في سنة 1957 اكتشفت في ارشيف طوري في طومبو بلشبونة وثيقة نشرها بمجلة هسبريس تمودة 143 الاستاذان ريكار وسانسو وهي عبارة عن رسالة كتبها برتغالي اسمه لورينثو فاركاس، يقول فيها أنه تقابل في أواخر سنة 1502 أوائل سنة 908 مع أمير شفشاون وبعد ان سلم له الرسائل التي كان يحملها اليه اخبره مولاي علي ابن راشد بان سلطان فاس ينوي ارسال كتيبة مكونة من 500 مجاهد الى قبيلة بني كرفط واخرى من 300 مجاهد الى مدينة العرائش وثالثة من 300 مجاهد الى بني ومراس بقبيلة بني عروس واربعة مكونة من 500 مجاهد الى الخروب وخامسة من 300 مجاهد الى قبيلة ودراس وسادسة من 300 مجاهد لاحتلال تطاون، كل ذلك من اجل المضايقة على المدن المحتلة من طرف البرتغال وخصوصا منها مدينتي أصيلا وطنجة. كما جاء في الرسالة ان مولاي علي ابن راشد أخبر صاحبها بانه بنوي مغادرة المغرب متوجها الى تونس صحبة القائد المنظري ومن اجل ذلك يحتاج إلى ست او عشر سفن يريد الحصول عليها من ملك البرتغال مقابل تسليمه مدينة تطوان وناحيتها.
ويقول الاستاذان ريكار وسانسو انهما عثرا بنفس الارشيف على رسالة تحمل تاريخ 22 يناير 1503 21 رجب 908 144 وقد وجهها القائد المنظري الى ملك البرتغال يخبره فيها بانه على اتفاق تام مع أمير شفشاون فيما عرضه عليه بخصوص تسليم تطاون.
وقد علق الاستاذان المذكوران على الوثيقة يقولان ما يلي: نحن نعلم ان الاقتراح الذي تقدم به مولاي علي ابن راشد لم ينفذ، ونجهل الاسباب التي جعلت مولاي علي يتقدم ب هان كان الامر صحيحا وعلى كل حال فالذي يجب الاشارة اليه هو ابن راشد لم يكن يحظى بثقة البرتغاليين، لانه لم يكتف بمحاربتهم طيلة حياته. بل كان يريد الاستيلاء على مدينة سبتة، ولذلك فان اقتراح غير عادي كهذا اتى من عدو لدود وعنيد كان يجب ان يقابل بكثير من التحفظ.
وسواء كانت الوثيقة صحيحة ام لا فان وجودها يدل على ان صاحب الامر والنهي في شؤون تطاون في ذلك الوقت كان في نظر البرتغاليين هو مولاء علي ابن راشد.
عن مجلة تطاون مجلة تعنى بتاريخ شمال المغرب المدير المسؤول: محمد ابن عزوز حكيم العدد الأول غشت 1990