يعتبر أحمد الخباز (1899- 1974)م، أحد بناة التعليم الحر بالقصر الكبير وأحد الوطنيين الأخيار. عندما سيكتب تاريخ التعليم الحر بمدينة القصر الكبير سيأتي على رأس القائمين عليه المرحوم الأستاذ السيد أحمد الخباز وعندما يتطرق الحديث إلى تاريخ الحركة الوطنية من أبناء هذه المدينة.. ومن المعلوم أن التعليم واجهة أساسية في هذه الحركة فهو الذي كان يغذيها بالطاقات الثابتة ويمدها بالعناصر التي ستحمل مشعل النظال. ويتذكر الأستاذ مصطفى الطريبق فضل مدرسة الأمل وصاحبها على جيل كامل من أبناء مدينة القصر الكبير فيقول: هو اول من أسس مدرسة حرة بحي القطانين بعدما كانت قد تأسست المدرسة الأهلية الحسنية التي أسسها الوطنيون في حزب الإصلاح الوطني بحي القطانين بجوار الجامع الأعظم سنة 1939م وكانت مدرسة المل مفتوحة في وجه البنات والبنين وفي هذه المدرسة تعلم عدد كبير من أبناء القصر الكبير وفيها كانت تلقن دروس العربية ومادة الإجتماعيات والرياضيات. كما كانت تخصص فيها ساعات زمنية لدراسة الإلقاء ودراسة الأناشيد الوطنية وكان السيد أحمد الخباز يعطي عناية خاصة بتعليم وتلقين الأناشيد الوطنية لتلامذته وكان يحرص على ذلك. حرصا قويا نظرا لغيرره الوطنية ونظرا لما يمكن أن تبعثه هذه الأناشيد من روح وطنية وحب للوطن في نفوس تلامذته ولا سيما أنه وطني غيور ومجاهد كبير لاق الأمرين من الإستعمار الإسباني وسجن وطوق تقويقا وتعرض للتعذيب والإهانة جزاء له على وطنيته فرد يدها ويطالبون بحفظها نشيد: دعي الفلاح وهو من كلمات الأديب المغربي ابراهيم الإلغي شقيق العلامة المغربي الشهير صاحب المؤلفات الكثيرة المختارالسوسي ومن تلحين "سيكار حسن أمين" والنشيد كما يلي: دع دعا للفلاح يبن الربى والبطاح مرددا: الكفاح الكفاح فأنقدوا بالصفاح المغرب المستباح لا تجبنوا لا تركنوا فالنصر لاح لبيك داع الجدود صوت العلا والخلود جريدة "مراكش" تكتب عن الإعتداء الذي تعرض له الطالب أحمد الخباز. تحت عنوان إعتداء على بائع "مراكش" كتب هذه الصحيفة في عددها المؤرخ ب 25 مارس 1947م مراسلة لمبعوثها بمدينة القصر الكبير وصف فيه ما تعرض له متعهد الجريدة السيد أحمد الخباز من السلطات المحلية من إهانات وتعذيب حيث تم جلده حتى فقد رشده ثم طوف به في شوارع المدينة أما الجريمة التي استحق عليها كل هذا الجزاء فهي تعهده ببيع جريدة "مراكش" التي أخذت على عاتقها خدمة المجتمع البشري بكل نزاهته وإخلاصه. شهادة الأستاذ أحمد معنينو: يخصه الأستاذ أحمد معنينو بخبر في كتابه ذكريات ومذكرات فيقول عنه: شب وطنيا طيلة حياته لقد أدرك وهو شاب أن النضال من أجل الإستقلال يمر أوله عبر الكفاح من الجهل وعبر التحرر الثقافي هذا كان أول من أسس مدرسة الأمل الحرة للبنين والبنات بمدينة القصر الكبير وقد تعلم في هذه المدرسة جل أبناء القصر الكبير أغنيائهم وفقرائهم ويوجد لحد اليوم على رأس مؤسسات الدولة أكبر الدستور في الوقت الذي كان المغاربة يبتعدون كل البعد عن أفكار الدستور والديموقراطية وبالرغم من التكتم والإختفاء الذي كان مفروضا عليه أن يسلكهما في كل خطوة من خطواته فقد وقع في قبضة المستعمرين الفرنسيين الذين أودعوه في السجن مدينة وزان أزيد من أربع سنوات وذلك ما بين سنة 1947-1951 وبعد اطلاق صراحه قبل العودة إلى مسقط رأسه تحت الشروط التي فرضتها السلطات الإسبانية نزل إلى مدينة القصر الكبير واستقر بها. [1] — [1] العسري، محمد: أقلام وأعلام من القصر الكبير، ج.الثاني ص(446 – 447)