يسود احتقان في أوساط العديد من سكان مدن تطوانووزانوشفشاون، طيلة الأيام القليلة الماضية، بسبب تعثر وغموض تنزيل مشروع نواة جامعية بكل من وزانوشفشاون، فضلا عن الاكتظاظ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، ومطالب استكمال الشطر الثاني من الحي الجامعي الجديد بمنطقة الملاليين قرب مرتيل لتوسيع استفادة الطلبة. وحسب مصادر مطلعة، فإن الملفات المذكورة أصبحت تسائل عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من أجل إيجاد حلول ناجعة وتنزيل المشاريع المسطرة، فضلا عن تفادي احتجاجات الإقصاء من المنح الجامعية التي تتكرر كل سنة، ناهيك عن الاكتظاظ بالأحياء الجامعية وضرورة الجودة في الخدمات وتقليص ظاهرة الهدر الجامعي. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن ميراوي واجه خلال اجتماعات ولقاءات في الموضوع، قبل أيام قليلة، سيلا من الأسئلة في موضوع الرفع من جودة التدريس بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والتساؤل حول مآل توصيات ومخرجات الاجتماعات حول مشروع نواة جامعية بكل من شفشاونووزان، والآمال التي علقها السكان على الموضوع للتخفيف من التكاليف والمصاريف المرهقة في ظل تداعيات الجائحة وتراجع فرص الشغل. وكان عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، كشف أن ملف إحداث نواة جامعية بوزان يتعلق الآن بدراسة مخطط مديري لعرض التكوينات الجامعية وفق مقاربة استشرافية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات القطاع الإنتاجي بكل منطقة، إذ على أساس ذلك سيتم تحديد نوعية المؤسسات الجامعية التي سيتم إحداثها، وطبيعة مسالك التكوين بشكل يتلاءم مع خصوصيات المنطقة المعنية اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا. وتسببت الوعود المتكررة من برلمانيين وسياسيين بإحداث نواة جامعية بوزان، واستغلال الملف انتخابيا من قبل هيئات سياسية والمزايدات الفارغة، في ظل غياب أي رؤية استراتيجية في الموضوع، في تشكيل هيئة الترافع والمبادرات التي تضم العديد من الأحزاب والنقابات والجمعيات المهتمة بالإقليم، وذلك لبحث كافة السبل القانونية للتعاون بين المؤسسات المعنية، والتنسيق بينها والتواصل مع المصالح الحكومية، خارج أي ركوب سياسي لتنفيذ المشروع المذكور، لما له من أهمية بالغة في إعفاء الطلبة من التوجه لتطوانوطنجة، مع ما يتبع ذلك من مصاريف وتكاليف إضافية ترهق ميزانية الأسر الفقيرة. وكانت الاجتماعات التي عقدتها هيئة الترافع المذكورة اعتبرت ملف إحداث نواة جامعية بوزان مكتمل الأركان ويتطلب التنفيذ، سيما في ظل اقتناء العقار واكتمال الدراسة التقنية والمصادقة على التصميم، فضلا عن توفير التمويل اللازم للبناء وموافقة مجلس إدارة جامعة عبد المالك السعدي. واعتبر أعضاء الهيئة المذكورة أن أي تراجع عن إنشاء النواة الجامعية بوزان يتعارض والحق الدستوري في جودة التعليم بالجامعة، وتحقيق العدالة المجالية باعتبار المشروع رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تم تشكيل هيئة ترافعية ثانية بإقليم شفشاون، تدعم إخراج نفس مشروع نواة جامعية للوجود، لما له من أهمية في خفض الهدر الجامعي واستكمال الطالبات لمشوارهن الدراسي. يذكر أن المشاكل التي تواجه الطلبة بكل من إقليمي شفشاونووزان تتسبب في الانقطاع عن الدراسة وعدم استكمال المشوار التعليمي الجامعي، لغياب المصاريف الضرورية الخاصة بالكراء والتنقل وتكاليف ترهق ميزانية الأسر التي تعيش جلها بجماعات ترابية تعتمد على قطاعات غير مهيكلة ومداخيل ضعيفة وغير مستقرة، فضلا عن معاناة الطالبات اللائي ينقطعن اضطراريا ولا يتوجهن للجامعات بسبب إكراهات بعد المسافة في اتجاه طنجة أو تطوان، وما يتبع ذلك من إكراهات ومصاريف لا تقدر الأسر على تحملها.