في حوار مع بطل الأيكيدو التطواني حمزة اليعقوبي تقديم: تعرف تطوان في الوقت الحالي طفرة على مستوى الرياضات الفردية والجماعية، وهذا ما نلمسه من خلال القصاصات والأخبار التي تهم العديد من الأبطال الذين أنجبتهم هاته المدينة، وربما يرجع هذا النجاح الرياضي إلى كثرة الاستثمارات في القطاع الرياضي، إلى جانب كثرة ملاعب القرب التي أصبحت في السنين الأخيرة بمثابة فضاءات بديلة لتفريغ طاقات الشباب التطواني في العديد من الرياضات والهوايات، ومن أمثلة هؤلاء الشباب الذين أبلوا البلاء الحسن هناك شاب في مقتبل العمر بدأ صيته يصدح في عوالم رياضة الأيكيدو. وكما جرت العادة فمنبر بريس تطوان اغتنم فرصة اللقاء بالبطل حمزة اليعقوبي في إحدى الأمسيات ليقربنا أكثر من تحديات هاته الرياضية القتالية التي بدأت تكتسح الساحة الرياضة المغربية والعربية. بريس تطوان: من هو حمزة اليعقوبي؟ جواب: حمزة اليعقوبي شاب تطواني من مواليد 1998 يتابع دراسته بالتعليم الثانوي، كما سبق لي أن درست الصولفيج والعزف على آلات الإيقاع بالمعهد الموسيقي التطواني. وزيادة على هذا فإنني أعمل كمدرب للأيكيدو بإحدى النوادي القريبة من مصحة الريف لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع. أما خلال العطلة الصيفية ونهاية الأسبوع فأعمل كعازف موسيقي مع العديد من الأجواق بمدينة تطوان. بريس تطوان: وماذا عن ولوجك لعالم الأيكيدو؟ جواب: الحقيقة هي أن بداية ممارستي لرياضة الأيكيدو جاءت بالصدفة، وذلك لأن النادي الذي بدأت فيه ممارسة تلك الرياضة يقع بالقرب من الحي الذي أقطن فيه، ولكن ما هو أهم هو أنني كنت دائما أحلم بممارسة هاته الرياضة التي كانت تبهرني دائما بتقنياتها الهائلة، وهكذا بعد بضع سنوات تمكنت من صقل موهبتي والحصول على تقدير أستاذاي السيد عمر الإسلامي والسيد إسماعيل الأزهري واللذان شجعاني وأطراني بكل تفان، حتى تمكنت في نهاية المطاف من الحصول على الحزام الأسود من طرف لجنة تحكيم تابعة للجامعة المغربية للأيكيدو والإيايدو. بريس تطوان: هل تقربنا أكثر من هاته الرياضة؟ جواب: الأيكيدو فن ورياضة دفاعية ذات جذور يابانية مؤسسها هو الأستاذ موريهيه أويشييا، وقد كان ذلك تحديدا عند بداية القرن العشرين، لكن ما هو مؤكد هو أن الأستاذ موريهيه أويشييا طور الأيكيدو انطلاقا من دراسته للعديد من فنون القتال الأسيوية والفلسفة البوذية. وما يميز هاته الرياضة عن بعض الرياضات القتالية التي يمارسها الغوغاء وقطاع الطرق هي أنها تجمع بين لياقة البدن والنفس، كما أنها توظف بعض الأسلحة البيضاء كالسيوف والعصي الخشبية بهدف الدفاع عن النفس وليس الهجوم على الخصم، ويتم ذلك عن طريق السيطرة على قوة الخصم والتحكم في طاقته الخبيثة والحيوانية رغبة في إرهاقة بدنيا ونفسيا. بريس تطوان: هذا يعني أن الأيكيدو تركز على الانسجام التام بين الطاقة الداخلية ورشاقة البدن؟ جواب: هذا صحيح لأن الأيكيدو يتطلب من ممارسيه المحافظة على الهدوء النفسي التام، مع ضرورة تأدية حركات صعبة من الناحية التقنية والمتمثلة في سرعة الرد والدوران حول الخصم بهدف التركيز على نقط ضعفه وإرباكه للتو، وحتى لا أنسن فان المحاربين اليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية كانوا يوظفون الأيكيدو أثناء مواجهتهم الجسدية وبدون سلاح مع خصومهم البريطانيين والأمريكيين والأوستراليين والنيوزيلنديين والكنديين. بريس تطوان: وماذا عن دخول رياضة الأيكيدو إلى المغرب؟ جواب: ما هم متعارف عليه هو أن المعمرين الفرنسيين هم من بدؤوا بممارسة هاته الرياضة بالمغرب وتحديدا بالدار البيضاء أثناء فترة الحماية الفرنسية، ويبقى المرحوم مبارك العلوي الأب الروحي لهاته الرياضة بالمغرب لأنه يعد أول مغربي يتدرب على يد الفرنسيين الذين ادخلوا هاته الرياضة إلى المغرب، وبعد الاستقلال أخد المرحوم مبارك العلوي على عاتقه التعريف بهذه الرياضة اليابانية عن طريق تأسيس نادي رياضي بالدار البيضاء وقيامه بتأطير العديد من الأشخاص الذين أصبحوا فيما بعد مدربين مرموقين، ولم يقف الحد عند هذا، إذ أن المرحوم مبارك العلوي الحاصل على الدرجة الثامنة من اليابان كان من مؤسسي الجامعة الملكية لهاته الرياضة وهو من أطر أيضا العديد من المدربين والبطال بالأقطار العربية الأخرى كليبيا والجزائر وتونس ودول الخليج. بريس تطوان: هذا يعني أن المغرب هو أول بلد عربي تدخله رياضة الأيكيدو؟ جواب: هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها. لكن الفضل أولا وأخيرا يعود للمعمرين الفرنسيين والمجهودات الجبارة التي قام بها المرحوم مبارك العلوي. بريس تطوان: ما هو السن المناسب لممارسة الأيكيدو؟ جواب: يمكن البدء في ممارسة الأيكيدو انطلاقا من سن الثالثة أو الرابعة. وقد تطول هاته الممارسة إلى غاية الثمانين، وهذا ليس غريب لأن العديد من الأشخاص الذين وصلوا إلى سن الثمانين لا زالوا يمارسون الأيكيدو دون الإحساس بمضاعفات جسدية، وهنا ألفت القراء إلى شيء مهم وهو أن هاته الرياضة تساهم أيضاً في الرفع من الطاقة واللياقة البدنية العالية لدى ممارسيها، وهذا في العمق ترسيخ لمقولة "العقل السليم في الجسم السليم". بريس تطوان: ماذا عم مستقبل الأيكيدو بالمغرب؟ جواب: في جميع مناطق المغرب هناك توسع في قاعدة الممارسين بفضل التشجيعات المتوالية للجامعة الملكية للأيكيدو والإيايدو وربما كذلك لتراجع بعض الفنون الحربية الأخرى. كما أن الواجب الشهري المنخفض الذي يؤديه ممارسو هاته الرياضة مقارنة مع بعض أصناف الرياضات الأخرى يجعل فئة عريضة من الجمهور لا تتوانى على ممارسة الأيكيدو وبكل تلقائية. بريس تطوان: كلمة ختامية لمنبرنا الإعلامي؟ جواب: أشكر جريدة بريس تطوان الإليكترونية على هاته الاستضافة والإلتفاتة المعنوية وأتمنى لطاقمها المعروف بحياده ومهنيته المزيد من التوفيق والمثابرة. تقديم وحوار: م ه