بكثير من الاستياء، تلقت الفعاليات المدنية بسبتةالمحتلة، والمتطوعون في عمليات جمع المساعدات العينية، من أجل ضحايا زلزال إقليمالحوز، "رفض السلطات بالمعبر الحدودي باب سبتة، ممثلة في مصالح الجمارك، السماح بإدخال المعونات التي تبرع بها عدد من المحسنين لصالح المتضررين من الزلزال". وأكد المتطوعون، في تصريحات متطابقة لجريدة "الصباح"، أنه تم إجبارهم على الخضوع لعدد من التعقيدات المسطرية التي تؤخر وصول المساعدات التي قالوا إن من شأنها أن "تلبي بعض الحاجيات الملحة لمنكوبي هذه الفاجعة الطبيعية، ممن فقدوا منازلهم التي أتت عليها الهزة الأرضية القوية التي ضربت إقليمالحوز"، مخلفة وراءها دمارا شاملا حطم الآلاف من المساكن وجعل قاطنيها يعيشون في العراء. ووقفت "الصباح"، خلال زيارة لها إلى سبتة السليبة، مساء أول أمس (الأربعاء)، على أحد المستودعات التي تم فيها تكديس كميات مهمة من المساعدات، إذ كان المتطوعون يواصلون تلقي ما يجود به المحسنون من مغاربة المدينةالمحتلة، الذين استجابوا للنداءات التي أطلقها السكان المتضررون من الزلزال المدمر، خاصة بالدواوير والمناطق النائية التي عرفت تدمير تجمعات سكنية بأكملها. وفي تصريح أدلت به صباح أحمد دودوح، المتطوعة والفاعلة المدنية بسبتة، فإن "المساهمين في عمليات التبرع من أجل الضحايا، وكذا المشرفين على تلقي الإعانات من الفعاليات المدنية، أحسوا بنوع من الإحباط و"الحكرة" لعدم قدرتهم على إرسال المعونات التي جمعوها من أجل أبناء بلدهم من ضحايا زلزال إقليمالحوز، بعد أن اصطدموا بتعقيد المساطر في وجوههم". وأشار المصدر ذاته إلى أن "الفعاليات المدنية بسبتة السليبة حاولت الاستجابة للنداءات التي أطلقها المتضررون، والبحث عن الضروريات التي تتطلبها أوضاع السكان المتضررين"، لكن مجهوداتهم اصطدمت بعراقيل "لم تعترف بما بذلوه في سبيل مشاركة مواطنيهم من المغاربة بإقليمالحوز في محنتهم والتخفيف منها". وذكرت صباح أحمد دودوح، في تصريحها ل"الصباح"، أن "مغاربة سبتة عملوا على توفير عدد من الخيام (20 خيمة) تم اقتناؤها من أحد المحلات المتخصصة في معدات التخييم ب "فوانخيرولا" مقابل مبلغ فاق 65 ألف درهم"، كما أن المتطوعين تمكنوا من جمع المئات من الأغطية والأفرشة التي تم توفيرها، حسب حاجيات متضرري الزلزال، الذين أصبحوا عرضة للعراء، بعد أن هدمت مساكنهم، وحتى ما بقي قائما منها صار متداعيا ومعرضا للانهيار في كل وقت وحين. وعبرت صباح، باعتبارها واحدة ممن يقودون الكثير من المبادرات المدنية والإحسانية انطلاقا من سبتةالمحتلة وفي كثير من المناسبات، أن "إحساسا بالأسى يسود نفسها بمعية رفيقاتها، بعد أن وجدن عراقيل عديدة في إيصال المساعدات إلى ضحايا الزلزال المدمر بإقليمالحوز"، حيث تظل هذه المساعدات مكدسة في المستودعات. وحسب ما أفاد به "الصباح" مصدر مسؤول بمعبر باب سبتة فإن "البنية الهيكلية لمعبر باب سبتة لا تتوفر على المواصفات التجارية"، و"أنها لا تتوفر أصلا على ممثلي القطاعات الحكومية من قبيل الصحة لمراقبة الأدوية والمواد الغذائية، كما لا يوجد بالمعبر ممثلو وزارة التجارة والصناعة لمراقبة الألبسة والأغطية". وأشار المصدر ذاته إلى أن "العملية تتم بطريقة قانونية عن طريق طلب تتقدم به الجمعية المستقبلة للمواد المذكورة، بعد أخذ موافقة مؤسسة التعاون الوطني والسلطة المسؤولة"، مضيفا أنه "بعد تحديد المواد التي سيتم إدخالها، بموافقة التعاون الوطني يتم قبول إدخال السلع دون أداء الرسوم الجمركية عليها(التعشير)، لكن بعد مراقبة القطاع المختص لكل سلعة، وأخذ الموافقة منه كوزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة...". وبين انتظار الموافقة من السلطات المسؤولة وحرص الفعاليات المدنية من مغاربة سبتة على مساعدة إخوانهم من ضحايا زلزال الحوز، تظل المواد التي جمعها المتطوعون تنتظر التأشير لعبورها في مرحلة تتسم بالاستعجال، لعل مبادرة عقلانية يتم اتخاذها من أجل الضحايا في هذه الفترة الصعبة التي يعيشها الكثير من المواطنين بالمناطق التي ضربتها الهزة الأرضية.