لقراء بريس تطوان الكرام ، هذا تعليق أخذناه من أحد المقالات التي نشرناها ب بريس بتاريخ 12/05/2014وهو لأحد أبناء المنطقة تحت عنوان " ابن جبل الحبيب" ان جبل الحبيب بحاجة لثورة تطيح برؤوس تفننت في تفقير المنطقة وتهجير أهلها..... الخ. أليس ما ورد في التعليق هو كلام كبير ومبالغ فيه حيث يجعلنا نتخيل وكأن المنطقة ترزخ تحت نيل الاستعمار أو يحكمها طغاة ؟ صحيح أن قبيلة جبل الحبيب عرفت هجرة كبيرة لسكانها بداية من ثمانينات القرن الماضي فتحولت مدا شرها 13 إلى شبه منازل مهجورة وبعضها أطلالا ولا يقطنها سوى القليل من السكان وغالبيتهم من الذين هاجروا لجبل الحبيب هجرة معاكسة من جبال الريف ومنطقة تاونات على وجه الخصوص . وترجع أسبابها إلى عدة عوامل أهمها تدهور القطاع ألفلاحي بسبب غلاء تكاليفها وغلاء المعيشة فأصبح هذا القطاع لا يلبي الحاجيات الضرورية للمواطن ، وما زاد الأمر تعقيدا هو عملية ضم الأراضي التي شملت اقيلم العرائش وكان بها لسكان قبيلة جبل الحبيب المئات من القطع الأرضية الفلاحة التابعة لحبوسها يتقاسمها السكان فيما بينهم عن طريق السمسرة العلنية كل في مسجد مدشره وكل بداية موسم فلاحي ، وأدت هذه العملية إلى إقصاء ما يزيد على 90 في المائة من الفلاحة مزاولة هذا القطاع الهام ، وكذا تدهور قطاع الصناعة التقليدية الذي يعتبر بدوره إحدى مصادر عيش السكان بالمنطقة. ويضاف لذلك الإهمال الكبير للمنطقة من طرف المسئولين المحليين سواء على مستوى الجماعة القروية أو السلطات المحلية وغيرها من المصالح الإدارية المعنية ، فقد اختار هؤلاء وعبر تاريخ جماعة جبل الحبيب استغلال السكان وتهميشهم والاستيلاء على حقوقهم وتعمدوا تقسيم المرافق تلك واعتبارها مؤسسات خاصة وليست عامة بطرق تأسيس تعاونيات فلاحية وغيرها في غيبة السكان وبسرية تامة واستفاد أشخاص بعينهم ليس اكثر وذلك بتواطؤ مع المصالح الأخرى المعنية بتطوان... وعلى سبيل المثال فان المواد الفلاحية التي كان يتم إرسالها للمركز فتخزن في أماكن خاصة فيتم بيعها لجهات خارجية . كان لقبيلة جبل الحبيب وزنها ومكانتها منذ استقلال المغرب وتراجعت للخلف دائما فرغم التجاوزات بحكم المرحلة ما بعد الاستقلال فان الفساد نما وعشش وتجدر بها أكثر ابتداء من منتصف الثمانينات، ورغم الإصلاحات السياسية التي نهجها المغرب في عهد محمد السادس فالطغاة بقبيلة جبل الحبيب تمادوا في تحدي كل الإصلاحات التي نهجها المغرب وسرقوا كل شيء بما فيه المساعدات التي كانت تمنح لجماعة جبل الحبيب تحت إشراف مؤسسة محمد السادس للتضامن ، فقد تعمد بعض رجال السلطة بتنسيق مع أعوانها في توزيع تلك المساعدات بشكل غير عادل والاستحواذ على جزء كبير منها ينقله من عين المكان أعوان السلطة بأعذار مكشوفة أن المستفيدين مسافرون فنابوا عنهم ؟ ولقد كانت جماعة بني حرشن الفريسة رقم 1 متبوعة بجبل الحبيب وفي سنة 1997 حكم الفاسدون قبضتهم على المنطقة وازداد الطغط والترهيب وتلفيق التهم لمعظم السكان والزج بهم بسجن باب النوادر وأصبح غالبية السكان مبحوث عنهم من طرف الدرك الملكي إما بتهمة ملفقة كما ذكرنا أو بغرامات مالية خيالية من طرف مصلحة المياه والغابات لمعظم شباب جبل الحبيب وبتنسيق مع الفاسدين ، فاضطر غالبية شباب المنطقة وغيرها الهرب للمدن المجاورة يتبعونهم أسرهم في اغلب الأحيان ، وهذا ينطبق مع ما ورد في تعليق أحد أبناء المنطقة. بل حاولوا المس ببعض معارضيهم مستعملين وسائل عدة إجرامية بما فيها استعمال الشهود من المستضعفين المضغوط عليهم في محاولة لإعطاء الدروس للجميع ... ولعل جرات قلم كانت كافية لإحباط المشروع. بصراحة وهذا كلام يعكسه الواقع ، فجماعة جبل الحبيب تستغيث وتحتاج من مسئوليها تأنيب الضمير والعودة للصواب ونهج سياسة القرب بمعانيها الحقيقية ، وهذا ليس بشيء مستحيل فالظروف مناسبة ، ولا يجب التمادي في الاخطاء ولو ان المواطن البسيط لا يحاسب وبرائته تجلعه في غالب الاحيان لا يميز بين الصح والخطأ . بريس تطوان