تم تكريم عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، أمس الأحد، خلال افتتاح فعاليات الدورة الخامسة لملتقى المضيق للكتاب والمؤلف. واعتبرت جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق، المنظمة للملتقى، أن هذا التكريم عرفان بما قدمه عالم اللسانيات أحمد بوكوس للثقافة المغربية عموما، والأمازيغية على وجه الخصوص، من أبحاث وخدمات علمية جليلة، موضحة أن الجهود العلمية للمحتفى به انصبت عموما على النهوض بالثقافة الأمازيغية، وخاصة في شقها المتعلق باللغة. وعبر الدكتور أحمد بوكوس، في كلمة بالمناسبة، عن امتنانه لهذا التكريم الذي يجسد في عمقه احتفاء بالثقافة الأمازيغية، باعتبارها مكونا أساسيا من الهوية الثقافية الوطنية للمملكة المغربية.
من جهة أخرى، أبرز أن تنظيم ملتقيات ثقافية كبرى بمدن صغيرة، كما هو شأن مدينة المضيق، يبرز أن الشباب المغربي "واع بأهمية الثقافة كرافد من روافد التنمية البشرية والتنمية المستدامة"، معتبرا أن الشباب المتطلع والطموح يشكل "الغد المشرق"، ما يستوجب على الجميع دعمهم ومساندتهم. وساهم أحمد بوكوس بالعديد من الأبحاث والدراسات في مجال اللغة، والتي نشرت على شكل كتب أغنت الخزانة الوطنية المغربية، من بينها "اللغة والثقافة الشعبية بالمغرب"، و"الهيمنة والاختلاف في تدبير التنوع الثقافي"، و"الأمازيغية في السياسة اللغوية والثقافية بالمغرب" و"فونولوجيا الأمازيغية"، و"مسار اللغة الأمازيغية: الرهانات والاستراتيجيات".
من جانبه، أبرز عامل عمالة المضيقالفنيدق، حسن بويا، أن لأحمد بوكوس العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث والمساهمات التي رصعت رفوف المكتبات وصفحات الدوريات الثقافية والعلمية الرصينة، مشيرا إلى أن المحتفى به مثال "في الالتزام والاشتغال بعيدا عن الأضواء والمساهمة في إعطاء بدائل علمية لمجموع الإشكاليات اللغوية، سواء بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أو أكاديمية المملكة أو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي".
وأشاد بويا بتنظيم هذا الملتقى الذي أصبح علامة فارقة في المشهد الثقافي بعمالة المضيقالفنيدق، داعيا إلى الانفتاح في الدورات المقبلة على القرى والأحياء التي تبعد عن المكتبات لجعل الملتقى عيدا للقراءة ومناسبة لإشاعة الثقافة وحب المطالعة لدى الأجيال الناشئة.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، أن الملتقى "لحظة ثقافية هامة، وموعد سنوي لا محيد عنه، يتم خلاله الاحتفاء بالكتاب وبالمؤلف"، مبرزا مساهمة هذه التظاهرة، التي سيلتئم فيها كتاب وشعراء ومثقفون، في الإشعاع الثقافي بشمال المملكة.
وأكد أن الوزارة تدعم وتشجع وتواكب مختلف المشاريع الثقافية الجادة التي من شأنها المساهمة في ازدهار الفعل الثقافي والرقي به، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية للعناية بالثقافة والمثقفين.
وبدوره، اعتبر رئيس الجمعية المنظمة، مصطفى العوزي، أن ملتقى المضيق يروم "التأسيس لفعل ثقافي جاد وهادف ومتنور، ومتشبع بقيم العقل والديمقراطية والتعددية والتنوع"، موضحا أن هذه الدورة تحتفي بالكتاب والمؤلف في سياقات متعددة، في مجتمع موسوم بحركية ثقافية نشيطة، كما تحتفي بالدينامية التنموية التي تشهدها المنطقة.
ويشمل برنامج الملتقى، الذي سيتواصل إلى غاية 19 نونبر الجاري، تنظيم ندوة فكرية حول موضوع “المجتمعات العربية، مجتمعات تتغير”، كما سيستضيف أسماء لامعة في سماء الأدب العربي، من قبيل الكاتب عبد الإله بنعرفة والناقد أنس الخمال والروائي حسن أوريد والباحث حفيظ هروس والشاعرين إكرام عبدي ومحمد العناز، فضلا عن تنظيم مجموعة من الورشات التثقيفية والفنية، تتوزع على فنون الحكي والتصوير الفوتوغرافي والرسم والتشكيل والصباغة.