افتتحت مساء الثلاثاء بمسرح القصبة الأثرية بشفشاون فعاليات المهرجان الدولي الحادي عشر لأفلام البيئة، الذي تنظمه جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية تحت شعار "صفر بلاستيك". ويضم برنامج هذه الدورة من المهرجان، التي تندرج في إطار الأيام البيئية الخامسة والعشرين، عرض أفلام بيئية احترافية وهاوية، وأفلام نوادي المؤسسات التعليمية، بهدف إشاعة التربية على البيئة وسط الجيل الصاعد، وترسيخ قيم المحافظة على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. في كلمة بالمناسبة، أبرز رئيس جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية، عبد الإله التازي، أن المهرجان مع توالي الدورات أضحى منصة ليلعب "الفيلم والوثائقي البيئي دورا في التعريف بالإشكالات البيئية بالمجال الإقليمي، والرهان على ضرورة الموازنة بين استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، والعمل على جعل شفشاون عاصمة للأفلام البيئية"، متوقفا عند أهمية تأثير الإبداعات الفنية على تشكيل الوعي الجماعي بهذه القضية. من جانبه، قدم مدير المهرجان، محمد ستار، البرنامج العام لهذه التظاهرة التي تحتفي بتجارب سينمائية دولية قادمة من فرنسا وإسبانيا وتونس، وبمشاركة أفلام من الولاياتالمتحدةالأمريكية ولبنان وتركيا وقبرص واليونان وألمانيا والكونغو الديموقراطية وإنجلترا والمغرب، معتبرا أن هذه الدورة "تروم تشجيع الشباب والتلاميذ على الخلق والابداع في مجال الصورة البيئية". وعرف حفل افتتاح المهرجان، الذي سيختتم يوم السبت القادم، تقديم لجان تحكيم المسابقات الثلاث ضمن المهرجان، ويتعلق الأمر بلجنة أفلام البيئة الاحترافية ، ولجنة مسابقة أفلام الهواة ، ولجنة أفلام النوادي السينمائية المدرسية بالمغرب. إلى جانب أهازيج وإيقاعات الموسيقى التراثية، تضمن برنامج حفل الافتتاح وصلة موسيقية وغنائية من أداء تلاميذ دار القاضي للإبداع، وعرض فيلم "عيون الأرض" (The Eyes of the Land) الذي تطرق إلى أزمة التنوع البيولوجي في الأرض، من خلال رصد نوع من السلاحف المهددة بالانقراض بالمغرب. كما منحت الجمعية المنظمة درع سفير البيئة للمخرج رشيد قاسمي، الذي يرأس لجنة تحكيم الأفلام الاحترافية، والمعروف بأفلامه الوثائقية المتميزة، والفنانين الشفشاونيين هاجر الشركي والعربي أجبار، وذلك اعترافا بمكانتهم وتقديرا لجهودهم الفنية لتكون البيئة أحد روافد اهتماماتهم برفع الوعي بقضايا البيئة. وستتواصل فعاليات المهرجان بتنظيم ندوتين متقاطعتين الأولى حول "التواصل العلمي والبيئي من خلال الأفلام"، والثانية تلامس موضوع "التلوث البلاستيكي" من خلال تسليط الضوء على بعض التجارب الرائدة في الحد من هذه الظاهرة، إلى جانب تنظيم ماستر كلاس حول التجربة التونسية في مجال الأفلام الوثائقية البيئية. وإضافة الى الأفلام الوثائقية البيئية، سيكون الجمهور على موعد مع اكتشاف صور الحياة البرية بمختلف النظم البيئية المغربية من تنظيم الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية، ومتابعة عرض مسرحية بيئية للأطفال بعنوان "الزحف" بتعاون مع فرقة الجوكر.