إلى سنوات قريبة، كنا شعب الشمال محتكرين متعة متابعة الليغا، أو هكذا كنا نظن ، و لربما هي مخلفات الفترة الكولنيالية التي فتحنا أعيننا بعدها لنجد الثلاجة هي "النيبيرا" و الحمام هو "البانيو" و المعطف "كاسادورا " ، و غيرها من الرواسب المتبقية ، بقايا امتدت إلى هوس الكثيرين منا بضرورة تدريس أبناءهم في خاسنطو و البيلار. أما شعب المقاهي فلم يجد غير الغريمين الميرنغي و الكاطالاني متنفسا، خاصة بعد بدعة تعريب التعليق الرياضي من طرف قنوات الجزيرة الرياضية التي صارت BIN SPORTS ، حتى بات الدراجي و الشوالي أشهر من رودريغيز و انييستا ، فصار الجميع مثقفا عالما في الكرة فاهما في التحليل و التدريب و التخطيط و التنجيم، يعرف من سيفوز و من سيخسر، يبيع و يشتري لاعبين بالملايين عند أول رشفة قهوة سوداء، يخوضون حروبا بالوكالة كلاما و انفعالا و كأن النادي محفوظ في السجل التجاري لأحدهم ، و رغم كل هذا الهوس فلسنا الوحيدين فيه أو لم نبق كذلك إن أحسنت اختيار اللفظ. هنا يتحدثون عن تريخيرا رونالدو، و ثلاثية روما ضد البارسا، و ضربة جزاء ريال مدريد ضد جوفنتوس ، يتهمون الحكم مايكل أوليفر أو يتهكمون على ميسي الذي مات له الحوت ، بعضهم يحاول بيع رافارئيل فاران ب 50 مليون يورو لمانشيستر ، و يسعون في ضم محمد صلاح نجم نجوم ليفربول ، أحدهم مستعد لدفع 200 مليون جنيه إسترليني لضم الفرعون الصغير و هو بالكاد يملك ثمن قهوته و لترا من الحليب و خبزتين ، هم هنا على كل شاكلة ، مثل بعض منا يملؤون المقاهي فقط من أجل الويفي المجاني .