هل تساءلنا كيف نجعل من العيد مناسبةً لتجديد الودّ والحياة، ولتأكيد المعاني الرائعة للحب والألفة بين أفراد الأسرة، وكيف نعرف كيفية قضاء أيام العيد، والاستمتاع بها؛ ليصبح العيد عيد فرحةٍ وبهجة كما هو في حقيقته. إنّ على كل فرد في الأسرة أن يسأل نفسه قبل قدوم العيد كيف يصنع البهجة لأفراد أسرته في أيام العيد؟ وعلى الأم دورٌ كبيرٌ في جعل أيام العيد كلها فرحةً وسعادة، وأن تبتكر بعض الأفكار؛ كي تعينها على استثمار هذه الأيام السعيدة، بشكل يدخل البهجة على زوجها وأبنائها. وعلينا أن نفكر كيف نحول العيد الى طاقة من الفرح والغبطة تحل في نفوسنا بحلوله مع كل الذي يدور حولنا من مآس..ومع كل ما نرى من أحداث طوال العام تهزنا سواء على المستوى الشخصي او العام، فعندما نتحدث عن التفاؤل، وعن البهجة وعن محاولة زرع البسمة على وجوه الآخرين قد يقول البعض كيف يمكن أن نعيش مثل هذه الحالة في ظل الظروف التي نعيشها، ولكني دائماً أدعو للتفاؤل ولترك مساحة أكبر للتفاؤل وللفرح في أيام العيد، فإنه حينما يأتي موعده يتحول الى منظف طبيعي لأحزاننا وهمومنا التي لم تعد تخلو منها حياة أي فرد في هذا الوقت المليء بالأعباء والهموم. ومن هذا المنبر أناشدكم جميعاً أن تؤجلوا الأحزان، واتركوا الفرصة للأفراح أن تطفو على السطح فهذه الأفراح عندما تطفو فإنها سوف تنتشر ويسعد بها من حولنا وقد يسعد الكثير منهم ويرتد فرحهم في المقابل إلينا، فالحياة هي مشاركة، إما بأفراح وهناء أو بحزن وألم وجروح، فلماذا لا نكون مصدر فرح وسعادة لكل من حولنا، فالأيام تمر وينفرط الزمن من بين أصابعنا دون أن ندري بكل ما يحمل من بهجة وفرح وبكل ما يضيف من هموم وأحزان ولكن أياً ما كان محصلة الحساب في نهاية الأمر فإن المرء لابد أن يستقبل العيد بفرحة وبهجة وأن يطلق الأماني ليوم لم يعشه بعد، ولنسعد أطفالنا بابتسامتنا ولنخفي دمعتنا أمامهم على الأقل في أيام الأعياد، فليطفو الفرح ولتؤجل الأحزان،وليحاول كل زوجين أن يجعلا من أيام العيد مجالاً رحبًا، واستثمارًا جيدًا لنشر بذور المحبة والاستقرار لأسرتهما، من خلال الاتفاق على زيارة أقاربهم، والأماكن الترفيهية التي سيترددون عليها للترويح عن أولادهم؛ فالعيد فرصةٌ مناسبةٌ لتجديد أواصر المحبة والتواصل بين الأزواج، لأن الهدف من هذا اليوم هو لم شمل الأسرة، وفرحة الأطفال والأهل جميعاً. "وعيد مبارك سعيد أعاده الله عليكم باليمن و البركات" نورة المرضي/ بريس تطوان