يتوسط متحف تطوان الأثري قلب المدينة، وكأنه مساكة تجمع بين المدينة العتيقة والحي الإسباني، إذ يعتبر أقدم المتاحف في المغرب، بعد أن أسس سنة 1939، لكنه اليوم يستعد للإغلاق من أن أجل يشهد أعمال تجديد وترميم. بأسوار ناصعة البياض، ينتصب متحف تطوان الأثري قرب ساحة الفدان التاريخية، حيث تقبع كنوز تاريخية لثلاث فترات من تاريخ المغرب، هي عبارة عن لقى أثرية اكتشفت في منطقة الشمال المغربي. يعرض المبنى المكون من ثلاثة طوابق بقايا أركيولوجية تعود لحقبة ما قبل التاريخ. تزين حديقة أندلسية باحة المتحف، لكن ما يثير الناظر بشكل قوي هي لوحات فسيفسائية لحقبة الاحتلال الروماني، عثر على أغلبها في موقع ليكسوس قرب العرائش. وتمثل هذه اللوحات صور ميتولوجية لآلهة الرومان، كلوحة للآنسات الثلاث ولوحة لباخوس إله الخمر، أو لوحة تجسد علاقة الحب بين فينوس وأدونيس. يحتوي المتحف على بقايا أثرية غنية ومتنوعة، تتكون من مجموعات هامة من الخزف والأمفورات والفسيفساء والنقائش والنصب التذكارية وأجزاء هندسية ومنحوتات من البرونز والمرمر وحلي ونقود عتيقة. يجمع المتحف لقى أثرية تعود كلها لمواقع في شمال المغرب مثل مغارة الغار الكحل ومغارة كهف تحت الغار ووادي مارتيل وامزورة وتامودة وليكسوس.