ربط مجموعة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة الزكام التي أصابت أغلب المواطنين المغاربة في مختلف مدن المملكة المغربية، ب"ارتفاع درجة الحرارة في فصل الشتاء وغياب التساقطات المطرية"، خاصة أن المغرب يعرف جفافا حادا نتيجة الاحترار المناخي الذي تعاني منه أغلب دول العالم. وتسلل فيروس الإنفلونزا الموسمية إلى منازل أغلب الأسر المغربية في الفترة الأخيرة، إذ أصيب عدد كبير من المغاربة بنزلات برد تختلف حدتها باختلاف السن ومدى قوة مناعة جسم المصاب، حيث تتزامن هذه الموجة المرضية الموسمية مع الزيادة التدريجية في درجة الحرارة داخل البلاد. بالمقابل، يرى متخصصون في السياسات الصحية أن ارتفاع درجة الحرارة ونقص الموارد المائية لا يؤدي إلى انتقال العدوى بين الناس، وإنما يساعد على قتل البكتيريا والفيروسات التي تجد صعوبة في التأقلم مع الحرارة، غير أن زيادة نسبة الحرارة تؤدي إلى حدوث أمراض مختلفة أبرزها "الأمراض المائية". من جهته، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن "نقص التساقطات المطرية يؤدي إلى انتشار مجموعة من الأمراض لكن ليس "كورونا" والأمراض التنفسية"، موضحا أن "شح الأمطار يفضي إلى ظهور أمراض مائية كثيرة، لأن الإنسان يلجأ إلى المياه الملوثة في حالة غياب المياه الصالحة للشرب". وأضاف حمضي، أن "تخزين المياه الصالحة للشرب ينتج عنه عدة أخطار تهدد السلامة الصحية للإنسان، وأن البيئة تصبح مساعدة على انتشار الأمراض المائية، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال العدوى". وتابع المتحدث عينه أنه "عندما ترتفع درجة الحرارة تؤثر على صحة الإنسان وخاصة على مستوى الأمراض الجلدية، ولكن في نفس الوقت تحارب بعض الفيروسات والميكروبات، بالمقابل عندما تكون البرودة تنتشر الفيروسات وتجد بيئة ملائمة للعيش". وأشار الخبير الصحي إلى أن "نقص الأمطار يؤدي إلى الأمراض المائية وليس الأمراض التي تصيب حاليا المواطنين المغاربة"، مؤكدا أن "الحرارة المرتفعة تساعد على محاربة الميكروبات وتدفع الناس إلى العيش في الأماكن المفتوحة، الأمر الذي يؤدي إلى تفادي انتقال العدوى".