في ظل غياب المجلس الجماعي، لجأ سكان العرائش إلى تبني روح المبادرة والعمل التطوعي لإصلاح مدينتهم. هذه الظاهرة بدأت تتجلى بشكل واضح من خلال عدة مشاريع مجتمعية أثبتت أن إرادة السكان يمكن أن تعوض عن غياب المجلس البلدي وتقاعسه عن أداء واجباته. أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو مبادرة مجموعة من المتطوعين لبناء درج يسهل الوصول إلى شاطئ "مسيطرو"، وهو مشروع لقي استحسانًا كبيرًا بين سكان المدينة وزوارها. هذه المبادرة ليست الوحيدة، فقد شهدت العرائش جهودًا تطوعية أخرى لتنظيف شواطئ رأس الرمل وإصلاح النافورات وتنظيف وصيانة المناطق الخضراء المهملة، بالإضافة إلى أعمال صباغة الجدران التي أضفت لمسة جمالية على المدينة. تفاعل سكان العرائش مع هذه المبادرات كان إيجابيًا للغاية، حيث أبدوا تقديرهم الكبير للجهود الذاتية التي تقوم بها هذه المجموعات التطوعية. في المقابل، تساءل الكثيرون عن دور المجلس البلدي للعرائش في ظل هذه الأوضاع. فقد أظهرت هذه المبادرات بساطة وسهولة القيام بالمهام الأساسية التي يفترض أن تكون من اختصاص المجلس البلدي، مما يثير تساؤلات حول عجز المجلس في تنفيذها. الشوارع المهملة والبنية التحتية المتهالكة في العرائش تعكس حالة من الفوضى والإهمال، مما يهدد سلامة مستخدمي الطرق ويشوه سمعة المدينة لدى زوارها. في هذا السياق، تعالت أصوات تطالب بمحاسبة المجلس البلدي والتدقيق في أدائه، خصوصًا وأن بعض الأقسام في المجلس تفتقر إلى عدد كافٍ من الموظفين بينما يشير الواقع إلى وجود عدد كبير من الموظفين الأشباح. من الناحية المالية، لم ينجح المجلس البلدي في تنمية موارده ولم يتمكن من تنفيذ أي مشاريع تنموية تذكر، مما أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي. هذا الأداء الضعيف يضع علامة استفهام كبيرة حول كفاءة المجلس البلدي والرقابة التي تمارسها عمالة العرائش عليه. في الختام، تعكس المبادرات التطوعية التي يقودها سكان العرائش صورة مشرقة للتعاون المجتمعي والحرص على تحسين جودة الحياة في المدينة، ولكنها في الوقت نفسه تفضح تقاعس المجلس البلدي وتدفع نحو ضرورة إعادة النظر في آليات الرقابة والمحاسبة لضمان تحقيق التنمية المستدامة في العرائش.