مما لا مراء فيه ان مرتيل مدينة سياحية بكل المقاييس......فهى تتميز بشواطئها الذهبية الجميلة .... وتتوفر على اماكن متعددة للاصطياف .... تستهوى زوار المدينة ..وتستقطب سنويا الاف السياح من مختلف الاصقاع وقد اثبتت حضورها فى الخريطة السياحية المغربية . وكما أن للمدينة تالقها السياحى الساحر ....فانها تتميز بالبعد التاريخى الذى لا يقلل من اهميتها مقارنة بالمدن العتيقة بالمغرب....وحقبتها التاريخية تمتد الى عشرات القرون .....وقد لعبت هذه المدينة المطلة على البحر الابيض المتوسط ...دورا رياديا ....قبيل القرن الثامن عشر ....حيث كانت سدا منيعا فى حماية شمال المغرب من الاعداء والغزاة الاروبيين القادمين من البحر ....وقد عاشت فترات من الانتعاش والازدهار الاقتصادى والسياحى ...بحيث كانت قطبا تجاريا لشمال المغرب وجسرا اقتصاديا ...ممتدا يربط المغرب بالقارة الاوروبية ....والفضل كل الفضل يعود للميناء الضخم الذى شيده الاسبان وكان يمتد على طول واد مرتيل....وتطور الى ان اصبح الشريان النابض فى قلب المدينة ....وكان يستقبل البواخر والسفن التجارية .......التى تحمل السلع المصنعة نحو اروبا ...كما كان يستقبل السفن السياحية التى تحمل على متنها السياح الاجانب .... زد على ذلك فهو كان يمثل العصب الرئيسى للمدينة ....فقد كان يشغل عددا كبيرا من اليد العاملة ..لما كان يتوفر عليه من مصانع .....وكان للميناء دور هام فى حرب الاندلس ..كما كان الديبلوماسيون الاجانب يسعملونه للسفر نحو بلدانهم ..وكدلك لنقل الحجاج الى الديار المقدسة وللحفاظ على مردودية الميناء سخر المستعمر الاسبانى جل طاقاته لتوفير الجرافات التى تعمل على نقل وازالة الاوحال والرمال العالقة بمدخله ..و ذلك لاماطة كل المخاطر والاذى المحدقين بالبواخر والسفن التى توتر الرسو بالميناء...... غير انه بعد الاستقلال ...لفظ الميناء انفاسه الاخيرة بسبب الاهمال ...وعدم توفير الصيانة اللازمة للموانىء ..فاقفلت مداخله بسبب انجراف التربة وتجمعت الاوحال وتفاقم الوضع بسبب الاقصاء والتهميش ..وتحول الى بؤرة مائية اسنة ...ومطرحا خصبا لتجمع النفايات ....... لكن المدينة لا زالت تحتفظ بمعلمة تاريخية شامخة ...صمدت فى وجه الزمن ...انه البرج المتواجد على يسار مصب نهر مرتيل ويعود تاريخ بنائه على الارجح الى عهد السلطان مولاى اسماعيل ...وكان بمثابة الناقوس المندر بالاخطار التى كانت تحوم حول المغرب ...لتوفره على مدافع تصد هجمات السفن المعادية .....كما انه معلمة تاريخية تمازجت فيها التفاصيل المعمارية الهندسية فيه باصالة البناء المغربى المتفرد ..وسحر الاندلس الاخاد ..فكان لوحة معمارية متميزة تجدب اليها الناظرين....... ان مرتيل لها ارث حضارى ضارب فى عمق التاريخ ولها مقومات عمرانية وسياحية هائلة ...تجعلها اكثر تميزا وتالقا الى جانب المدن المغربية الجميلة. سهلي فاطمة لبريس تطوان