أغلب الدراسات التاريخية المهتمة بظهور الصحافة بشمال المغرب، قُتلت بحثا ودرسا، ونقبت بإسهاب على حفريات المنشورات الصادرة بكل من مدينة تطوان عاصمة المنطقة الخليفية لشمال المغرب، ومدينة طنجة؛المدينة الدولية والعاصمة الدبلوماسية للقناصلة والسفراء الأجانب بالمغرب، في حين ظلت منطقة "وادي لو" نسيا منسيا وخارج اهتمامات الباحثين، وهو أمر طبيعي لأن ظهور الصحافة ارتبط وجودا وعدما مع الحواضر الكبرى سواء بالمغرب أو خارجه. لكن الملفت للنظر هو ما توصل إليه حصريا جريدة بريس تطوان بوثيقة نادرة تعود إلى سنة 1953 وهي عبارة عن عنوان جريدة كان يصدرها رجال المقاومة المغربية بمنطقة "وادي لو" كانت تحمل اسم "الحفرة" صدر منها ستة أعداد بشكل غير منتظم.
وكانت منطقة "وادلو"؛ مشهود لها بكونها قلعة للمقاومين والمحاربين الأبطال، الذين واجهوا بشجاعة منقطعة النظير؛ آليات ومدافع الجيش الاسباني بأسلحة بدائية، تحولت في عهد الحماية إلى مركز عسكري استراتيجي يراقب كل قبائل شمال المغرب، حيث كان الدخول إلى مركز "وادلو" ممنوعا بكيفية مطلقة إلا بعد الحصول على ترخيص خاص من طرف المراقب العسكري.
يذكر أنه استنادا إلى "كتاب" مارويكوس للسيد "فيكيراس" فإن أول صحيفة ظهرت بمدينة تطوان كانت تحمل عنوان El eco de tetuan وصدر العدد الأول منها يوم الخميس فاتح مارس 1860.