بات الملاكم العالمي ابن تطوان محمد البرنوصي الحائز على بطولة المغرب الأخيرة للمواي طاي وزن أقل من 57 كيلوغرام، قريبا من ولوج عالم الاحتراف من بابه الواسع بعد التجربة والتحدي الصعب الذي يخوضه حاليا بأعتد مدارس المواي طاي العالمية بمملكة التايلاند لاكتساب الخبرة ضمن مقاتلي المواي طاي العالميين.
محمد البرنوصي ومنذ ما يناهز شهر وهو في تربص مغلق بالديار التايلاندية في تجربة فريدة من نوعها استعداد لولوج عالم الاحتراف وتمثيل المغرب وتطوان عالميا بعيدا عن عالم الهواة الذي تتبعه الجامعة الملكية المغربية لهذه الرياضة، ويتلقى البرنوصي ابن جمعية الصقر الذهبي بالعاصمة التايلاندية بانكوك تداريب مكثفة وشاقة على يد خيرة مدربي المواي طاي بالعالم من أجل كسب المزيد من الخبرة والتجربة.
زيارة البرنوصي للتايلاند لم تأتي من فراغ، وإنما بعد إيمان واقتناع العديد من الغيورين على الرياضة بمدينة تطوان بالمؤهلات التي يتوفر عليها محمد البرنوصي والتفكير في سبل لإخراجه من عالم الهواة إلى الاحتراف ليبحث عن ذاته في عالم رياضة المواي طاي واقتفاء سبيل باقي الأبطال المغاربة الممارسين في عالم الاحتراف.
جريدة بريس تطوان تعمّقت مع الملاكم البرنوصي من خلال حوار مطوّل من التايلاند فتح فيه البرنوصي قلبه ليكشف خبايا رياضة المواي طاي والفريق بين عالم الهواة والاحتراف إذ أكد أن رياضة المواي طاي الممارسة بالمغرب تعتبر جزءا بسيطا من المواي طاي الحقيقي الذي يتعلمه ممارسوها بالتايلاند، حيث اعتبر أن فنون المواي طاي لا تعد ولا تحصى واكتشف أن هناك فريق شاسع بين المواي طاي الذي يُمارس في المغرب والمواي طاي من موطنه الحقيقي، وأشار إلى ان رياضة المواي طاي تدخل ضمن أولويات الشعب التايلاندي في حياتهم.
البرنوصي تحدّت عن عالم الاحتراف والسبب الكامن وراء زيارته للتايلاند حيث اعتبر أن كل رياضي يصل مستوى ما يبحث عن الأفضل، وأكد أن فوزه ببطولة المغرب ومشاركته رفقة المنتخب المغربي في العديد من الملتقيات الدولية والبطولات العالمية كفيلة بدفعه لعالم الاحتراف، لكن بقاؤه في المغرب لن يمنحه تحقيق هذا الحلم، خصوصا والجميع يعلم حال الرياضيين الممارسين تحت ظل الجامعة الملكية المغربية هواة.
وتابع البرنوصي أن هدفه هو ولوج عالم الاحتراف من بابه الواسع ومقارعة كبار المواي طاي في العالم، لأن حلم كل رياضي هو البحث عن الشهرة والذهاب بعيدا، وأكد أن المغرب عامة وتطوان خاصة تتوفر على أبطال بمؤهلات كبيرة لكن في ظل السياسة التي تنهجها الجامعة الوصية من إقصاء وتهميش تطفئ شمعة هؤلاء قبل اشتعالها، وهو الأمر الذي يتطلّب بذل الجهد والخروج للبحث عن عالم الاحتراف.
البرنوصي من التايلاند وجّه رسالة جد مؤثرة ملؤها الحب والثناء لكل الذين ساهموا في وصوله للتايلاند ودفعه لولوج عالم الاحتراف، وذكر بالخصوص أحد الغيورين على الرياضة بمدينة تطوان والذي ما فتئ يضحّي بالغالي والنفيس من أجل إسماع اسم تطوان للعالم، حيث قال " لكل لاعب طُموح يكبر مع مرور الزمان، مما يجعل تغيير الأجواء والبحث عن المستقبل شيء حتمي على جل الرياضيين، تواجدي اليوم بالتايلاند هو ثمرة كفاح وقتال واستماثة ودعم من رجال غيورين على الرياضة بالمدينة أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير، قضيت أياما رائعة في عالم الهواة وبين مدربين ومؤطرين غاية في الروعة، وآن الأوان لضخ دماء جديدة وولوج عالم الاحتراف الذي يبقى هو الحلم ".
وتابع البرنوصي قائلا "آن الأوان لأسلك طريقا جديدا ملؤه الصعاب والتحديات، سأرحل عن عالم الهواة تاركا ذكريات فيه وأصدقاء كانوا السند والدعم، شكرا هشام أجانف على وقوفك ودعمك لي ولكل الرياضيين بالمدينة، شكرا وليدي على كل شيء، شكرا لكل أصدقائي جنود الخفاء على هذه الفرحة التي رسمتم على وجهي، أعتذر لكم جميعا لأني لم أوفق في أول اختبار، لكني أعدكم أن أرد جميلكم كما أعتذر لأصدقائي ومحبي البرنوصي عن النزال السابق وأعدكم أن القادم أجمل بإذن الله ".
وعن تجربته الحالية بالتايلاند اعتبر البرنوصي أنها تجربة فريدة من نوعها من خلال معايشة شعب بديانات وثقافات مختلفة، والحرص على أداء فريضة الصوم وممارسة تداريب شاقة ومكثفة صباح مساء، حيث أن التداريب هناك شيء مقدس ولا يسمح بالتهاون فيها، وأكد أن هزيمته في النزال الأول هناك أعطته شحنة قوية لبذل المزيد من الجهد، إذ ينتظره نزال آخر يوم 8 يونيو المقبل قبل العودة للمغرب في اليوم الموالي.