افتتح، أمس الخميس برواق المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، معرضا للصور لتخليد مسار الكفاح الوطني ضد الاستعمار خلال الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين، وذلك بمبادرة من مؤسسة سيدي مشيش العلمي. ويتيح المعرض الذي عرف حضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، فرصة للجمهور لاكتشاف صور معززة بوثائق تاريخية لوقائع جرت إبان الفترة الاستعمارية، خاصة ذاكرة التاريخ المغربي والفرنسي والإسباني والبرتغا.
وجرى بباحة المكتبة الوطنية عرض خمسين صورة أصلية توثق وقائع تاريخية لفترة الحماية، من قبيل معركة وادي المخازن أو الملوك الثلاثة بين البرتغال والمغرب سنة 1578، ومشاهد للكفاح ضد الاستعمار الإسباني منذ القرن الخامس عشر، وضد الاستعمار البرتغالي بين القرن الخامس عشر والقرن الثامن عشر، وحرب تطوان بين سنتي 1859 و1860، بالإضافة إلى مؤتمر الجزيرة الخضراء بإسبانيا سنة 1906. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد رئيس مؤسسة سيدي مشيش العلمي، مصطفى مشيش العلمي، أن هذه الصور تخلد جانبا هاما من التاريخ الوطني، وتعكس غنى الكفاح الوطني، كما تذكي همم الأجيال الصاعدة من خلال تسليط الضوء على تضحية الشعب المغربي قصد صون هويته والذود عن وحدته. وأوضح في هذا الصدد أن المناسبة زاخرة بالعبر، حاضرا ومستقبلا، وتسجل الحاجة إلى تغليب التسامح والتعايش والعيش المشترك، مضيفا ان الصور المعروضة أنتجها فنانون مغاربة وأجانب بطلب من المؤسسة. من جهته، سلط المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، الضوء على أهمية المعرض في تنمية الذاكرة التاريخية المشتركة التي يقتسمها المغرب وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، مشيرا إلى أن مناسبات من هذا القبيل تسهم في إبراز الوحدة التي سادت دائما بين مختلف مكونات الشعب المغربي. وأوضح السيد مصطفى الكثيري، أن افتتاح هذا المعرض للصور التاريخية يعد عرفانا بالكفاح الوطني، وبقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وعرف المعرض المنظم بشراكة مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والذي يتواصل على مدى شهر، حضور شخصيات من عالم الثقافة والبحث التاريخي، وقدماء المقاومين وذوي حقوقهم، بالإضافة إلى فعاليات من المجتمع المدني.