لن يعرض الجزء الثالث لسلسلة «بنات للا منانة» ضمن البرمجة الخاصة برمضان المقبل، غير أن السبب في ذلك لا يعود إلى خلاف مادي بين المشاركين في هذه السلسلة وبين الشركة المنتجة، كما أشاعت بعض المنابر الصحافية دون تجشم عناء الوقوف على حقيقة الأمور. ففي اتصال بالمديرة الفنية لسلسلة «بنات للا منانة» رفيقة بنميمون، أوضحت أنه لم يحدث قط أن كان هناك خلاف مادي مع الشركة المنتجة، سواء في الجزء الثاني للسلسلة أو في جزئها الأول، وأن النقاش كان ينصب فقط حول الأمور التقنية واللوجستيكية، مع العلم أن كل ما يتعلق بالجانب الفني وطريقة التصوير وما إلى ذلك، يرجع أمر الحسم فيه إلى فرقة «الكعب العالي» التي قامت بإعداد مسرحية «بنات للا منانة» التي تعتبر نواة السلسلة الحاملة للعنوان نفسه. وبخصوص فكرة إنجاز جزء ثالث لهذه السلسلة التي حظيت بإقبال كبير، أكدت المديرة الفنية للسلسلة رفيقة بنميمون على أن هذه الفكرة غير واردة حاليا، وأن ذلك يتطلب الكثير من التريث قبل الإقدام عليه، وأنه احتراما للمشاهدين، تحرص فرقة الكعب العالي على النأي بنفسها عن التسابق المحموم حول العروض الرمضانية التي غالبا ما تكون عابرة ولا تحمل أي إضافة نوعية. «بنات للا منانة» مسلسل درامي مغربي، مستوحى من نص «بيت بيرناردا ألبا» للشاعر الإسباني فيديريكو غارثيا لوركا. تعرض قصة المسلسل في قالب فكاهي مشاعر فتيات يسعين إلى الزواج. وبالنظر إلى النجاح الذي حققته هذه السلسلة التي تدور أحداثها في مدينة شفشاون، صار العديد من المشاهدين عند حلولهم بالمدينة يحرصون على زيارة بيت بنات للا منانة حيث جرت وقائع هذا العمل الفني، وهو ما يدل على العلاقة الوطيدة والروحية التي عقدها مشاهدو المسلسل مع أماكنه وشخوصه. لقد كانت فرقة الكعب العالي موفقة في اختيارها للنص الذي اقتبست عنه السلسلة وكيفته مع البيئة المغربية، كما أن التوفيق كان حليفها بإسنادها لعملية الإخراج لمبدع أكد خلال المدة الأخيرة على حنكته في هذا المجال، من خلال إخراجه بالخصوص لسلسلة ساعة في الجحيم، ونعني به المخرج ياسين فنان، حيث تجلت بصماته الابداعية، المتمثلة في الاعتماد على اللقطة السريعة اللماحة، وهو ما جعل المشاهد لا يشعر بالملل على الرغم من النفس الطويل للسلسلة التي قدمت حتى الآن في جزءين. فضلا عن ذلك؛ فإن طاقم التمثيل الذي قام بتشخيص سلسلة للا منانة، والذي يتشكل في الغالب من النساء، لم يجد صعوبة في الانسجام مع بعضه والاندماج في العمل، حيث أنه سبق له أن أدى هذا العمل في حد ذاته مسرحيا، إضافة إلى أعمال أخرى ضمن فرقة الكعب العالي. ساهم في تشخيص السلسلة كل من السعدية أزكون وسامية أقريو ونورا الصقلي والسعدية لديب وياسين أحجام وادريس الروخ وآخرين.