بودن: "إلحاق الحسيمة بجهة طنجةتطوان له مبررات كثيرة بالرغم مما يمكن أن يثار من نقاشات قد تجزئ معايير التقطيع الجهوي أو تختصر العملية المعقدة في معيار وحيد". صادق المجلس الوزاري أمس الخميس 29/1/2015، على ثلاثة مشاريع قوانين تنظيمية من بينها مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالجهات و بالجماعات وبالأقاليم و العمالات المثير للجدل لاسيما في الشق المتعلق بإلحاق مدينة الحسيمة بجهة طنجةتطوان، وهي الخطوة الثانية بعد مناقشة مشروع القانون التنظيمي بالمجلس الحكومي، و قبل دخوله البرلمان. وفي قراءة له للنقاش الدائر حول هذا القانون يرى محمد بودن رئيس مركز استراتجيات مغربية، والباحث الجامعي في القانون العام والعلوم السياسية، أن إلحاق الحسيمة بجهة طنجةتطوان له مبررات كثيرة بالرغم مما يمكن أن يثار من نقاشات قد تجزئ معايير التقطيع الجهوي أو تختصر العملية المعقدة في معيار وحيد، ومن الطبيعي أن تترتب عن كل مشروع تقطيع ردود أفعال متباينة، وهذه المعطى طبيعي في المجتمعات التي لا زال تفكيرها مبني على الرواسب. وبعض المواقف الرافضة لالتحاق الحسيمة بجهة طنجةتطوان تندرج في هذا السياق، والمبررات التي تقدم مبنية تنطوي في مجملها على نوع من الرغبة في الانكماش والحفاظ على خصوصية ما. و اعتبر بودن أن ردود الأفعال المناهضة للمشروع لن تخرج عن إطار الرفض والتنديد... فإذا أخذنا "جهة طنجةتطوانالحسيمة " كنموذج، فإننا سنجد أن الشعار المطروح من طرف بعض الفرقاء الجهويين هو "عزل الريف عن الشرق و طنجةتطوان ، أو ضم الريف بأكمله لجهة طنجةتطوان" بدون أن يقدم المترافعون عنه أي مبررات منفتحة على المستقبل، ومبنية على وظيفة وطنية للجهة، بل الاكتفاء بشعارات عامة مبنية على "خصوصية" يعتقدون أنها عامل للتنمية، في الوقت الذي ليست فيه إلا شكلا من أشكال "السلفية الثقافية"، وهذا لا يعني من وجهة نظري عدم قابلية هدا المستجد للمناقشة بطبيعة الحال، يقول بودن. و أضاف أن جهة طنجةتطوانالحسيمة، هي جهة بمقومات عدة لها موروثات وديناميات ولها أيضا مستقبل وظيفي هام بادوار استقطابية، ترابطية( مطار دولي، جامعة، واجهتين بحريتين، تلاقي اطلسي متوسطي ، اكليل أصيل من المدن الصغرى والسياحية، معززة للعلاقات التاريخية بين الريف الشرقي و طنجة، عاصمة ملكية صيفية، منطقة ربط تتخللها "براعم" حضرية، مع الإشارة الى ان التسمية المركبة والطويلة للجهة تحتاج لنقاش حتى لا يكون الاحساس بالانقسامية ناتجا عن التسمية. مشيرا إلى أن الجهة بشكل عام هي منصة للفعل والتنمية، وليست درجا للتصنيف، و هكذا فإن جهة طنجةتطوانالحسيمة صيرورة متقدمة لإعادة تشكيل التراب الوطني بشكل ذكي.