عن منشورات "بيت الحكمة" بتطوان، سيصدر قريبا للباحثة والإعلامية منار رامودة إصدار جديد بعنوان "التوظيف السياسي للفن في العالم العربي.. الأغنية نموذجا"، وهو عبارة عن دراسة وصفية تحليلية. وجاء الكتاب، الذي قدم له الدكتور عبد الله ساعف، في 188 صفحة، مقسما إلى قسمين: القسم الأول يسلط الضوء على الفن والسياسة بشكل عام.. وظائفهما وتمثلاتهما عبر التاريخ. كما يتناول التوظيف السياسي للفن في العالم العربي (السينما والشعر نموذجا). فيما يتناول القسم الثاني التوظيف السياسي للأغنية في العالم العربي، من خلال التركيز على جانبين: الغناء والسياسة في العالم العربي، والتوظيف السياسي للأغنية في العالم العربي. وفي تقديمه اعتبر ساعف أن هذا الكتاب يشكل مدخلا ذا أهمية في مجالات العلوم الاجتماعية، لاسيما في وضع يتسم بقلة الدراسات العلمية حول الموضوع، مضيفا أن أهم الصفحات كانت تلك التي تميز بين أصناف الأغنية الوجدانية بحمولاتها من ذاتيات ووجدانيات وانفعالات عاطفية. ويسعى الكتاب إلى معرفة كيفية توظيف الفن سياسيا في العالم العربي، من خلال كون الأغنية، بوصفها خطابا مشبعا بالرموز والدلالات، وسيلة تعبيرية تواصلية تستخدم من طرف الحاكم والمحكوم بغية تحقيق غايات مختلفة. واعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على ثلاثة أنماط غنائية أساسية من هذا الفن: الأغنية الملتزمة، الأغنية الاحتجاجية والأغنية الوطنية، بهدف تفسير طبيعة الاستخدام السياسي للأغنية كعملية تواصلية يختلف فيها المرسل والمستقبل. وتقول الإعلامية ذاتها إن أهمية الموضوع تكمن في كونه أحد المناحي التي تكشف العلاقة بين الفن في صنف الأغنية، والسياسة كنظام حكم، وكذا تصور الشعوب العربية للسياسة كإيديولوجيا، باعتبارها عوامل مؤثرة في مجرى العلاقة بين الشعوب العربية والسياسة. كما تشرح خلال هذه الدراسة سبب تمسك الشعوب العربية بالفن عامة والأغنية بصفة خاصة كمنفذ ووسيلة وأداة ترافعية لمطالبها، متسائلة عن سياقات توظيف الأغنية سياسيا، وعن تجليات التوظيف الوطني والدعائي والاحتجاجي للأغنية عربيا. كما تساءلت عن موقع الأغنية الملتزمة وأدوارها في المجتمعات العربية. واستجوبت الباحثة في الشق التطبيقي من البحث عددا من الفنانين العرب أمثال مارسيل خليفة ولطفي بوشناق والشاعر اللبناني أمثل إسماعيل والفنان سعيد المغربي والفنانة سميرة القادري. كما شملت لائحة المستجوبين أحمد عصيد وحسن نجمي وعبد الله ساعف والباحث يوسف اليعكوبي والدكتور عبد الوهاب العلالي. وخلصت إلى مجموعة من الخلاصات، من بينها صعوبة الفصل بين الفن والسياسة، وتعدد المواقف من العلاقة بينهما، والطابع الإنساني لهذه العلاقة. كما ركزت على مختلف المهام التي تقوم بها كالتعويض والاقتراح، وكونها شكلا خاصا من أشكال الفعل السياسي.