وبين عشق و آخر يبقى عشق كرة القدم جنوني في قلوب الجماهير و ماذا إن كان هذا الجمهور تطوانياً ؟ بين زخم الحياة ينتشي حب فريق أحَبه قلباً و قالباً ... عَشِقَه بكل حروف العشق ثم عبّر عنه بشتى الطرق، هذا الجمهور الذي يضحي بالغالي و النفيس أمام مقابلة يخوضها فريق استوطن قلبه و ضخ في عروقه، أعرب عن حبه له و سانده في أقوى لحظات مسيرة حياته، انتصاراً و انكساراً كان واقفاً بجانبه، متتبعاً لخطواته ... رائع حقاً أن يُتَيّم جمهور بفريقه هكذا، لكن الأروع أن يخلص في هذا التَتَيّم، أن يربي صغاره على حبهم له ... ذاك الذي احتل مكاناً في بيوتهم قبل شاشاتهم و الذي خطف أفئدتهم قبل عيونهم ... جمهور يحكم على نفسه بحظر التجول أثناء مقابلات معشوقه ... حتى النساء في بيوتهن يسارعن إلى إنهاء أشغالهن قبل انطلاق مباراته ... صغاراً كانوا، شباباً أو شيوخاً تجمعهم شعارات و توحدهم ألوان قميص ... ما أجمل هذا التلاحم و ما أنقى هذا التعلق الذي يفوق قدرة الوصف، جمهور أقل ما يقال عنه عاشق. بقلم مريم كرودي