استقبل، السيد محمود عباس أبو مازن رئيس دولة فلسطين، مساء أمس الثلاثاء 27 يناير 2015، بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، السيدة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، حيث رحب سيادته، بالوزيرة المغربية في أرض فلسطين، وأكد على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها زيارة المسؤولين من الأشقاء العرب لفلسطين دعما لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. كما أشار السيد الرئيس إلى الدور الأساسي والهام الذي قامت، وتقوم به، المملكة المغربية في مساندة القضية الفلسطينية، وخاصة الدعم الملموس لصمود مدينة القدس، من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف. من جانبها، أكدت السيدة شرفات أفيلال على المواقف المبدئية والثابتة للمغرب، بجميع مؤسساته ومكوناته الوطنية، بخصوص القضية الفلسطينية العادلة، متمثلة في الدفاع اللامشروط عن كافة حقوق الشعب الفلسطيني والدفع في اتجاه رفع جميع أشكال الحصار والاحتلال التي لازال يرزح تحتها. وفي السياق ذاته، عبرت السيدة الوزيرة على كون القضية الفلسطينية تشكل لدى المغرب، باستمرار، قضية وطنية ذات أولوية، بعد قضية الوحدة الترابية المقدسة للمملكة. ويأتي هذا الاستقبال، في سياق الزيارة الرسمية التي تقوم بها السيدة شرفات أفيلال إلى دولة فلسطين، على رأس وفد يتكون من أطر الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء وممثلين عن القطاع الخاص، بدعوة من السيد مازن غنيم رئيس سلطة المياه الفلسطيني، والمتواصلة على مدى ثلاثة أيام، من 27 إلى 29 يناير الجاري، بغرض تعزيز أوجه التعاون المشترك، وخاصة الدعم المغربي لدولة فلسطين في المجالات التقنية المرتبطة بتدبير الموارد المائية، تفعيلا للالتزامات الوطنية الراسخة في هذا الصدد. وقد كانت السيدة الوزيرة، قد أجرت، صباح يوم الثلاثاء، محادثات ثنائية مع السيد رئيس سلطة المياه الفلسطيني، تلاها لقاء جمع الوفد المغربي ونظيره الفلسطيني، الذي استعرض أهم الإكراهات والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني فيما يتصل بالتزود بالماء، بفعل سيطرة وتحكم الاحتلال الإسرائيلي على أهم الموارد المائية، بما فيها تلك التي يفترض أن تكون خاضعة للسلطة الفلسطينية القائمة. كما تم إطلاع السيدة الوزيرة على حجم الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالمنشآت المائية في قطاع غزة، مما ترتب عنه انخفاض مهول في نسب جودة المياه، مسببا في مشاكل صحية خطيرة لدى الأطفال الفلسطينيين على الخصوص. فيما استعرض الوفد المغربي خلاصات الخبرة المغربية الرائدة في مجال تدبير الموارد المائية، لاسيما ما يتعلق بسياسة السدود وتطوير البنية التحتية المائية، المستندة على استشارة هندسية وطنية تواكب المشاريع التنموية داخل المغرب وخارجه. وتم الاتفاق بين الجانبين على توضح إمكانيات أولى لتعزيز التعاون المشترك، متمثلة في احتضان مكاتب للدراسات المغربية أطر سلطة المياه الفلسطينية بهدف تقوية خبراتهم ومهاراتهم، وكذا استعداد الوزارة لتقديم كل أشكال الدعم الفني في مجال المنشآت المائية المختلفة، وتأهيل شبكات نقل وتوزيع المياه، وكذا في مجال التطهير السائل. للإشارة، فإن اليوم الأول من هذه الزيارة شهد، أيضا، زيارة السيدة الوزيرة لضريح الشهيد ياسر عرفات، حيث وضعت على قبره إكليلا من الزهور، وتمت قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة. كما زار أعضاء الوفد المغربي مركز الهدرلوجيين الفلسطنيين، وهو بمثابة منظمة غير حكومية تشتغل الى جانب سلطة المياه في مجال الماء والتطهير السائل، خصوصا في الأرياف الفلسطينية، حيث تم الاطلاع على أهم البرامج و المشاريع التي يشتغل عليها المركز. وقد توجت الزيارة، خلال اليوم الثاني، بتوقيع السيدة والوزيرة ونظيرها الفلسطيني لمذكرة تفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية، بمثابة إطار لتطوير القدرات وتبادل الخبرات، وإرساء علاقة تعاون، فني وعلمي وبشري بين البلدين الشقيقين، مبنية على المساواة والمنفعة المتبادلة، على المدى القريب والمتوسط والبعيد، في جميع المجالات المرتبطة بإدارة المياه