نظرة وافية عن الإسهام النسائي في واقع مدينة تطوان، ماضيا وحاضرا، تحضر في كتاب جماعي جديد صدر عن مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) بعنوان "المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي". هذا الكتاب نسقت أعماله الباحثتان كريمة البعوني وسميرة عيسو، بإشراف وتقديم من الباحث أحمد الفراك الذي كتب أن هذا "الجهد المبارك، كتاب يضيف قيمة نوعية للمكتبة التطوانية والوطنية". ويضم المؤلَّف أبحاثا حول المرأة التطوانية العابدة، ودور أوقاف النساء في دعم الحركة العلمية بتطوان، ودور التطوانيات في غرس قيم التكافل الاجتماعي، وجهودهن في بناء الحضارة بالمدينة، ومساهمة المرأة التطوانية الأندلسية في العمل السياسي، ومميزات العادات والتقاليد النسائية بتطوان. كما تهتم الدراسات بإسهام المرأة التطوانية في النهوض بالعمل التطوعي، وشعر وموسيقى نساء المدينة، ووضعهن انطلاقا من اللباس، ومشاركتهن في العمل الوطني ضد الاحتلال الأجنبي، وعالمات تطوان عبر التاريخ، وصولا إلى "دور الأطر الصحية النسوية بتطوان في مكافحة جائحة كوفيد-19". شارك في الكتاب باحثات وباحثون، هم: سمية أبو يعلى، بوشرى عيسو، يسرى أبوزيد، محمد الفتات، هاجر الحداد، كريمة البعوني، نور الدين بلخير، زكرياء الشعرة، سعاد أنقار، ميلودة الفريحي، ثرية اقصري، سلوى الزاهري، سميرة عيسو، ونضار الأندلسي. يقول تقديم المؤلف الجماعي إن "حاضر أي مجتمع من المجتمعات البشرية يمثل امتدادا لماضيه، ولا يمكن استشراف مستقبل مشرق له دون معرفة ذلك الماضي واستيعاب دروسه"، ثم يزيد: "فعل الاستشراف من الباحثين والمفكرين" يقتضي "مراجعة عناصر الثقافة المؤسسة للهوية النفسية والاجتماعية والحضارية، ودراستها دراسة فاحصة ومستلهمة لمقومات النبوغ في مختلف المجالات، ومبرزة لمظاهر التحضّر والتمدّن على كافة المستويات". ويذكر العمل الجديد أن من أهم الموضوعات التي تحمل "بصمات الثقافة التطوانية"، موضوع "مكانة المرأة في بنيات المجتمع التطواني التقليدي، حيث تدعو الحاجة إلى تتبع الظاهرة في كليتها وامتداداتها في مختلف المجالات، من خلال التركيز على عينات محددة من النساء التطوانيات، ورصد نشاطهن الديني والعلمي والفكري والسياسي وتحليله في ظل الخصوصيات الحضارية للمغرب والأندلس". ويهتم هذا المؤلف أيضا ب"بيان حقيقة المرأة في حاضرة تطوان، ومراجعة النظرة السلبية والنمطية حول وظائفها الفعلية، ورصد مدى نجاح المرأة التطوانية في تجسيد وظيفتها، كشريك أصيل مع الرجل في مشاريع النهوض الثقافي في تاريخ المنطقة".