مجلس الجالية يشيد بتبسيط إجراءات توثيق الزواج وإيجاد حل بديل بشأن التوارث في حالات الزواج المختلط    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    التفكك الأسري: من إصلاح مدونة الأحوال الشخصية إلى مستجدات مدونة الأسرة المغربية    قوات الأمن السورية تلقي القبض على "سفاح" سجن صيدنايا    قيادة "الجرار" تريد إيصال تعديلات مدونة الأسرة بسرعة إلى البرلمان بعد "اجتماع عاجل" مع أطراف الأغلبية    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    محكمة سلا تقضي بالحبس موقوف التنفيذ في حق 13 ناشطًا من الجبهة المغربية لدعم فلسطين بسبب احتجاجات    تحذير من ثلوج جبلية بدءا من السبت    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    سرقة مجوهرات تناهز قيمتها 300 ألف يورو من متجر كبير في باريس    نظام أساسي للشركة الجهوية بالشمال    المديرية العامة للضرائب تعلن فتح شبابيكها السبت والأحد    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    إياب ساخن في البطولة تبدأ أطواره وسط صراع محتدم على اللقب وتجنب الهبوط    غياب الطبيب النفسي المختص بمستشفى الجديدة يصل إلى قبة البرلمان    الدحمي خطاري – القلب النابض لفريق مستقبل المرسى    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    العام الثقافي قطر – المغرب 2024 : عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    تعاونيات جمع وتسويق الحليب بدكالة تدق ناقوس الخطر.. أزيد من 80 ألف لتر من الحليب في اليوم معرضة للإتلاف    اكتشاف جثة امرأة بأحد ملاعب كأس العالم 2030 يثير الجدل    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    "ال‬حسنية" تتجنب الانتقالات الشتوية    "الاتحاد المغربي للشغل": الخفض من عدد الإضرابات يتطلب معالجة أسباب اندلاعها وليس سن قانون تكبيلي    حلقة هذا الأسبوع من برنامج "ديرها غا زوينة.." تبث غدا الجمعة على الساعة العاشرة    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    صناعة الطيران: حوار مع مديرة صناعات الطيران والسكك الحديدية والسفن والطاقات المتجددة    هجوم على سفينة روسية قرب سواحل الجزائر    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    "التجديد الطلابي" تطالب برفع قيمة المنحة وتعميمها    الممثل هيو جرانت يصاب بنوبات هلع أثناء تصوير الأفلام    الثورة السورية والحكم العطائية..    اعتقال طالب آخر بتازة على خلفية احتجاجات "النقل الحضري"    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    الضرورات ‬القصوى ‬تقتضي ‬تحيين ‬الاستراتيجية ‬الوطنية ‬لتدبير ‬المخاطر    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    التوجه نحو ابتكار "الروبوتات البشرية".. عندما تتجاوز الآلة حدود التكنولوجيا    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى زعيم
نشر في بريس تطوان يوم 30 - 05 - 2011


"جماعة العدل والإحسان" ياسين وتلامذة ماركس ولينين:
طاعة السلطان واجبة بالسنة والقرآن

عندما يتحدث تاريخ الإنسانية عن الذكريات والأحداث التي صنعت على مدار الدهر، هي محطات لزم أن يتوقف عندها المرء بتأن ورويه ، لكي يستجلي منها جملة من عبر الأيام ودروس الماضي ، وليبني عليها بالتالي دعائم المستقبل انطلاقا من رؤية متبصرة بالواقع المعاش ، حينها ينبغي له أن يرجع بذاكرته بكل إجلال وإكبار لصفحات المملكة المغربية الشريفة ، وتاريخها المشرق حقا ، والتي كللت جبين الدنيا بأزاهير التسامح والسلام والتعايش الحضاري والإنساني بين مكونات شعبها وشعوب العالم ؛ بحكم موقعها الجغرافي وتميزها الثقافي وخصوصياتها الدينية المتنورة... فكأنما باتت أسطورة من نسج الخيال، ابتدأت مع قصة رجل فقيه عالم ينتسب إلى بيت الأشراف، وهو المولى ادريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، بن الحسن بن علي ابن أبي طالب، بن خالد بن العاص، بن هشام بن المغيرة المخزومي ؛ ولعلمه ونسبه الشريف فبمجرد ما وطأت قدماه أرض المغرب قادما من بلاد الحرمين الشريفين، بايعه المغاربة على سنة الله ورسوله يوم الجمعة 4 رمضان سنة 172الموافق 6 فبراير789م، ومن تلك الحقبة الزمنية وجيلا بعد جيل وسنة بعد سنة ظلت إمارة المؤمنين رباطا يجمع شمل المغاربة، ويحقق استمرارمرجعيتهم الدينية ووحدة جغرافيتهم الترابية والمذهبية، كما حمت أمن المغاربة الروحي والثقافي والفكري والقانوني..

وعليه امتازت الأمة المغربية بخصوصيات ومميزات انفردت بها عن باقي دول العالم الإسلامي والعربي ، ومنها البيعة الشرعية وإمارة المؤمنين، كمنهج ومدرسة ونظام لحكمهم وتدبير شؤون دينهم ودنياهم، لن يرضوا غيره بديلا ، ولا يبغون عنه حولا، مع الأخذ بالطريف المفيد والمبتكر الجديد من اجتهادات أهل العلم والمعرفة، التي لاتتعارض ومقاصد الشريعة الغراء ، نسوق هذا الكلام لكثرة الهرج واللغط هذه الأيام من قبل بعض الحداثيين والمتأسلمين؛ بتداولهم وترويجهم لأفكاردخيلة عبرالصحافة الوطنية والأجنبية والشبكات العنكبوتية العالمية، تصب جلها في محاولة التشويش على معتقد أهل السنة والجماعة في مشروعية إمارة المؤمنين ، وفي مقدمة المهرجين مرشد جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين، وابنته المدللة وولية عهده نادية ياسين، والدكتورالريسوني والرميد ، والداودي ، وبعض تلامذة "ماركس" و"لينين" و"سطالين"..!!

أقول لهؤلاء جميعا وبكل صدق ومحبة ؛ بأن إمارة المؤمنين والبيعة الشرعية وما يتبعها من تقديم الطاعة والاحترام والتبجيل لشخص السلطان ( الملك) ؛ بكونه أميرا للمؤمنين والأب الروحي للمغاربة أجمعين ، وتقبيل يده والدعاء له وعدم الخروج عليه سواء بالقول أوالفعل، هي من مستلزمات وواجبات الدين الإسلامي، الذي يحثنا على طاعة أولي الأمرفينا مصداقا لقوله تعالى :(ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمرمنكم..) وفي الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم يقول (ص) : (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) ويقول (ص): (خيارأئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم....) وفي حديث آخر (إذامررت بأرض ليس فيها سلطان فلا تدخلها إنما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض ) ، ويقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه : (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية) في فصل من فصول الكتاب سماه: "وجوب اتخاذ الإمارة: " يجب أن يعرف أن ولاية أمرالناس من واجبات الدين ، بل لاقيام للدين إلابها ، فإن بني آدم لاتتم مصلحتهم إلابالإجتماع، لحاجة بعضهم إلى بعض ، ولابد لهم عند الاجتماع من رأس". فطبع بنوا آدم على حب الانتصاف وعدم الإنصاف ، فلولم يكن عليهم سلطان يسوس أمورهم ، لكانوا كوحوش الغابة، وحيتان البحريأكل القوي الضعيف..!!

ولاحصانة للمغرب ولاتقدم ولانماء ولااستقرارإلافي ظل إمارة المؤمنين؛ لأنها هي الضامن لوحدتنا الدينية والثقافية والجغرافية ، وكل من حاول البلبلة وخلط الأوراق تحت أسماء ومسميات إنما يكون يحفرقبرالفتنة بيده ، والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها كما قال إمامنا مالك رحمه الله، وفي هذا السياق تحضرني فقرة من كتاب "غياث الأمم" لإمام الحرمين الجويني ومما جاء فيها : "..ولايرتاب من معه مسكة من عقل أن الذب عن الحوزة، والنضال دون حفظ البيضة، محتوم شرعا ، ولوترك الناس فوضى لايجمعهم على الحق جامع ، ولايزعهم وازع، ولايردهم عن إتباع خطوات الشيطان رادع، مع تفنن الآراء وتفرق الأهواء- لانتثرالنظام، وهلك الأنام، وتوثبت الطغام والعوام، وتحزبت الآراء المتناقضة، وتفرقت الإرادات المتعارضة، وملك الأرذلون سراة الناس، وفضت المجامع، واتسع الخرق على الراقع، وفشت الخصومات، واستحوذ على أهل الدين ذووا العرامات، وتبددت الجماعات، ولاحاجة إلى الإطناب بعد حصول البيان، ومايزع الله بالسلطان ، أكثرمما يزع بالقرآن.."

كلمات للإمام الجويني يجب أن تكتب بماء الذهب، كما ينبغي أن يعيها بعض الحمقى من اليساريين والمتأسلمين الذين يحاولون ما استطاعوا أن يجعلونا نفكربعقول فرنسية غربية أو"أفغانية" طالبانية ، ونكنس بجرة قلم ثقافتنا وحضارتنا وخصوصياتنا الإسلامية المغربية المتنورة، المتميزة بالوسطية والاعتدال والانفتاح على الشرق والغرب بإيجابية وتعقل ورزانة وحكمة ؛ لذا أوضح خصوصا لأستاذنا المبجل عبد السلام ياسين الذي زمروطبل هذه الأيام في بعض حواراته وخصوصا مع قناة "الحوار" معلنا من خلالها الحرب على إمارة المؤمنين وتقبيل يد الملك، معتبرا ذلك عبودية ومذلة وانحطاط للكرامة الآدمية..!! أقول لك أستاذي الكريم: فالشعب المغربي حينما يقبل يد جلالته لايعتبر هذا عيبا أونقصا ومذلة ؛ بل يعتبرون ذلك من واجب دينهم ومن سنة نبيهم (ص). ماذا يقول الماركسي واليساري عموما عندما يشاهد صورة "جوزيف ستالين" وهو يقبل "ليون تروتسكي" على فمه كأصدقاء وأحباء وإخوة..؟!! وبماذا نفسركذلك عندما نشاهد ساسة الغرب وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ساركوزي، وجاك شيراك، وخوسي ماريا أزنار، والمستشار كول ،عندما استقبلوا من طرف البابا وقبلوا يديه بخشوع وسكينة ووقار..؟ أوبماذا يفسروا لنا أصحاب حملات (عدم تقبيل اليدين) عندما يقبل ساسة لبنان من مسيحيين ومسلمين ، سنة وشيعة يدي الكاردينال نصر الله بطرس صفير عندما يزورونه في "بكيركة"؟؟ أوبماذا نشرح تقبيل يد الأم والأب والشيخ الطاعن في السن والمدرس ونحوذلك..!!؟؟

هل هي إهانة ومذلة للأبناء أم عادات حميدة وسنن حسنة ..!!؟ يجيبنا عن هذه الاستفسارات المفكروالعالم الاجتماعي الحسن الثاني رحمه الله في إحدى حواراته إذ يقول : " ..إن التحليل الأوربي والفرنسي على الخصوص ليس متسامحا الى حد بعيد ، وهذا ما حذا بي لأن أكون متشبثا في موقفي وأبدو متماديا في عنادي . فالأجنبي يريد ان يعلمني كيف أعيش ، ويرسخ في ذهني تقاليد أخرى ، ويريد ان يجردني من عقليتي العربية والعلوية والمغربية..وباختصار يريد تجريدي من كل ما هو أصيل ، كما تمنى هذا الأجنبي إعطائي دروسا في نمط حياتي السياسية ، وهذا بالطبع شيء أرفضه كل الرفض لأنني عنيد جدا، نعم سأظل متفتحا لكوني أحبذ الطرق البداغوجية ؛ لكن لا أقبل أن تفرض علي دروس الأستاذية .." فالحسن الثاني رحمه الله ، عندما كان يتحدى ثقافة الغرب في حواراته وكتاباته ، كان يعي مايقول ، ويعلم علم اليقين مميزات وخصوصيات شعبه، الذي تربى وترعرع بين أحضان هدي الإسلام وسنة النبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه، الذي أمرنا ببرالوالدين وجعل الجنة تحت أقدامهم؛ لذا ترى الرجل المغربي المسلم ينكب على تقبيل يد والده ووالدته بعفوية وتلقائية ومحبة جامحة طلبا لرضاهم ، كما ترى الطفل يقبل يد فقيهه الذي يحفظه سور القرآن الكريم ، ويحترم أصحاب العاهات والمسننين وحجاج بيت الله الحرام ،لدرجة تقبيل أيديهم وأكتافهم، ويضمرحبا عميقا للشرفاء وحفدة رسول الله (ص) ويتبرك منهم بتقبيل أيديهم الشريفة.. وما تقبيل يدي السلطان ومحبته والدعاء له إلا تطبيقا لتعاليم الإسلام وسنة النبي العدنان (ص) الذي أمرنا بتوقيروتبجيل أميرالمؤمنين واحترامه وتعظيمه؛ بحيث جعل طاعة أولي الأمربطاعة الله ورسوله .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني ) ففي هذا الحديث الشريف بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن طاعة السلطان هي من طاعة الله وطاعة رسوله (ص) والعكس صحيح ، ففي الحقيقة الأمرخطيرجدا على عقيدة كل مسلم وخاصة الذي يهين أو يعارض السلطان ويحمل بين جوانحه الحقد والكراهية تجاهه ، فهي شارات دالة على شيطنة العقول ودنس القلوب، وطعف الإيمان بالله ، وبنبيه وعدم اتباع سنته (ص). جاء في الحديث عن أبي بكرة الثقفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من أهان السلطان أهانه الله) وإهانة السلطان لها عدة صوروأشكال وألوان، منها أن يسخر بأوامره ومجهوداته ونشاطاته ، وهندامه ، وخطبه ،فإذا أمر بشيء قال انظروا ماذا يقول على سبيل التهكم والإهانة ؟ ومنها، التشهيربه والافتراء والكذب عليه بين الناس ، والهمزواللمزأثناء التحدث عن مناقبه أوأخلاقه أوإصلاحاته وعدله.. ، أوكتابة تقاريرمزورة وملفقة ضده ،ونشرها في مواقع أوجرائد ومجلات غربية معادية؛ بالإضافة إلى إعطاء حوارات لجهات معادية؛ بغية حلحلة وزعزعة مكانته بين مواطنيه وشعبه..!ومنها كذلك عدم الدعاء له عمدا على منابرالجمعة وفي الاجتماعات العامة !! ناهيك عن رسم بعض الصور"الكاريكاتيرية" لاتليق بشخصه..!! أورفع له وشايات كاذبة ،أوبعض التقاريرالرسمية من مؤسسات معنية تكون غيرصادقة ومفبركة لتصفية حسابات شخصية ضيقة ، أولتغطية عيب ما..!!

والهدف من هذا كله هوتحريض الغوغاء والحمقى ضده ، وتهوين أمره على الناس، لأنه إذا هون أمر السلطان على الناس استهانوا به ، ولم يمتثلوا توجيهاته وتعليماته.. ، كما تتلاشى المحبة بينه وبين شعبه ، ويكثرالقيل والقال وكثرة السؤال ، وبالتالي تدخل البلاد والعباد في فوضى وفتن مظلمة لايعلم ضررها إلا الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا من يهين السلطان بنشرأخطائه ومعايبه بين الناس، وذمه والتشنيع عليه والتشهير به يكون عرضة لغضب الله وسخط رسوله ، وسيهينه الله في الدنيا قبل الآخرة ؛ لأنه كان السبب في نشرالشروالفتن في المجتمع المسلم المتماسك والله سبحانه وتعالى يخبرنا في كتابه بقولة: (والذين فتنوا المومنين والمومنات فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق..) نجد في الجانب الآخركذلك من أعان السلطان على الخيروالصلاح وإقامة العدل بين الناس ومساعدة المحتاج وإرجاع الحقوق لأصحابها عن طريق القضاء ونحوذلك ، أعانه الله، لأنه أعان السلطان على الخير وعلى البروالصلاح، فإذا بينت للناس مثلا ،ما يجب عليهم للسلطان وأعنتهم على طاعته في غير معصية فهذا خير كثير؛ بشرط أن يكون إعانتة على البر والتقوى وعلى الخير.

مصداقا لقول الله تعالى: (وتعاونوا على البروالتقوى ، ولاتعاونوا على لإثم والعدوان..). ولحكم عظيمة ومصالح كثيرة لاتعد ولاتحصى في احترام السلطان وطاعته أشارلبعضها الإمام القرافي بقوله: "قاعدة: ضبط المصالح العامة واجب، ولاتنضبط إلابعظمة الأئمة في نفس الرعية، ومتى اختلف عليهم أو أهينوا؛ تعذرت المصلحة.." وقد أخرج ابن عبد البرفي التمهيد أن أميرالمؤمنين عثمان بن عفان كان يقول:"مايزع الإمام أكثرمما يزع القرآن" وسئل الإمام مالك : مايزع؟ قال يكف . هذا مما اعتبر ابن خلدون في المقدمة بأن السلطان هونائب عن الله في تطبيق الشريعة وقال : "أن السلطان نائب عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا" ؛لأن الله تعالى أوجب الأمربالمعروف والنهي عن المنكر،ولايتم ذلك إلابقوة وإمارة، وكذلك سائرما أوجبه من الجهاد والعدل، وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصرالمظلوم..لهذا روي: "أن السلطان ظل الله في الأرض" لذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم كالإمام أحمد بن حنبل، والفضيل بن عياض يقولون: " لوكان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان" وقال بعض السلف: " ستون سنة من إمام جائرأصلح من ليلة بدون سلطان " ومن عايش الحروب والفتن التي مرت على الشعوب والأمم عبرتاريخهم ، يعرف هذا جيدا، فواقع بعض الدول العربية والإسلامية اليوم يكفينا في البحث عن كثيرمن الأدلة في هذا الأمر ، ومن لم يقتنع فما عليه إلاأن يسأل أبناء أفغانستان والباكستان، والعراق وفلسطين وليبيا وسوريا أخيرا ، أكيد سيلقى الجواب واضحا وضوح الشمس في كبد السماء ..!!؟

وأخيرا وليس آخرا نقذف بعض الأسئلة المحرجة في وجه أستاذنا الكريم عبد السلام ياسين الذي يستهزئ بنا هذه الأيام، لأننا نقبل يد ملكنا وأميرنا ، وأقول : هل تعلم بأن مريديك ومحبيك يعتبرونك نبيا ورسولا يوحى إليك!! ولك كرامات ومعجزات منها، أنك خرجت مرة من آسفي ورجال الأمن يطوقون مكان إقامتك، ولم يستطيعوا رؤيتك لأنك اخترقت الحيطان ووصلت إلى مدينة سلا "قبل أن يرتد إليك طرفك"..؟؟!! كما أنك تعلم بأن حاشيتك وأتباعك لا يكتفون بتقبيل يديك- وهذا مقبول ومتعارف عليه ولابأس بذلك- بل الطامة الكبرى والمصيبة العظمى هي عندما يشربون بقايا الماء الذي تتوطأ به ،ويتبركون بالتراب الذي تطأه !؟ ويتمسحون بثيابك بغية الشفاء من أمراضهم وأسقامهم التي عششت في رؤوسهم بسبب أفكارك وخزعبلاتك !! ؟؟ تعيب علينا وأنت تستقبل مريديك وضحاياك الجدد وهم يزحفون إليك على البطون كالحيات في البراري، ولا يجرؤون على رفع رؤوسهم إليك..!!؟ كما يروون بحضرتك منامات، التي تعتبرها أنت مبشرات ومعجزات ما أنزل الله بها من سلطان ولم تغيرذلك لابقول ولابفعل ..!!، بل توافقهم عليها وتزكيها تعميما لتعمية الشباب المغربي والزج به في الخرافات والشعوذة والخمول والكسل والاتكالية ..!!

وإذا أردنا الاستشهاد بها وهي موثوقة بالصوت والصورة يطيل المقال بنا ؛ لكن معذرة سنعرج على البعض منها ، وهي شهادة إمرأة قالت إنها رأت فيما يرى النائم الشياطين تهاجمها، وأنها قرأت عليها القرآن ولم تتراجع، ولكن عندما نادت على (سيدي عبد السلام) صغرت الشياطين، وقالت لها امرأة: أتعرفين هذا الاسم التي ناديت عليه ؟ فأجابت نعم، فقالت لها:هل تعلمين أن أمه قالت بأن من رأى سيدي عبد السلام ياسين يدخل الجنة ، ومن سمع به يدخل الجنة، على حد قول الرواية؟ والغريب في الأمر أن أستاذنا ياسين أقر رواية هذه المرأة المسكينة مؤكدا فيما بشرت به، وقال في جواب صوتي تم بثه عبر موقعه الخاص: بأن بعض أعضاء الجماعة يزورون قبر والد ته ويكلمونها ويسمعون منها ..!!

وهناك بشرى أخرى يرويها أحد أعضاء الجماعة بدون حياء من شخص رسول الله (ص) مفادها أنه رأى جسد الرسول مقطوع الرأس ، وبحث بين كومة من الرؤوس إلى أن وجد رأس الشيخ ياسين فوضعه على جسد النبي (ًص) فبدأ يمشي ..!! وفي هذا السياق من المبشرات والأحلام الخرافية تعتقد جماعة ياسين أن المسلمين لم يعرفوا أية خلافة بعد علي ، وأن أشكال الحكم التي أتت بعد ذلك كان مجرد ديكتاتورية جبرية مغلفة بعباءة الإسلام ، والخلافة الحقيقية التي ستتلو خلافة علي هي خلافة الشيخ عبد السلام ياسين ، وهذا ما أكده منير الركراكي في إحدى محاضراته ، وتواترت الكثير من الروايات في هذا الاتجاه ومافتئ أعضاء مكتب الإرشاد يرددون في كل لقاءاتهم بمريدي الجماعة أن عبد السلام ياسين هو الخليفة المنتظر ليس للمغرب فحسب ، وإنما خليفة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ،كما ادعى بعض الأعضاء أن الرسول بشر أتباع ياسين بالنصر وأنه تصفح كتابه (المنهاج النبوي ) وأثنى عليه ، وأن هذا الكتاب هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم ..!!
أستاذي العزيزعبد السلام ياسين ومن باب النصيحة والخوف عليك من ميتة جاهلية ،لأنك ليس في عنقك بيعة، نهمس في أذنيك وأذن مريديك وأقول لكم جميعا، لقد حاول الشرق والغرب وأصحاب المهمات القذرة القيام بزرع بذورالفتنة والانشقاق في كيان الشعب المغربي ما استطاعوا إليه سبيلا ؛ لأن الأمة المغربية المسلمة بكل بساطة تعلم علم اليقين أن طاعة السلطان واجبة بالسنة والقرآن ، ولايكتمل إيمان المؤمن الوطني الحق، إلابمحبتهم وطاعتهم والدعاء لهم، وهذاهو سرمحبة الشعب المغربي لملكه وأميره ، ويتسابقون على تقبيل يديه، ويقفون على جنبات الطرقات بتلقائية وعفوية بغية التبرك بطلعته البهية ، وكما جاء في الحديث : "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" ؟ ونترك لك الخيارفي البحث عن ماهية ومفهوم، الميتة الجاهلية.
الشيخ الصادق العثماني
رئيس مؤسسة الإمام مالك للشؤون الإسلامية بالبرازيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.