أكد محمد إدعمار، رئيس شبكة رؤساء وعمداء المدن المتوسطية، أمس الخميس بتطوان، أن تعبئة التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع والخدمات الحضرية تعد التحدي الرئيسي لظهور جيل جديد من المدن المتوسطية يمكنها مواجهة تحديات الاستدامة الحضرية والتطور الترابي. وقال إدعمار، خلال افتتاح المنتدى السنوي للشبكة الدولية لعمداء ورؤساء المدن المتوسطية "ميدسيتي" تحت شعار "المدن في مواجهة المشاريع الترابية الكبرى"، إن المدن المتوسطية تواجه تحديات جديدة تتعلق بتنفيذ خدمات حضرية تضع في صلب اهتماماتها التنمية المستدامة واستخدام الطاقة النظيفة، مما يتطلب تعبئة التمويل الوطني والدولي والمساعدة التقنية من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتبادل الممارسات الجيدة والتجارب الناجحة بين دول شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا السياق، أكد رئيس الشبكة أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لمناقشة التحديات المرتبطة بظهور قضايا التخطيط البيئية والعمرانية الجديدة، واعتماد ممارسات الحكامة الحضرية الرشيدة، وتكييفها وفقا لاحتياجات تنمية الأراضي وإشراك المواطنين في إدارة الشؤون المحلية.
وأوضح أن اختيار مدينة تطوان لاستضافة هذا الحدث ليس من قبيل الصدفة بل يعد علامة على تقدير الغنى المعماري والحضاري والإنساني لهذه المدينة، مبرزا أن اللقاء يسعى لأن يكون منصة لتبادل الآراء حول التغيير الجذري الذي طرأ على الخدمات الحضرية التي توفرها المدن والتي تدمج على نحو متزايد الحرص على احترام البيئة والاستخدام الرشيد للطاقة.
من جانبه، أبرز رئيس الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية، فؤاد العماري، أن هذه الندوة، التي تندرج في إطار تخليد الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس "ميدسيتي"، مناسبة لإبراز الدور المحوري الذي تقوم به هذه المؤسسة في تنمية تبادل الخبرات والقدرات والإجراءات اللامركزية وقدرات الإدارات المحلية وتعزيز التنمية الحضرية المستدامة، مؤكدا على ضرورة تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط من أجل مدن أكثر استدامة وازدهارا.
من جهته، ذكر الكاتب العام لشبكة المدن المتوسطية ، تشافي تيانا، أن المدن المتوسطية أصبحت فاعلا أساسيا في مواجهة تحديات التنمية الحضرية المستدامة، داعيا رؤساء البلديات ورؤساء المدن المتوسطية إلى تبني سياسات التنمية المستدامة، وضمان الحفاظ على البيئة، وتعزيز التماسك الاجتماعي في حوض البحر الأبيض المتوسط والعمل معا لمواجهة التحديات المشتركة.
وأضاف أن من أكبر التحديات التي تواجهها المدن، تعزيز علاقات التعاون بين المدن الأعضاء في مجال التدبير الإستراتيجي الحضري في ظل المنافسة الدولية، وجعل هذه المدن فاعلا في البرامج التنموية خاصة القضايا المتعلقة بالجانب البيئي، مع تعزيز التماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي.
وتطرق المشاركون خلال المنتدى إلى العلاقة بين المشاريع الكبرى والتحديث العمراني في حوض البحر المتوسط، ودور المدينة في مسار تأهيل وتثمين التراث والمناطق الصناعية والحدودية، وكذا تأهيل الواجهة البحرية والساحل، ومواكبة التظاهرات الكبرى الثقافية والرياضية وتحقيق الجاذبية الاقتصادية والبيئية والحضرية للمدن المعنية.
وتخلل هذه التظاهرة تنظيم عدة ورشات تتعلق ب "علاقة المدينة والهيئات المجالية بمختلف الفاعلين الجهويين والمحليين والوطنيين" و"واقع وآفاق حركية الاستثمارات الكبرى وتقاطعها مع التمويلات الوطنية والدولية" و"الالتزام الجماعي لبلورة المشروع الحضري" و”الموارد الذاتية والخارجية الضرورية لتنزيل المشروع الحضري".
وتعتبر شبكة رؤساء وعمداء المدن المتوسطية "ميد سيتي"، التي يرأسها رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار، إطارا دوليا للمدن المتواجدة بحوض المتوسط ومنتدى للتفكير الجماعي في واقع ومستقبل المدن المتوسطية التي تتقاطع اهتماماتها الاستراتيجية وتجمعها مرتكزات حضارية واقتصادية واجتماعية وثقافية، فضلا عن تبادل الممارسات الجيدة في مجال المشاريع الاستراتيجية الحضرية في منطقة المتوسط.