أعادت الحكومة الإسبانية فتح مشروع توحيد المغرب مع "جبل طارق" بنفق تحت البحر الأبيض المتوسط، وذلك عقب التقارب الدبلوماسي وانتعاش العلاقات الاقتصادية في الآونة الأخيرة بين مدريد والرباط. وكانت فكرة ربط المغرب بإسبانيا عبر نفق بحري مطروحة على طاولة المفاوضات بين مدريد والرباط منذ عام 1979. وقد تم تكليف الجمعية الوطنية لدراسة مضيق جبل طارق (SNED) للتنسيق مع شركة "SECEGSA" الإسبانية من أجل إعادة إطلاق المشروع مرة أخرى، بحسب ما كشفت عنه ميزانية حكومة مدريد لعام 2023. ويتضمن المشروع بناء نفق عبر قاع البحر عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، بينما تحاول الحكومة الإسبانية، بدعم من ألمانيا، إحياء مشروع خط أنابيب الغاز "MidCat"، الذي رفضته فرنسا أثناء الطوارئ الصحية. وعملت الشركة الإسبانية خلال عام 2020 على دراسة البنية التحتية للمشروع، على الرغم من العلاقات المتوترة بين إسبانيا والمغرب في ذلك الوقت. وجرى التفاهم على أن النفق سيكون بطول 28 كيلومترًا تحت سطح البحر على عمق 300 متر، يربط بونتا بالوما (طريفة) مع مالاباطا (طنجة)، وسيتم تغطية كل رحلة في 30 دقيقة. وبعد التغيير الأخير لموقف بيدرو سانشيز بشأن الصحراء المغربية، وفي سياق سياسي يتسم بالتطبيع التدريجي للعلاقات مع المملكة، أدرجت الحكومة الإسبانية تخصيص 750 ألف يورو للبحث في جدوى المشروع في ميزانية الدولة ل 2023. ويروج الإسبان لعدد من المحفزات التي تدفع الإنجليز لربط محطة "جبل طارق" مع المغرب، فبالإضافة إلى اتفاقية الشراكة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الموقعة في عام 2020، يضع الطرفان نصب أعينهما تشييد نفق أو جسر بحري يربط الجزيرة البريطانية مع المملكة، يمتد على مسافة 20 كيلومترا، يوحد البلدين. ومع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبالنظر إلى العلاقات المترددة بين إسبانيا وجبل طارق والرباط، تطمح المملكة وبريطانيا إلى إنشاء قناة ثنائية، بحيث تشكل صخرة جبل طارق رابطا أساسيا بين إفريقيا وأوروبا. وبعد الإغلاق الكامل لملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يعمل البريطانيون على البحث عن حلفاء خارج المجموعة الأوروبية. وفور طرح هذا المشروع على طاولة النقاش، نقلت وسائل إعلام إسبانية تخوف الأوساط الرسمية من نجاح هذه الفكرة، خاصة وأن مدريد انتظرت طوال أربعين سنة لتوحيد مجالها الترابي مع المغرب، حتى إنها عينت لجنة مشتركة للتحقيق في جدوى توحيد القارتين في عام 1979. وقالت "إسبانيول" إنه مباشرة بعد تشكيل اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية عام 1979، تم إنشاء الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (SEGECSA)، وهي شركة عامة تعتمد على التنمية لتوحيد القارتين عن طريق خط السكك الحديدية. كما عقدت اجتماعات مشتركة كل ستة أشهر، ولكن منذ عام 2010 لم تكن هناك اجتماعات.