بورصة الدار البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع    الولايات المتحدة تعلق طلبات الهجرة من أفغانستان وترامب يصف إطلاق النار في واشنطن ب"العمل الإرهابي"    مصرع حارس ليلي في حادثة سير ضواحي الجديدة    التامني لبنسعيد: كيف تحوّل اعتقال بوز فلو إلى عنوان ل"تضييق الدولة على الجيل Z"؟    كان بصدد تنفيذ مخطط إرهابي بالغ الخطورة.. توقيف موال ل"داعش" بتطوان    حجيرة يدعو إلى تفكير إستراتيجي في سبل تعزيز الأثر الاجتماعي لقطاع الكهرباء    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    لقاء تواصلي لتبسيط التعديلات التي جاء بها "قانون المسطرة الجنائية" وضمان فعالية تنزيله    انقلاب عسكري في غينيا بيساو بعد أيام فقط من الانتخابات    "ميتا" تحدّث بيانات الملف الشخصي في "واتساب"    "الكاف" تطرح تعديلات تنظيمية أبرزها رفع عدد اللاعبين لكل منتخب    مطالب بفتح تحقيق حول شبهات فساد وتبديد مال عام في مشاريع "مراكش الحاضرة المتجددة    الدار البيضاء .. تفكيك شبكة إجرامية وحجز كمية مهمة من مخدر الشيرا    "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" يطلق حملة لمناهضة العنف الرقمي ضد النساء تحت شعار "منسكتوش"    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    مؤسسة الدوحة للأفلام تُطلق برامج جديدة للتدريب المهني بالشراكة مع لافيميس وغوبيلان باريس والمعهد الفرنسي في قطر    إدارة مهرجان الدوحة السينمائي 2025: المهرجان يبرز حضور الأصوات السينمائية المهمة في عالمنا اليوم    مصرع 44 شخصا اثر حريق مجمع سكني في هونغ كونغ    المغربي دريوش يقود أيندهوفن لإذلال ليفربول ومبابي ينقذ الريال من أولمبياكوس    نقابات الطاكسيات بالجديدة تُقفل باب الجدل: ''لن نردّ على المتدخلين... والكلمة الفصل للقضاء!    مرجع لجبايات الجماعات من "ريمالد"    الذكاء الاصطناعي في ألعاب سحرية يبهر جمهور مهرجان الفنون الرقمية    المنتخب المغربي يتعرف رسميا على منافسيه في كأس العرب    كربوبي تودع الصفارة وتحرج الجامعة    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    توقعات الأرصاد الجوية لطقس الخميس بالمغرب    سيدات المنتخب المغربي تفزن على الجزائر بنتيجة عريضة    اعتقال رئيس غينيا بيساو داخل القصر الرئاسي وسط حديث عن انقلاب    قنبلة الدواء تنفجر في وجه التهراوي    الرئيس التونسي ينهال "تقريعا" على سفير الاتحاد الأوروبي    دراسة علمية حديثة: المراهقة تستمر حتى الثلاثينات من العمر    كيف أنقذت كلبة حياة صاحبها بعد إصابته بتوقف قلبي أثناء النوم؟    حموشي يقيم مأدبة عشاء على شرف المشاركين في الجمعية العامة للأنتربول    محكمة النقض الفرنسية تؤكد إدانة ساركوزي    بعد مناورات دامت نصف قرن و24 يوما: فشل الحيلة الجزائرية في تأويل القرارات الأممية    دراسة: 60 بالمائة من التونسيات تعرضن لعنف قائم على النوع في الفضاء الرقمي    قيوح يبحث التكوين البحري بلندن    بورصة الدار البيضاء تتدثر بالأخضر    إيموزار تحتضن الدورة الحادية والعشرون لمهرجان سينما الشعوب    مهرجان اليوسفية لسينما الهواة يعلن عن فتح باب المشاركة في مسابقة الفيلم القصير    654 مليون ورقة نقدية جديدة لتعزيز السيولة بالمغرب    سفيان أمرابط، لاعب أساسي في ريال بيتيس (وسيلة إعلام إسبانية)    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يستقبل 82 فيلماً من 31 بلداً ونجوماً عالميين    بلجيكا.. زكرياء الوحيدي يتوج أفضل لاعب مغاربي في الدوري البلجيكي الممتاز    بعد ‬تفشيها ‬في ‬إثيوبيا.. ‬حمى ‬ماربورغ ‬تثير ‬مخاوف ‬المغاربة..‬    علماء يكتشفون طريقة وقائية لإبطاء فقدان البصر المرتبط بالعمر    دوري الأبطال.. أوسيمين يتصدر قائمة الهدافين بعد مباريات الثلاثاء    الجيش الإسرائيلي يطلق عملية عسكرية    مهرجان الدوحة السينمائي يسلّط الضوء على سرديات مؤثرة من المنطقة    آلام الأذن لدى الأطفال .. متى تستلزم استشارة الطبيب؟    إصدار جديد من سلسلة تراث فجيج    معمار النص... نص المعمار    الوصايا العشر في سورة الأنعام: قراءة فقهيّة تأمليّة في ضوء منهج القرآن التحويلي    المسلم والإسلامي..    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصر الذهبي للحضارة العربية2/1
نشر في بريس تطوان يوم 17 - 05 - 2017

يكاد يجمع المؤرخون على أن للدولة العباسية عصرين يختلف أحدهما عن الآخر اختلافا عظيما. العصر الأول ويعرف بعصر الازدهار يمتد من أول نشأة الدولة العباسية – (132ه -750م/656ه-1258م) – إلى آخر أيام الخليفة المأمون سنة 218ه. وهو العصر الذي بلغت فيه الدولة العباسية أوج شبابها وقمة مجدها ترفا وثروة وأدبا وعلوما. أما العصر الثاني ويعرف بعصر التقهقر والاضمحلال فيبدأ بخلافة المعتصم بن المأمون وينقضي بانقضاء الدولة العباسية في بغداد وبانحسار المد الحضاري الإسلامي وقلة الثروة وضعف الدولة حتى قوض عرشها هولاكو في منتصف القرن السابع الهجري.

العصور الاسلامية وتسلسلها


من المؤرخين من يذهب إلى أن العصر العباسي الأول عصر الازدهار هو في الواقع العصر الذهبي للحضارة العربية قاطبة من النواحي المادية والعمرانية والعلمية والأدبية وإن لم يكن كذلك من الناحية القومية العربية. ففي حين أن العصر الأموي الذي تقدمه قد تميز بقوة العصبية العربية والمغالاة في ذلك أحيانا إلى حد الغض من شأن الشعوب التي كانت تحت سلطانهم في البلاد التي دانت لهم، فإن شكيمة العنصر العربي في العصر العباسي الذي تلاه أخذت تضعف شيئا فشيئا ويذهبون في تعليل ذلك إلى أن العباسيين عرفوا علة سقوط بني أمية عندما كثر قيام الخوارج في أيامهم وانتفاضهم على حكمهم فتجنبوا الوقوع في مثل هذه العلة واتخذوا الجند والأعوان من الفرس والأعاجم على أنهم استبقوا الجند العرب أيضا من ربيعة ومضر رغبة في المحافظة على العصبية العربية. ولكن العباسيين لم يستطيعوا التوفيق بين العنصرين لأنهم انساقوا بطبيعة الأمور إلى الاختلاط بالفرس والتزيي بزيهم والتأثر بهم في سائر مرافق حياتهم. واتخذ الخلفاء أمهات أولادهم من الفرس، أولادا تولوا الخلافة وفيهم ميل فطري إلى العنصر الفارسي. هذا في المشرق أما في الأندلس فقد قطع بنو أمية (كما يقول ابن الأثير) الدعوة لبني العباس بعد أن دعوا لهم مدة قصيرة واستقل عبد الرحمن بن معاوية بعدها بالأندلس لبعدها عن دار الخلافة.


وبلغت المنافسة بين العنصرين العربي والفارسي أشدها حتى وقعت الفتنة بين الأمين وأخيه المأمون واستنصر المأمون جند خراسان وهم أخواله (لأن أمه فارسية) وقام العرب ينصرون أخاه الأمين وأمه عربية هاشمية، وكان من نتيجة غلبة المأمون أن عاد النفوذ إلى الفرس.
وبعد مقتل الأمين وخمود الفتنة وعلى الرغم من الضغائن العنصرية التي ظلت كامنة في النفوس استوثق الأمر بالمأمون واستتبت السكينة – إلى حين – في الدولة العباسية وازداد الفيء الوارد إلى بيت المال حتى قيل انه لم يجتمع في دولة من دول المسلمين ولا غيرهم ما اجتمع لبني العباس في عهد المأمون وفي عهد أبيه الرشيد من قبله وعم الرخاء نتيجة لذلك فكاد يكون لكل فرد في الرعية نصيب منه فإذا أضفنا إلى عامل الاستقرار وتمازج الثقافات أن المأمون بطبعه واستعداده كان يحب العلم ويشجع المشتغلين فيه ويقرب إليه العلماء استطعنا أن نتبين أسباب هذه النهضة.


لقد ظلت الخلافة العباسية قائمة في بغداد (524) خمسمائة وأربعا وعشرين سنة تولى خلالها (37) سبعة وثلاثون خليفة.
الخلفاء العباسيون في بغداد (من750م إلى 1258م)


ثم انتقلت إلى مصر وكل من تولى فيها الخلافة لم يكن له منها غير الاسم.

أما الرشيد الذي وصل ازدهار الدولة في أيامه أوجه فكان خامس الخلفاء العباسيين وتكاد تجمع المصادر التاريخية من عربية وأجنبية على أنه كان أبعد ملوك زمانه صيتا وأعظمهم همة وأكثرهم غزوا وأوفرهم حبا للأدب والشعر وأشدهم كرما. فإذا أضفنا إلى ذلك انه كان من دهاة السياسة شديد البطش أدركنا السر في هذا الاستقرار الذي نعم به البسيط الإسلامي في عهده وعهد ابنه المأمون من بعده فيما عدا فترات قصيرة من فتن داخلية وأخرى خارجية تناوشت أطراف المملكة هذا الاستقرار الذي أشرنا إليه عامل لابد منه لانتعاش أية حركة علمية أو تطور حضاري.
وكان من حب الرشيد للعمران والحضارة أن زين بغداد بالقصور والمباني الفخمة والمصانع النافعة والمدارس والمساجد وبنى مدينتي الرقة والهارونية. ولا تزال أطلال قصره وبعض جدرانه قائمة إلى اليوم. وازدان ملكه بوزرائه بني برمك الذين وصفوا بأنهم من محاسن الدنيا عقلا وحكمة وأدبا وجودا ثم نكبهم نكبة تناقلتها القرون لما قيل من استبدادهم بالملك والملك عقيم.
حكى ابن خلدون أن دخل المملكة في عهد الرشيد كان سبعة آلاف وخمسة عشر قنطارا. والقنطار في حسابه عشرة آلاف دينار فيكون مجموع ذلك سبعين مليونا ومائة وخمسين ألف دينار وهي ميزانية ضخمة تدلنا مهما بولغ فيها على غنى الدولة وتمكنها من حياة النعيم.
وازدياد الثروة مع العيشة الناعمة وانضباط أمور الدولة قد أدى بالتالي إلى اصطناع الترف واللهو. فمع تعاظم سلطان الفرس في عهده والفرس من قديم يعرفون بالميل إلى اللهو والسرور شاع الطرب والغناء وحفل عصره بأكابر المغنين.

وتحلى بلاط هارون الرشيد بعظماء الرجال من كل فن. فمن أطبائه آل بختيشوع، ومن شعرائه أبو نواس وأبو العتاهية ومسلم بن الوليد وعباس بن الأحنف واضرابهم. ومن الرواة الأصمعي والخليل بن أحمد واضع العروض، ومن الندماء ابراهيم الموصلي وزلزل وابن جامع. ومن قضاته أبو يوسف يعقوب الأنصاري وابنه يوسف، ومن العلماء سيبويه وابن يونس. ومن الأئمة أبو حنيفة والشافعي والإمام أحمد بن حنبل. وليس بين هؤلاء إلا من هو سيد علمه أو فنه كما تشهد بذلك كتب التراث، وفي عهده كانت المكوس والضرائب والجزية والخراج تحمل إلى بيت المال من الهند والصين ومصر وفارس وسوريا وغيرها. ويجمع المؤرخون على أن الرشيد عند وفاته (وقد استمرت خلافته (22) اثنتين وعشرين سنة) ترك في بيت المال تسعمائة ألف ألف دينار، والدينار يساوي مثقالا ذهبا.

يتبع...
*..-*..-*..-*
والله الموفق
2017-05-17


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.