بفتح الراء صار الإسم ماركة مسجلة على مستوى العمل الجمعوي بمدينة تطوان خاصة الفعل الثقافي و الفني الذي انطلق من المحلية نحو آفاق وطنية و عربية، وكأني بالأمس القريب سنة 2008 مع أصدقاء نادي الإبداع المسرحي بدار الشباب عبد الخالق الطريس بزنقة القائد أحمد، في بداية عشرينات العمر نفكر في تأسيس إطار قانوني يحتوي رغباتنا الجامحة نحو مسرح أرحب، بين الأمس و اليوم عقد كامل من التضحيات والمشاريع التي حولت هذه الزمرة بمحترفها إلى أيقونة تحذوها الكثير من المجموعات الشابة.
و لعل مهرجان الفدان العربي للمسرح الذي تخطت المجموعة دورته التاسعة بكل احترافية أبرز تجليات التميز، ضف إليه عشرات العروض المسرحية داخل المغرب وخارجه في ملتقيات و تظاهرات اقتنصت منها العديد من ألوان التتويج، سر بالمسار حتى العرض الأخير الأول للعمل الجديد "إيسلي".
و إن كان الحيز لا يسعف تارة أو نترفع عن الخوض في أنا المجموعة تارة أخرى فاسحين المجال لكل عين ناظرة للمنجزات فإن الوضع لم يعد يحتمل في ظل ردة ثقافية تتجه إليها المدينة بالسيزيام، فجماعتنا بمنتخبيها تئن تحت وطأة الإفلاس عجزت من خلاله عن تسديد مضمون اتفاقية تربط الجماعة بالجمعية لسنتي 2017 و 2018 مخلفة عجزا في صندوق هذه الأخيرة بالملايين، كما أن المجالس الإقليمية و الجهات تتجه نحو تقزيم أداءاتها للجمعيات الثقافية، أما القطاع الخاص بتطوان فهو خاص جدا بالمخصوصين منه بعيدا عن منطق المقاولة المواطنة. إن محترف الفدان بكل إكراهاتها و تحدياتها تستمر في العناء و الإبداع مادامت تلقى من كل العارفين للثقافة بالبلاد ومن أبناء مدينة تطوان كل الدعم و المساندة.