افتتحت مساء الاثنين بتطوان فعاليات الدورة ال 21 للمهرجان الدولي للعود، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من طرف وزارة الثقافة والاتصال، بتكريم المطرب وعازف العود المغربي كريم التدلاوي. وأكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، في كلمة تليت نيابة عنه بمناسبة حفل الافتتاح، أن هذه التظاهرة تروم الاحتفاء بآلة العود العريقة والمحافظة على التراث الفني، عدا عن كونها لحظة لتعزيز قيم التسامح والتعارف وتمتين علاقات التعاون بين الشعوب، حيث أن هذه الدورة تحتفي بمملكة البحرين الشقيقة كضيف شرف تعميقا لأواصر الصداقة والتعاون البناء، القائمة بين البلدين الشقيقين. وأشار السيد الأعرج، خلال الحفل الذي تيمز بحضور فعاليات ثقافية وفنية ومحلية، إلى أن هذا المهرجان أصبح يشكل فضاء للتفاعل الفني بين التجارب والخبرات الموسيقية التي تنطلق من آلة العود لصياغة صفحات من الإبداع والارتقاء بالمواهب والمعارف الفنية، من خلال الفرق والأسماء الفنية اللامعة التي تجعل هذا الموعد منارة للتميز والإبداع. وأبرز الوزير أن حضور تجارب موسيقية رائدة من تركياوتونس وهولندا بهذا المهرجان يزيده تميزا وإشعاعا، مضيفا أن لحظات التكريم والاحتفاء تشكل وجها من أوجه الحرص على الرقي بالإبداع وتشجيع الأجيال الجديدة على حمل مشعل التواصل والاستمرار. وأضاف أن هذا المهرجان، كغيره من المهرجانات التي تنظمها الوزارة بمختلف جهات المملكة، يندرج في إطار حرصها المتواصل على تعزيز شروط التنمية الثقافية، من خلال التنشيط الثقافي والفني المتواصل على مدار السنة، موضحا أن السياسة الثقافية للوزارة ترتكز على محاور متكاملة، تضم المحافظة على التراث الثقافي وتثمينه وإدراجه في مسلسل التنمية، والنهوض بالقراءة العمومية والكتاب والنشر، وتنظيم مجال الفنون وتوفير شروط نهضته، مع دعم مختلف هذه المجالات بالشكل الذي يؤسس لقيام صناعات ثقافية وإبداعية تعزز المجهود التنموي الشامل الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهته، قال الفنان المحتفى به، كريم التدلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التكريم هو التفاتة طيبة لشخصه واعتراف جميل بالمسار الإبداعي للفنانين المغاربة الذين أثروا الحقل الفني الوطني وأعطوا له إشعاعا، مؤكدا أن تكريمه بمهرجان العود، الذي شارك في عدة دورات سابقة منه، تشريف وحافز على مزيد من العطاء والإبداع. وتميز حفل الافتتاح بتقديم عروض موسيقية لثلاثي ميلوديك من البحرين المكون من سعد محمود جواد وباسم هوار وأحمد معاني عبد العزيز عمر، ومجموعة رباعي أحداف من هولاندا، التي قدمت توزيعات موسيقية جميلة مزجت بين سحر النغم العربي الأصيل والإيقاعات الإفريقية والتيكنو الغربي الحديث. وتنفتح دورة هذه السنة على تجارب موسيقية متميزة من تركياوتونس والعراق وهولندا والبحرين لتجعل من خشبة مسرح إسبانيول بتطوان بساطا فنيا يسافر بالجمهور على أجنة موسيقية لتعزيز التسامح والتلاقي والإبداع الفني الراقي. وستتواصل فعاليات المهرجان طيلة الأيام الثلاثة المقبلة بتقديم سهرات لكل من مجموعة هشام التطواني "على أجنحة الروح" (المغرب) ومجموعة محمد بولات (تركيا) وثلاثي إدريس النكرة (المغرب) ومجموعة حمزة سعد الشرايبي (المغرب) ومجموعة أمين مرايحي (تونس) بالإضافة إلى كريم التدلاوي ونعمان لحلو (المغرب). كما يتضمن برنامج الدورة أنشطة موازية، تشمل تنظيم لقاءات مفتوحة مع كل مع الفنان سعد محمود جواد للحديث عن تجربته الفنية ودخوله موسوعة غينيس عن عمله الفني (اعتصام العود من أجل السلام)، ولقاء مع الفنان نعمان لحلو حول تجربته الفنية. وسيتم خلال اليوم الأخير من المهرجان منح جائزة زرياب للمهارات الفنية لسنة 2019 ،التي ستقدمها وزارة الثقافة والاتصال والمجلس الدولي للموسيقى، التابع لمنظمة اليونسكو، للفنان المغربي نعمان لحلو.