جدد نادي المغرب التطواني العهد بقسم الصفوة وانعتق من القسم الثاني في وقت قياسي، بعد أقل من سنة مليئة بالترقب والعطاء والتضحيات والمثابرة والاجتهاد. وعاد نادي المغرب التطواني إلى قسم الكبار، بعد فوزه بملعبه بهدفين لواحد في المقابلة التي جمعته بفريق شباب بنجرير، عودة بثت الفرح لدى الجمهور العريض، الذي لم يتخل عن مساندة الفريق حتى في أحلك الظروف، بعد البداية المتعثرة في قسم "صعب" يعج بالفرق المجربة والطموحة بدورها إلى العودة إلى القسم الأول. وحقق نادي المغرب التطواني الأهم وأعاد بسمة عريضة لمحبيه وجمهوره في ليلة كان الكل عازما على تحقيق الانتصار والعودة قبل خمس دورات من انتهاء بطولة القسم الثاني، وقطع الشك باليقين، في مباراة حضرها جمهور قياسي، حج إلى جوانب ملعب سانية الرمل في وقت مبكر من اليوم الرمضاني، رغم أن المقابلة لم تجر إلا في العاشرة ليلا، ليشعر اللاعبون أن مساندة الجمهور غير مشروطة ويمدهم بجرعة إضافية للثقة والدعم والحب. ورغم اختلاف التعابير حول سر تألق نادي المغرب التطواني هذه السنة الاستثنائية، التي ستتوج بلعب نهاية كأس العرش، فإن الكل أجمع على أن تضحيات كل مكونات الفريق، من لاعبين ومكتب مسير وإطار تقني وطبي ومانحين وهيئات وسلطات محلية، ووضع مصلحة "الروخيبلانكوس" فوق كل اعتبار، ونكران الذات والعزيمة والإرادة والانسجام بين اللاعبين رغم عملية التشبيب المتدرجة، قادت جميعها إلى حسم الصعود في زمن قلما تحقق في القسم الثاني، الذي تمارس فيه فرق عريقة لها نفس الرغبة والطموح . وفي هذا السياق، قال رئيس نادي المغرب التطواني، محمد رضوان الغازي، إن عودة النادي بسرعة إلى مكانه الطبيعي ضمن فرق النخبة كان صعبا لكن ليس مفاجئا، بالنظر لما يتوفر عليه النادي من قاعدة جماهيرية واسعة، معتبرا أن السر يكمن في تصحيح الأخطاء في حينها، ومواصلة التألق وتضحيات كل مكونات الفريق. وأبرز رضوان الغازي، في تصريح صحفي، أن فريق المغرب التطواني لن يكتفي بالصعود، بل سيلعب على الألقاب خلال الموسم المقبل، ولن يكرر خطأ السنة الماضية مجددا، لكي يضمن بقاءه بقسم الكبار إسوة بالفرق المرجعية. هذا الإنجاز تحصل بإشراف من الإطار الوطني ومدرب الفريق عبد اللطيف جريندو على العارضة التقنية، إذ يقول أن "العودة كانت صعبة لكنها مستحقة، لأن النادي يتوفر على كل أسباب تحقيق النجاح، والتي لا تملكها مجموعة من فرق القسم الأول"، مشددا على أنه "يوم مشهود، والمقابلة ضد شباب بنكرير لم تكن سهلة، لكن بفضل الجمهور المساند والعاشق لفريقه في السراء والضراء، وتوفير المكتب المسير للإمكانات الضرورية، تحقق المبتغى، كما أن اللاعبين بقوا مركزين على الأداء في رقعة الميدان، رغم أن التشكيلة كانت لا تتجاوز 20 لاعبا". بالنسبة للاعب زيد كروش، أحد اللاعبين المخضرمين والمجربين الذين قادوا ملحمة الصعود، فإن تضافر جهود كل مكونات الفريق، ساعد فريق المغرب التطواني على تجاوز فترة صعبة مع بداية البطولة، والتي كادت أن تدخل الشك في نفوس الجميع، مشيرا الى أن هدف الفريق، منذ البداية، كان وحيدا وهو العودة الى الدوري الممتاز، المكان الطبيعي الذي تألق فيه نادي الحمامة البيضاء وفاز فيه لمرتين بدرع البطولة . واعتبر زيد كروش أن تحقيق الصعود قبل انتهاء البطولة بخمس دورات سيكون محفزا للمغرب التطواني للتركيز على لعب نهاية كأس العرش بكل أريحية وبثقة أكبر لعل الكأس الفضية الغالية تكون من نصيب هذا النادي العريق الذي لم يحالفه الحظ سابقا للفوز بها. تصريحات الإدارة والطاقم التقني واللاعبين، تبرز أن التفاف مكونات النادي حول هدف الصعود مجددا إلى القسم الأول، ورغم غياب الجماهير عن المدرجات مع بداية البطولة، مكن من تجاوز الأخطاء وتسوية مشاكل التسيير الهامشية من أجل إعلاء مصلحة النادي، رغم ضعف الإمكانات في بعض مراحل البطولة. بعد تحقيق الصعود، يتطلع جمهور الحمامة البيضاء من نادي المغرب التطواني إلى أن يبصم على أداء متميزا وهو يجاور من جديد فرق الصفوة، والعمل بجد لحصد مزيد من التتويجات الوطنية والقارية، تليق بفريق له تاريخ كروي عريق.