بقلم: حمزة البحري كم من مرة ظننت أنك مقهور من أحدهم أحببته بصدق وثقت به وشاركته بعضا من أجمل لحظاتك بالحياة، معا رسمتما ابتسامتين صادقتين، خطوتما سويا في أحد مشاوير العمر، وفاز بحيز كبير من ألبوم صورك تلك التي ستمنح الذاكرة شبابا في لحظات المشيخ والنسيان، أخذك بحضنه في ساعات الضيق والتعب وهمس في أذنك، أنا هنا إلى جانبك ولن أتركك ومسح بنفسه دموعك، تلك اللآلئ التي تسقط من عيون الآدميين وتغسل عنهم شوائب القلوب وكل البقع السوداء التي تركتها بها المواقف والأحداث الصعبة، أكلتما مع بعض مرات عديدة وحصل أن طلبت منه أن تتذوق الطبق الذي طلب فيرفع اللقمة ويضعها بفمك، شاهدتما أفلاما وحضرتما مخيمات وشاركتما بمؤتمرات أو أطرتما أنشطة ما لا أعلم. كثيرة هي الأشياء التي يمكنها أن تجمعنا بمن لهم مكانة خاصة عندنا، ولكنه يحدث أيضا أن تختبركما الحياة، يحدث أن توهمك أن هذا الشخص لم يعد يستحق منك كل هذه المشاعر، يحدث أن موقفا بسيطا منه لم يعجبك ينتصر على كل الجميل الذي صدر منه سابقا ولا يشفع له شيء أمام شدة غضبك وإستيائك، ولكنه ما إن يكلمك ويخبرك أنه مشتاق لك، ما إن يسأل عنك أو يدعو لك، ما إن يأتيك خبر منه حتى تنسى كل شيء وكأنه لم يكن، ويتحرك بداخلك شعور تعجز عن وصفه، أ هو من صفات الطيبين أم أننا كلنا هكذا، مزيج من تراب و روح سماوية صافية تميل بفطرتها للعفو والمغفرة، دينها الحب والود تكفر بكل ما من شأنه أن يفرق ويسبب وجعا للنفس وللآخر، أم أننا عند القرب نصنع إكليلا من قلوبنا نحيط به بعضنا البعض لا يمكن أن ينفصل أبدا وإن حسبنا عكس ذلك، إكليل كإكليل الياسمين في بياضه و عطره وجمال صورته، يسمو بنا نحو السماء ويقترب بنا من حيث طردنا فيغسل ما علق بالروح ويرجعها سيرتها الأولى، تتذكر أنها إذا أخطأت عليها أن تعتذر، أن تكرر آسف فتشبه أبويها -آسف- ثلاثة أحرف وكثير من العجز. لنحيى إذا مع من نحب ونترك المآسي وإختبارات الحياة القاسية، لنتعلم منها ونأخذ التجارب ونمضي سويا لنكون أخلاء أتقياء متقين متراحمين.