بعد أكثر من مائة يوم على وصول "تحالف الوفاء"، إلى كرسي الرئاسة لحضرية تطوان كشف استطلاع الرأي الأسبوعي ل"بريس تطوان" أن أداء هذا التحالف الذي يقوده حزب العدالة و التنمية لا يرقى لطموحات ساكنة المدينة، إذ اعتبر 83.72%، من المشاركين في الاستطلاع أن أداء هذا التحالف "ضعيف"، بينما رأى آخرون و بنسبة تجاوزت 8% بقليل، أن آداء المجلس المسير بالمدينة "مقبول"، فيما لم تتجاوز من اعتبروا أن أداء التحالف "جيد" 7%. و في قراءته لنتيجة هذا الاستطلاع يرى محمد بودن، المختص في الشأن السياسي لشمال المغرب أن تقييم حصيلة 100 يوم، بالنسبة للجماعات الترابية، هو تقليد جديد، ويفترض أن تتفاعل معه الهيئات المدبرة للشأن العام المحلي، وهو مسألة رمزية للتقييم الأولي، الذي قد يكون متسرعا في بعض الاحيان، لأن تنزيل السياسات المحلية، ومعطى الإصلاح الجوهري يبقى صعبا في ظرف 100 يوم. معتبرا أن السؤال المركزي للاستطلاع هو سؤال مستوعب لأهمية الموضوع، واللحظة السياسية التي يقع فيها، ويستحضر الحساسيات التي يهمها الموضوع، و يظهر من خلال الاستطلاع وفق بودن دائما، أن مستوى الإعجاب بالتراكمات التي حققها تحالف الوفاء، هو في أدنى مستوياته، فعدد الذين عبروا عن ضعفه، بلغ ما يزيد عن 83% من المستجوبين، فيما عبر آخرون لم تتجاوز نسبتهم 8% عن مستوى جيد لأداء التحالف طيلة 100 يوم، أما البقية الباقية اعتبرت أداء تحالف الوفاء مقبولا، وبالتالي فمستوى التأييد الذي يظهره الاستطلاع هو مستوى غير متوقع على الاطلاق، بالمقارنة مع حجم الكتلة التصويتية، التي فضلت مكونات التحالف قبل أشهر قليلة، في تناقض تام بين ما يعتمل افتراضيا، وما يحكم الاستحقاقات الانتخابية. مشيرا إلى أن نتيجة الاستطلاع قد تكون مقبولة، اذا ما تم ربطها بالأداء الميداني، فالمواطن، يريد أن يرى معطى الإنجاز، وما يرتبط بالوعود التي تم إطلاقها إبان الحملة الانتخابية، وأعتقد انه من السابق لاوانه، الخروج بتقييمات عامة بشأن التحالف، بالرغم من أن تحالف الوفاء، يعتبر تعايشا وتفاهما مرحليا بين أشخاص، أعتقد أنه يصل لمستوى التحالف بمعناه العميق، فهذا "التحالف" هو تحالف "هجين"، ويحكمه الطابع المؤقت، واستمراريته رهينة بمقدار حسابات مستقبلية، ويمكن تسميته بتحالف الكل مع الكل في تطوان، ويستدل به كأعقد التحالفات السياسية المحلية التي أنتجها اقتراع 4 شتنبر، ومعلوم أنه خلف جدلا كبيرا على المستوى الوطني، لذلك فمن الجيد أن يكون الوفاء من أجل تطوان، بعيدا عن النزعة البراغماتية لكل طرف،وقد يقرأ هذا التحالف هكذا من قبل البعض. ليخلص بودن إلى أن هذا التحالف القائم على معطيات أخلاقية في الواجهة مرتبطة ب"الوفاء"، ليس له مستقبل كبير، وقد يتأثر بأي تطور، في التحالفات على المستوى الوطني، وفي منتصف الولاية الانتدابية لأعضاء المجلس الجماعي لتطوان. لا يجب إغفال أهمية النقطة المتعلقة، بتركيبة التحالف،الذي يتشكل من حزب له تجربة في التدبير المحلي في تطوان،وحزبين جديدين على التدبير، لذلك قد تكون آراء المستطلعة آرائهم قد تأثرت، بالصورة العامة التي كبرت مع تواجد حزب العدالة والتنمية على رأس الجماعة الحضرية لتطوان منذ يونيو 2009. لكن السؤالين الذي يطرح نفسه، هل لهذا التحالف مرجعيات؟ وهل للتقييم المرحلي سند رقمي؟.