغرب بمستعمراتها، مما يعني خروج المغرب من تحت عباءة الحماية، ودخوله تحت جلباب الاستعمار. 14 فبراير 1949 انعقاد أول مؤتمر للكنسيت الاسرائلي...وما يعنيه ذلك من بدء الصهاينة في تشكيل مؤسساتهم الدستورية، وتنظيم الدولة بعد نكبة 1948. 14 فبراير 1958 اتحاد العراق والأردن : الاتحاد العربي الهاشمي. 14 فبراير 1989 الخميني يهدر دم سلمان رشدي صاحب رواية آيات شيطانية. 14 فبراير 2005 اغتيال رفيق الحريري في تفجير استهدف سيارته...الأمر الذي يحتمل تفسيرين إما اغتاله الاسرائليون لابتزاز سوريا وحزب الله سياسيا..أو اغتاله السوريون لانه كان يشكل عقبة في وجه الهلال الشيعي الممتد من إيران عبر العراق ولبنان وصولا لسوريا... 14 فبراير 2006 احباط محاولة لتسلل متطرفين يهود للمسجد الأقصى وتدنيسه... 14 فبراير 2011 بدء الاحتجاجات في البحرين :شباب حركة 14 فبراير... والكثير من الأحداث..فلما الاحتفال بموت رجل واحد ..ولا نحتفل بهذه الأحداث جميعها؟ بباسطة لأننا ما نزال عبيد..لم نملك حريتنا بعد..نحن نعاني غزوا ثقافيا واعلاميا ..نستهلك كل شيئ يأتي من الغرب..الهنود الحمر كانوا أحسن منا بكثير..حافظوا على حظارتهم وثقافتهم وتقاليدهم..ولما حاولوا سلبهم كل هذه الأشياء ماتوا جميعا بشرف..ولم يخلعوا قبعاتهم المزينة بريش الديكة..أما نحن تخلينا عن كل شيئ..قيمنا ..حظارتنا..ثقافتنا..ديننا...حتى ملابسنا..وحتى أسماءنا غدا ستسمعون بيننا من ينادي على مهند ومن ينادي على خلود أو سيلا أو .... وعندما ينتهي اليوم لا تنسوا ان تلقوا اطلالة على التلفاز لتعرفوا كم اعدم الامبراطور بشار الأسد من شخص خالفه الرأي في يوم 14 فبراير 2013 كريط عبد العزيز