كشف عن معلومات حول تورط نافذين وسياسيين علمت " المصادر" أن مصالح الأمن بتطوان نصبت أخيرا، كمينا لشاحنة تقوم بعمليات تهريب للرمال المسروقة من شاطئ سيدي عبد السلام ضواحي المدينة، وتمكنت من اعتقال سائقها وحجز الشاحنة المحملة بالرمال بعد وصولها إلى المدار الحضري. ومكنت التحقيقات التي جرت مع السائق، من الكشف عمن يقف وراء عمليات تهريب الرمال بالمنطقة، إذ تم اعتقال أحد الأسماء المعروفة هناك، والملقب بالعياشي وهو واحد من كبار بارونات نهب وتهريب الرمال من منطقة سيدي عبد السلام، ومنافس قوي لأحد الأسماء النافذة بالمنطقة. ووفق معلومات حصلت عليها الصباح فقد تم نصب كمين للشاحنة بعد شكايات ومعلومات توصلت بها مصالح الأمن، بتنسيق مع والي أمن تطوان الذي أعطى تعليماته بشكل مباشر لتوقيف الشاحنات التي لا تحمل تراخيص لنقل الرمال، والتحقيق مع سائقيها والوصول لمن يقف وراءهم. وقد تم بفعل اعترافات السائق الوصول للمعني المسمى، "العياشي" الذي تم اعتقاله ووضعه تحت الحراسة النظرية قبل إحالته على النيابة العامة، فيها علمت الصباح أن الموقوف الرئيسي كشف خلال التحقيق معه عن معلومات مهمة وخطيرة عن كيفية تهريب الرمال ونهبها، من قبل بعض الاشخاص النافذين بالمنطقة. وأوردت مصادر الصباح أن الموقوف كشف عن وجود شخص آخر مسؤول سياسي، ممن يقوم بعمليات تجميع الرمال في مستودع صولار كبير في ملكيته، قبل أن يدبر طريقة قانونية لبيعها بالتقسيط وفق الطلبات المقدمة له، من خلال استعمال وثائق مزورة أحيانا، او بتواطؤ مع بعض الجهات مشيرا إلى أن آلاف الأمتار المكعبة التي تنقل إلى صولار يوميا تدر عليه مداخيل مهمة، تكون في الغالب وسيلته في الحملات الانتخابية وعبرها يصل إلى المناصب السياسية التي يتولها حاليا. المصالح الأمنية يبدو أنها مصرة على وضع حد لعمليات تهريب الرمال، بعد أن عجز الدرك بالمنطقة عن ذلك ، رغم الشكايات التي تم تقديمها، والصور التي توصلت بها الإدارة الجهوية للدرك، إذ تم التواطؤ مع مهربي الرمال في كثير من الأحيان، رغم الأدلة التي يتوفر عليها الدركيون بالمنطقة. وعلمت الصباح من مصادر مطلعة، أن من يقف وراء الحملة الحالية هو والي أمن تطوان، الذي سبق واشتكى لوالي الجهة محمد اليعقوبي، عن قيام مسؤول سياسي بعمليات كبرى لنهب الرمال بمنطقة سيدي عبد السلام، مما جعل والي الجهة يعطي تعليمات صارمة للدرك بالتدخل والقيام بحملات لحماية الرمال، وهو ما جعل مسؤولي الدرك يتحركون بعد صمت وتقاعس لعدة سنوات خاصة وأن الوالي اليعقوبي مصر على تتبع هذا الملف. ويعرف شاطئ سيدي عبد السلام منذ سنين عمليات نهب الرمال، من قبل شاحنات ومجموعة من الأشخاص تتم غالبا تحت جنح الظلام، وبعضها يتم تحت أنظار الدرك بالمنطقة، وفق ما سبق ل " الصباح" أن عاينته، وسبق ان نشرت تفاصيل عن عمليات تواطؤ مكشوفة لدوريات من الدرك هناك، مع بعض مهربي الرمال دون أن تتدخل لردعهم، في حين يعيش السكان لياليهم تحت أصوات الشاحنات ومخاطر نهب الرمال.