تبين من خلال المسيرات التي تنظمها حركة 20 فبراير أنه مع توالي المسيرات تنضم إلى الركب قوافل جديدة ، لكن ليست هذه القوافل مقتصرة على المواطنين ، إنما من الاستغلاليين السياسيين ، الذين تشكل لهم مثل هذه المناسبات فرصا ذهبية للركوب عليها . ولعل آخر من التحق بالقافلة حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ادعى أنه يريد قطع الطريق أمام العدل والاحسان ، علما أنه ليس منافسا له ، فجماعة ياسين ترفض بتاتا دخول اللعبة السياسية حاليا ، وتعتبرها مسرحية ، وما انضمام حزب بوعبيد للمسيرة إلا للركوب عليها على غرار باقي الأحزاب التي عرفت منذ الوهلة الأولى قيمة مثل هذه التظاهرات . لقد اكتشف أعضاء الحركة مؤخرا أن الجمعية المغربية لحقوق الانسان لم تكن تمنح الحركة مقراتها في سبيل الله ، إنما لغرض في نفس يعقوب ، وقد تبينت أهداف الجمعية بعدما حاولت احتواء هذه الحركة الشبابية ، عبر التحكم فيها وفي توجهاتها . ليست الجمعية أول أو آخر من يريد تحقيق مطامحه على ظهر الحركة التي صارت تحمل اسم : 20 مارس عوضا عن 20 فبراير ، إنما أمثال الجمعية كثر ، ولعل أبرزهم اليسار الاشتراكي الموحد ، والذي أراد لفت الانتباه إليه عبر منح الحركة مقراته ، وتنظيم مسيرة أمام مقره . فهذا الحزب الذي رغم تكثلاته ، ودمج حركات كانت مستقلة ضمن صفوفه ، فشموعه الأربع لم تنفعه في كل الدورات الانتخابية التي عاشت على إيقاعها المملكة مؤخرا ، ففكر وقدر ثم نظر فوجد السبيل اليسير ليجد لنفسه موطئ قدم في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ، هو الركوب على هذه الحركة ، واستغلال تأثيرها على الشارع ، ليوظفه في انتحابات 2012 . فهو لم يمنحكم مقرات لسواد عيونكم إنما ليشعل بكم شموعه الأربع اللي طافية شحال هادي ، فمقراته تعشش فيها الرتيلة ، وتؤدى مصاريف كرائها باطل . واش ترضاو تكونو دفة ، أو إمعة الريح اللي جات تديكم ؟ من بين المتربصين بالحركة الفتية كذلك ، هناك الحزب القاعدي ، حزب النهج الديمقراطي ، والذي يقاطع كل الانتخابات لكونه على يقين أنه ما غايجيب حتى وزة إذا ترشح للانتخابات ، فالقط إذا لم يصل للحم يقول : خاااااانز ، وهذا هو حال رفاق الحريف ، والذين ينسخون مع كل انتخابات نفس البيان الذي يوزعونه في الاستحقاقات السابقة ، تحت عنوان : لهذه الأسباب ، نقاطع الانتخابات ، كيشفتو هي غير عاطياكم وقت . العدل والاحسان لم تجد أفضل من هذه الفرصة لتستعرض عضلاتها كالعادة ، فرغم بعد السماء عن الأرض التي تطبع علاقة رفاق الحريف بأتباع ياسين ، فإن ما يوحدهم هو اكتشاف كنوز هذا المنجم الذي يدعى " حركة 20 فبراير" ، ومحاولة استثمار الثورات العربية الحالية من أجل تحقيق القومة بالنسبة للعدليين ، وكسب تعاطف الشارع وجلب المزيد من الرفاق فيما يخص النهج . لقد تنبهت الحركة الفايسبوكية لما ينسج من حولها ، ففضحت نوايا جمعية الرياضي التي كانت أول محتضن لأسامة الخليفي ورفاقه ، لكن الأخطر لم تعره الحركة الاهتمام اللازم ، لذلك عليها أن تراجع أوراقها ، وتحاول التخلص من التبعية الحزبية ، كيفما كان نوعها ، وعليها الاقتداء في هذا الباب بسابقتها المصرية ، والتي جعلت بينها وبين الأحزاب مسافة طويلة ، ومنعتهم من الركوب عليها ، فالأحزاب كلها سواسية ، وهي سبب عزوف الشباب عن السياسة ، ليس في المغرب فقط ، إنما في أغلب البلدان العربية . الجمعية أهون بكثييييير من الأحزاب ، رغم كونها تضم بين صفوفها متحزبين ، لكنهم يمثلون مشارب مختلفة وهم فرادى وليسو جماعات ، وأكثر أعضائها مستقلون ، فإن كنتم أدركتم خطأ تحالفكم مع جمعية الرياضي ، فإن احتضان مجاهد و الحريف وياسين واليازغي أخطر بكثير . وأظن أن أخف الضررين الجمعية إن كان لا محالة ، والأفضل أن تستقلوا بذاتكم ، حتى تكون لكم كلمتكم مسموعة ، فالأحزاب إن لم تستعن بالبيك والشيخات فلن يكون بمقدورها تنظيم أي تجمع ، لأن الشعب عااااااق بيها شحال هادي. حسن الخباز مدير موقع