تطوان..احتلال شارع الحسن الأول من قبل سيارات نقل البضائع غير المهيكلة والخطافة ومروجي السمك الفاسد أكيد أن الحملات الميدانية والفعالة التي قامت بها سلطات عمالة تطوان قبل شهور وبتنسيق محكم مع مسيري الجماعة الحضرية تجاه مافيا تجارة الرصيف خلفت انطباعا جيدا ليس فقط في صفوف الساكنة المحلية، بل حتى في صفوف الزوار المغاربة والأجانب على حد سواء.
لكن بالرغم من هذا الفعل الإيجابي ظل شارع الحسن الأول وبشكل غريب ومخيف يئن تحت وطأة السيبة والإجرام القسري.
هاته الأشياء الخطيرة تتجلى أولا في احتلال أرصفة وقارعة الطريق العام بشارع الحسن الأول من طرف أُناس قادمون من منطقة بني سعيد المتاخمة لتطوان.
هذا اللوبي الذي يمتهن نقل لحوم الذبيحة السرية إضافة إلى السمك المسروق والفاسد والفواكه غير الخاضعة للمراقبة البيطرية على متن مركبات غير مهيكلة وغير متوفرة على تأمين وآلات التبريد، أصبح مكانه الشبه الرسمي هو رصيف وقارعة طريق شارع الحسن الأول، وبالضبط من الفضاء الممتد من إقامة باب العقلة وإلى غاية مشارف الثكنة العسكرية وثانوية الشرف الإدريسي.
وثانيا فهاته المافيا تفتخر بأنه لن يقوى عليها أحد، وبالتالي فهي لا تتهاون في البوح بكونها لن تتوجه (رغم أنف مسؤولي عمالة تطوان) نحو سوق الجملة بحي طابولة، وسوف تستمر في التنصل من أداء الضرائب للجماعة الحضرية، بمعية رفضها هيكلة شاحناتها الصغيرة وسياراتها من نوع "ميرسيدس و"سوزوكي"، تماشيا مع ما تنص عليه التشريعات المغربية والقوانين العالمية.
وليس هذا فحسب، بل إن "الخطافة" القادمين من أدغال منطقة بني سعيد والمؤازرين بتجار الممنوعات لا يتهاونون في استقدام مواد الكيف والطابا والقنب الهندي على متن تلك السيارات من أجل التمويه على الدرك وشرطة السير والجولان، بغرض تزويد وتسليم تلك البضاعة المحرمة لبعض المروجين الذين يقصدونهم بعين المكان مقابل حصولهم على مادة السيلسيون والأجزاء الخفيفة للسيارات المسروقة من قبل المدعوان "الديابلو" و"زيكو".
وكل هذه الإستراتيجية الإجرامية بهدف شحن مادة السيليسيون وأجزاء السيارات بعيدا عن أنظار رجال الأمن، مع استعمالها بكل طمأنينة في عين المكان وتوزيعها لاحقا بالبوادي التابعة لقبيلتهم.
زد على ما سبق، وبالضبط خلال فترة الذروة الصيفية يتحول هذا اللوبي إلى مهني مختص في ترويج المشروبات الكحولية بمعية امتهان النقل السري للركاب القاصدين لشواطئ أزلا وأمسا وأوشتام وواد لاو ، مع تطبيق أسعار تعادل ضعفي تسعيرة سيارات الأجرة.
وعليه فقد سجلت جريدة "بريس تطوان" خلال زيارتها لعين المكان تذمرا واضحا في صفوف بعض تجار وحرفيي وساكنة الحي الذين أدلوا بدولهم في هذا الموضوع، وأضافوا بأن نساءهم وأطفالهم يتعرضون يوميا لمحاولات التحرش الجنسي كما أنهم لم يعد بمقدورهم ركن سياراتهم ودراجتهم النارية بالقرب من منازلهم ومحلاتهم التجارية وأوراش عملهم.
ومن تم فإنهم باتوا بين الفينة يدخلون في شجارات عنيفة مع كل من هؤلاء السائقين السريين المآزرين بحراس السيارات والنشالين والمدمين ومروجي السموم والسمك الفاسد من أمثال "الديابلو" و"زيكو".
وفي النهاية يبقى على عاتق مسؤولي النيابة العامة وعامل تطوان إلى جانب قائد مقاطعة المصلى والمصالح الأمنية والاقتصادية والبيطرية والصحية التحرك في أسرع وقت ممكن لوضع حل لهذا الملف الشائك، وإلا فسيتحول شارع الحسن الأول إلى قنبلة موبوؤة من الفساد والقابلة للإنفجار في أية لحظة. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});