بعد إدخال تقنية “الفار” للمنافسات الإفريقية نهاية كأس عصبة الأبطال الإفريقية بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي تلعب على يومين وبدون إتمامها قبل عام تقريبا، احتضنت روسيا مونديال 2018، وهو الحدث العالمي، الذي عرف إدخال تقنية “الفار” لمساعدة التحكيم على تجاوز الهفوات، التي يقع فيها الحكام. من سوء الصدف أن المنتخب المغربي، الذي شارك في نهائيات كأس العالم تضرر كثيرا بقصد أو بدونه بحيث في بعض الحالات، لم يعد الحكام إلى جهاز “الفار” للتأكد من بعض القرارات، التي كانت ضد المنتخب المغربي….طويت صفحة المونديال الروسي، وجاءت نهائيات كأس الكونفدرالية الإفريقية وعصبة الأبطال الإفريقية، التي عرفت تطبيق تقنية “الفار”.
في مباراة الوداد البيضاوي والترجي التونسي استعملت تقنيات “الفار”، وعلى إثرها تم توقيف الحكم المصري جهاد غريشة لمدة ستة اشهر بسبب ضعف أدائه…لكن النتيجة بقيت متعادلة 1-1.
في مباراة الإياب، التي جمعت فريق الوداد البيضاوي بنظيره التونسي، ورغم أنها جرت على يومين، بعد أن انطلقت يوم الجمعة 31 ماي وامتدت حتى اليوم الموالي، ورغم ذلك فهي لم تعرف نهايتها القانونية بسبب إخلال الفريق التونسي بتجهيز الملعب ب “الفار”، حيث احتج الوداديون على حكم المباراة الغامبي باكاري غاسما على خلفية عدم احتسابه لهدف مشروع للفريق المغربي كان سيمنح التعادل للوداد، بيد أن الحكم لم يكلف نفسه التوجه إلى “الفار” لأنه كان يعي أنه غير مشغل…
الوداد كان على حق بعدم اتمام المباراة إلا بعد تشغيل “الفار”، حيث بعد أكثر من ساعة منح فيها الكأس للفريق التونسي في أجواء مؤسفة ومحزنة وإن كان فيها التونسيون أظهروا فرحتهم، وريما كان مسؤولوهم يبحثون عن التنفيس عن الجمهور التونسي بفوز سيدخل في سجل التاريخ الأسود للفريق التونسي و لجهاز “الكاف”، الذي يبدو وبالخصوص أن جهاز التحكيم فيه يعرف اختراقات كبيرة من التونسيين، الذين ألفوا توظيف جميع الوسائل، فالأهم الظفر باللقب . من حق الفرق التونسية أن تحصد الألقاب، لكن ما وقع بملعب رادس، كان بمثابة مهزلة كان فيها فريق الترجي التونسي بطلا في التمويه بتجهير الملعب ب “الفار”و في استبلاد الفريق المنافس، الذي فطن لفعلة الترجي التونسي. بعد كل هذا لا يمكن الحديث عن فوز الفريق التونسي ما دامت القضية ستعرف متابعات وتداعيات، وقد تصل حتى المحكمة الدولية، وهذا في صالح الكرة الإفريقية…
بالأمس القريب صوت بعض البلدان العربية لفائدة الملف الثلاثي التي كانت تقوده أمريكا لاحتضان نهائيات كأس العالم لدروة 2026، والآن على أرض تونس تضرب قواعد الكرة لهزم فريق شقيق وبشتى الحيل، فالرياضة هي أخلاق قبل كل شيء. لقد كان الأهم لدى التونسيين هو الفوز وبطريقة ستسيء بالدرجة الأولى لسمعة فريق يريد أن يتربع على منصات التتويج، لكن ما وقع يخل بالأعراف الرياضية، ومن قام بإخراج سيناريو ملعب رادس ينسى أن هموم العرب كبيرة وأن مثل هذه الأفعال تعمق الجراح وتغذي الأحقاد بين الشعوب، فأية مباراة لا بد لها أن تنتهي بمنهزم وفائز، وهي قواعد أية رياضة، لكن يبدو أن هذا يغيب لدى من يسير فريق الترجي التونسي، الذين وإن تسلم لاعبوه الكأس من رئيس الكاف بسبب أو لآخر…فإنه يبدو أن الأشقاء التونسيين أصبح المغرب يقلق عودتهم للمنافسة على الألقاب بعد أن ألفوا تحريك لوبياتهم للدفاع عن مصالحهم، فجاءت الفرصة لاستعراض قوة هذا النفوذ وفي ذات الوقت خلق شرخ بين المغرب و”الكاف”. هذا يذكرنا أن البعض كان فرحا ومن طينة الأشقاء أن المغرب كان غائبا عن الاتحاد الإفريقي، وحين عاد لمكانه الطبيعي أزعجهم هذا الحضور…
قبل إغلاق هذا الموضوع، وما حدث بملعب رادس في نهاية كأس عصبة الأبطال الإفريقية، فإن مصر ستكون بعد أيام مع نهائيات كأس افريقيا، السؤال المطروح، هيل ستكون تقنية “الفار” هي الأخرى في مباريات مصر وفي أحسن صورة؟، أم سيوظف “الفار” بالشكل، الذي حدث في تونس، وإذا كان الأمر كذلك، فمن الأفضل التخلي عن تقنية أريد بها باطل، ودرءا لاستفادة منتخبات على حساب الأخرى وحفاظا على سمعة الكرة الإفريقية.