أنت مؤمن حتى تفقد أحد أحبابك أو تمرض أو تبتلى بعيب خلقي أو أهل لا يطاقوا .. حتى تمر من أمامك امرأة فاتنة .. حتى يؤذن الفجر وأنت تحت الغطاء في ليلة قارصة البرودة .. حتى يتاح لك الغش بسهولة .. حتى يغلق عليك الباب مع الإنترنت بمفردك .. وأنتِ مؤمنة حتى يأتي الحجاب وقت الحر، وصديقتكِ الأنتيم تتزوج قبلك .. مؤمنة حتى تتمنين الزواج من أحدهم وتدعين باسمه في كل صلاة ثم يختر الله لكِ الخير مع غيره.
نعم؛ فلا تُسر بمدحهم ولا تفتخر بإيمانك إن لم يختبر بعد .. فلعله إن اُختبر سقط.. وإن سقط فجدده ولا تقنط من رحمة الله.
كذلك أم موسى مؤمنة حتى تؤمر بإلقاء ولدها في اليم .. وإبراهيم مؤمن حتى يؤمر بذبح ابنه .. وإسماعيل مؤمن حتى يسن أبوه السكين لذبحه.. ويوسف مؤمن حتى تراوده من هو في بيتها وتغلق الأبواب .. ونوح مؤمن حتى يؤمر بصنع سفينة وسط الصحراء ويغرق ابنه أمام عينيه في الطوفان .. وأيوب مؤمن حتى يبتلى بمرضه .. ومريم مؤمنة حتى تخرج للناس وهي حامل دون أن يمسسها بشر .. ويونس مؤمن حتى تقع القرعة عليه ثلاثا لإلقائه في البحر .. ومحمد ﷺ مؤمن حتى يموت ابنه وعمه وزوجته ويؤذى من قومه ويؤمر بالهجرة وترك كل شيء وراءه. . هنا .. وهنا فقط سيظهر بواطن قلبك إن كنت صادقًا مع الله أم لا. «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (2) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين»