حسنة أولهاشمي من مواليد مدينة تيفلت بالمغرب، وهي خريجة كلية الآداب والعلوم بجامعة إبن طفيل بمدينة القنيطرة، صدر لها ديوان شعري سنة 2015 بعنوان " بريد الفراشات". شاركت في الإصدارات التالية: أنطلوجيا غاليري للقصة القصيرة جدا و في كتاب جماعي من منشورات غاليري للأدب و في كتاب زجلي جماعي و في "ثيمة "كناوة، كما شاركت بدراسة نقدية بموضوع "تكناويت صرخة تمجد الألم وكتابة تعترف بالأثر الإنساني" من منشورات الاتحاد المغربي للزجل و في بصمات بكتاب جماعي من منشورات الراصد الوطني للنشر والقراءة. ولها أعمال أدبية أخرى تحت الطبع. س: بداية، كيف تجدين نفسك تبدعين شعريا في مجتمع ذكوري؟ ج: بداية أود تقديم شكري وتقديري لهذا المنبر الثقافي الثري، ولجهودكم القيمة. كيف أبدع شعريا في مجمتع ذكوري؟ قبل الرد على سؤالكم يتعين علي قبلا ان أؤكد أن المرأة الكاتبة في المجتمعات العربية لم تسلم بعد من سهام " الدونية " الموجهة لعطائها مهما بلغت درجة نضج و وعي وقيمة هذا العطاء، ولعل الخلل حاصل في الذهنية السلبية التي لم تستطع تقبل شريكا فعليا يمتلك ما يخوله لبناء أبراج حياة سليمة بكل مكوناتها الأساسية الاجتماعية. والمرأة الكاتبة لتحقق طموحاتها يجب أن لا تنشغل بنفور الآخر/ الذكر من تطور مسارها ونجاحاتها، الأجدر أن تصر على تتبيث مثابرتها في منأى عن كل منغصات جهودها، و تلح على تذويب عراقيل النجاح في استماتثها في البذل والعطاء والاستمرار دون التفكير في معاناتها الأبيسية الموروثة. إذا بالغت المرأة المبدعة في التفكيرفي الإقصاء الموروث والمستمر سيتعثر طريقها التي تحب أن تواصله بثقة وحرية ومسؤولية، لهذا يجب ان تحول عتمات الواقع إلى ضياء كفيلة بتحقيق حيوات حية وممكنة. بالنسبة لي حين أكتب فأنا أمارس حقا خوله لي أهم هدف في هذه الكتابة، وهو الحرية، وهو عنصر يجعلني أمتلك تحديا كبيرا أمام ذاتي و واقعي و وجودي، بشساعة سره أستطيع أن أكون أو لا أكون. الإبداع هو صياغة فنية جمالية وفلسفية للجمال، لهذا فهو وجد لنسف مكامن القبح الإنساني قبل كل شيء، و وجوده هو ضرورة حياة، وهذه الضرورة لتكتمل لا بد من التخلص من تبعات التهجين الفكري الذي يسمم منطق الطبيعة، هذه الأخيرة التي خلقت الإنسان" ذكرا و أنثى" لتفعيل الأنسنة وليس تجميد قيمتها. س: لماذا هذا التمرد على ذكورية المجتمع العربي أو الشرقي؟ هل تمتطين القصيدة الشعرية من أجل الصراخ ضد هيمنة الرجل و رد الاعتبار للمرأة؟ ج: إن كلمة " التمرد " التي وردت في سؤالكم يجب أن أتوقف عليها لأبين أن فعل التمرد هو رد مشروع لكل فرد حين تستلب هويته وإنتماءه وكينونته، والمرأة حين تجد جيدها على حافة مقصلة الإلغاء، لن تستسلم لفنون التعذيب الذي سيمارس على كيانها، بل ستفضل موتا علنيا وحيا تمارسه على رقعة البياض، وبحبريسيح رسائل سترمم الجرح السحيق وتُقوم صراخا دفينا يسكن الباطن البعيد. القصيدة الشعرية ليست صرخة لصد هيمنة الرجل كما أشرتم في سؤالكم، القصيدة بالنسبة لي أكبر من ممارسة عداء بين طرفين فصلت " البيولوجيا" تكوينهم، القصيدة أكبر من كل قوامة وضعية، وضع أسسها تفكير هش، يرى التفوق الوهمي أول وآخر ورقة توضع على طاولة الإنسانية. القصيدة هي منح لا حدود له من القيم والأخلاق والمبادئ والمرامي النبيلة. القصيدة هي الجمال في أعلى مدارجه. ليست القصيدة من سترد الاعتبار إلى المرأة، كيف والقصيدة هي في حد ذاتها مرآة تعكس روح المرأة وكيانها و وجدانها؟ القصيدة لم تنزع يوما كينونة المرأة واعتبارها لتردهما الآن. لم تنف القصيدة وجود الإنسان وسموه لتعترف بهما. س: هل يمكن بالشعر معالجة أمراض و إعوجاجات المجتمع؟ ج: الشعر جنس أدبي كما غيره من الأجناس الأدبية، له وظيفته الجوهرية المرتجاة وهي الكشف عن العمق الإنساني وإرساء دور القيم البانية لتحضر وحضارة الأمم، طبعا لا يمكن حصر وظائف الشعر وتسييجها أوتضييقها، فرحابة سره لا تتحمل محدودية حصر جدواه في دائرة أو أخرى، الشعر هو عصارة قلق سرمدي يستحيل زجر مراميه، به يتم سبر أغوار واقع المجتمعات والكشف عن همومها الوطنية، القومية والكونية… به يتم إنطاق الوجع والجراح العلنية والمغمورة في صدر الأوطان والشعوب. بالشعر نقترب أكثر من مصدر الداء فيصبح تهييئ خلطة الدواء ممكنا ومتاحا. أهم معالجة لإعوجاجات المجتمع يقوم بها الشعر وهي لعمري أكبر هبة إنسانية كونية، هي تهذيب التعامل والسلوكات بين الفرد، وإرساء مبادئ التعايش بين الشعوب واحترام المخالف والمختلف وتقديس سمو إنسانية الإنسان. س: لكن لماذا تصلبين ذاتك_ أو لنقل المرأة_ في هذا المجتمع و تقولين: من يشح قبلة الفجر في الخفا، لن يستطيع مصافحة شعاع الضحى بكبرياء، من يسرق ضحكة الحزانى، من تعثر وطن مهشم؟ من يستطيع صنع كعك العيد من عجين العويل؟ المرأة المصلوبة على جدار الريح، لا تلتفت لصف العساكر المرتب بنظراتها الخيرة، مبللة بحشرجات كمان قديم… لماذا هذا الصلب، لماذا المرأة مصلوبة عندك؟ ج: من المعلوم أن الشعر هو خليط متناغم من الواقع والخيال، وسر المجاز لا يستوي إلا بالتقاء هذين العنصريين ليخصبا كيمياء جمالية قابلة لتقديم قطع إيحاء متنوعة لقارئ ذكي في التنقيب عن نبع المتعة، والشاعر الذي يضمن أمان قارئه ويقدم له طبقا بسيطا، لا يحرك خلايا ذائقته ولا يؤرقها، لا يستحق أن ينتسب للشعر ولا لفتنة دوخته. المرأة المصلوبة في نصي الشعري هي امرأة المتخيل الشعري، هي انتقاء اللحظة اللاسعة، لسعة الكتابة، تلك اللحظة الزئبقية التي تنفلت فيها من وجدان الشاعر فوضى الكلمات، حيث فورة المجاز ترتب هذه الفوضى على بساط الرمز وسجاد التأويل. النص حين يصبح في قبضة روح القارئ يصبح ملكه وله الحق في تأمله ومداهمة أسراره والارتواء من جوهره بشساعة، شريطة أن لا تضر هذه القبضة أهداف قيمته الجوهرية، الجمالية والفنية والتداولية. س: لماذا يرتبط الوطن عندك بالاوجاع و الأحزان؟ ج: دعني أقول بصيغتي لماذا ترتبط الأوجاع والأحزان بالوطن ؟ الوطن هو ملاذنا و وسادتنا التي تحمل أحلامنا وأوهامنا وآمالنا، في الوطن تتفقس خيباتنا وهزائمنا، على حضنه يتمدد شعورنا وتفكيرنا، ومن حضنه نرتوي بدفء هويتنا وانتمائنا، فمهما قسا وخذلنا هذا الحضن / الوطن، نرجو دوما صفحه ورحمته كما يرجو هو أيضا رفقنا ورويتنا. الأوجاع والأحزان لا تعني دوما سوادا مطلقا بقدر ما قد تعني ميلادا جديدا لفرح وبياض منشود الجرح هو مرحلة تنذر بوجع وشيك والوجع هو اختزال لنوبات موت حادة، لكن يبقى الأمل واردا في إنجاب هذه النوبات" الموتية " لحيوات جديدة وحية تشع نورا وتبدد كل العتمات. س: يظهر الوصف من الأساليب التي تعتمدين عليها لبناء قصيدتك الشعرية، لكن لماذاتجعلين دائما جسد المرأة و أنوثتها يرمزان للو طن أو الأرض و كذلك السماء؟ ج: للجسد حمولة رمزية خلاقة، تثري الخطاب الشعري وتبلور منظومته اللغوية والدلالية، والجسد كمكون حي ودينامي في لفيف التأويل النصي، يوظف الشاعر شحنة معانيه لإختراق سماوات تخيل سخي، يضمن إيصال إشارات دالة، يفتعلها المناخ العام للواقع الذي خصب زمن الكتابة. الجسد كمؤثر بيولوجي، روحي وروحاني يعد أرضية خصبة لزعزعة أسئلة عميقة ترتبط بالذات والعالم، أرضية تسمح بنبش وحفر في عمق السياق النصي، الشيء الذي يتيح للخطاب الشعري الكشف عن غناه الباطني والفلسفي والجمالي. س: سيدتي، هل تشعرين بحرية أكثر و بجرأة أكبر عندما تكتبين الشعر؟ ج: الشعر هو ممارسة الحياة في أبهى تجلياتها، حين أرص لبنات نص شعري ينتابني شعور بامتلاكي الكون كله، لا لشيء سوى لأنني أعرف أنني سأستمتع بموت أشتهيه، موت حر، بحرية أكبر، حين أكتب أتلذذ اعتقالا حرا يجز بي في غيابات الأمان، لا شيء يضاهي رفقة البياض، فيه تنتابك رهبة الخلوة بالمداد، وبه تزاول حق التيه في عوالم قريبة وبعيدة منك وإليك. لا يهم كيف تكتب، هل تكتب بجرأة أو بغيرها، مايهم هو أن تعيش فوضى حواسك و تتلذذ فتنة السفر الذي بين يديك. مايهم هو أن تتمرد وتسجل جنونك على صحيفة من مجاز بحرية ودون قيد. س: سيدتي، حتى "غزة" تجسد المرأة و أوجاعها في أشعارك و يبقى تعريف الوطن عندك دم و رصاصة و صمت و رماد… هل "غزة" كإمرأة حصرت و سجنت و أغتيلت في صمت دون أن يرأف لحالها أحد؟ ج: الشاعر حين يكتب فهو يترجم ما يسكنه ويؤرقه، والشعر هو نسغ ذات تترجل في ممشى طويل ، خطوطه تتلاقى في دوائر هم جمعي مشترك، مايجري في كل الأوطان من مجازر وإبادة لحرية الانسان حتما يحرك قلب وقلم الشاعر الذي يعتبر لسان حال الإنسانية والقيم ، ما حصل ويحصل في غزة يحصل في كثير من البلدان العربية التي أصبحت تتذوق بالتوالي ماعانته فلسطين قبلا، حين تتمرغ كرامة " العربي" في وحل الطغاة، وحين تتلاشى قيمة الإنسان بين أنياب الطامعين الفاسدين، وحين يتداعى كبرياء الأوطان ويضيع الحق في الحياة حتما لا عزاء إلا حبر حار وحارق يستنكر الظلم ويواجه الظلام . غزة في أشعاري تمثل صرخة خالدة تندد بموت الضمير وعطب الروح وكساح القيم . تعريف الوطن عندي لا ينحصر في ما ورد في نصي الشعري: دم /رصاصة /صمت ورماد ، بل هذه كلمات من شهقة ونار تختزل جراح العربي الممدد على شطآن الخذلان كجثة لفظتها مياه الغدر والخيانة. س: سيدتي، ماذا لو تكرمت و شنفتي مسامعنا بقصيدة "فَلَذَةُ الْيَاسَمِينِ"؟ ج: بكل فرح و سرور. عُيُونٌ تَلْثَمُ الْفَرَاغ تُنَاجِي طَيْفَ الْمَوْت طِفْلٌ يَتِيمٌ يُوَجِّهُ رَصَاصَةً ضَرِيرَةً صَوْبَ دُمىً حَزِينَةً يَفْزَعُ الرَّصِيف مِنْ حَلْقِهِ يَسِيحُ سِرْبُ النَّحِيب دُخَّانٌ يَتَصَاعَدُ بِلَوْنِ الدَّمِ يَكْسُو سَحَابَ غَزَّة تَتَمَرَّغُ شَهَقَات طَاغِيّة فِي وَحْلِ الْعَدَمِ هُوَ الْوَطَن دَمٌ رَصَاصَةٌ صَمْتٌ وَرَمَادٌ لاَ تُمْسِكْ وَرِيدَ الْأَرْضِ بِأَظَافِرَكَ السَّامَّة أَيُّهَا الْغَازِي دَعْ نَدَى التُّرَاب يُخَدرُ جَسَدَكَ النَّتِن طَوِّقْ جَشَعَكَ بِوَهْمٍ صَدِئٍ يُنَادِيكَ سَيْفُ الْمُرُوءَةِ يُخَلْخِلُ زَيْف انْتِصَارِكَ صَهِيل مَجْدٍ عَتِيقٍ خُطَى صَلاَحَ الدِّين تَدُوسُ عَبَاءَة خِدَاعَكَ الدَّامِيّة تُدْمِي حَجَرَكَ الْمُدَنَّس تَنْهَشُ مَرَايَاكَ الْفَاضِحَة الْمَغْرُوسَة قِطَعُهَا فِي وَتِينِ التَّارِيخِ بِهَدِيلِ حَمَامِ الْقُبَّة بِنُورِ الْبُرَاقِ وَدُمُوع السَّدِيم تَعْرُجُ الْمُنَى فِي سَمَاوَاتِ الْقُدْسِ تَسْرِي فِي الْعُلاَ بَاكِيَةً كَمَا عَرُوسٍ زُفَّتْ بَعِيداً اجْتَرَحَ فَرَحُهَا فِرَاق الصَّبَايَا وَ دَعَابَة الدُّمَى لِلْقُدْسِ تَزْحَفُ الْقَصِيدَة تُنَاغِي لَوْعَةَ الْوِصَالِ تَتَرَنَّحُ الْكَلِمَات وَتَسْكُبُ نَارَ اللِّقَاء الْأَبَدِيّ لِلْقُدْسِ تَنْسُجُ الْأُمَّهَات سَجَّادَ الْحُلمِ زَغَارِيدُ الْيَاسَمِين تُلَوِّنُ زَوَايَاهُ تَرَاتِيلُ الْمَعَابِدِ تَلْفَحُ أَرْكَانَهُ تَشُقُّ غَيْمَاتهُ تَنْهِيدَاتَ شَجَرِ الزَّيْتُونِ وَيُدَثِّرُ لَيْل انْتِظَارهِ وَعْدُ الْأَحْرَار لاَ تَنَامِي يَا فَلَذَة الْيَاسَمِين انْتَظِرِي رَسَائِلَ النَّرْجِس عَلَى عَتَبَةِ الْقَمَر لاَ تُشَاكِسِي صَوْتَ الْقَنَابِل الْقَرِيب ضَعِي كُوفِيَّةَ النَّصْر ضَعِي عِطْرَ الْحَجَرِ رَتِّبِي حَقَائِبَ الْحُبِّ قَرِيباً سَتُقِلِّينَ قِطَارَ الْحَمَائِم قَرِيباً سَيَسْقُطُ الْجَوَاز قَرِيباً سَتَلْبَسِينَ فُسْتَانَ الْفَرَح وَسَتَتَسَلَّقِينَ عُرُوشَ شَجَرِ التُّفَّاحِ لَا حُدُودَ سَتَظَلٌ لِتُعَانِقينَ فَجْوَةَ الصُّبْح لاَ أَسْلاَكَ سَتَحْجُبُ عَنْكَ قَلْبَ الْحَبِيب كُونِي زَهْرَةَ الْأَقْصَى كُونِي فَلَذَةَ الْياسَمِين تِلْكَ الْأَبْوَاب الْمُوصَدَة فِي قُلُوبِ الثَّائِرِينَ تَتَّسِعُ عَلَى عَتَبَاتِهَا تَنْبُتُ زَنَابِق صَغِيرَة جَرَفَهَا النَّهْرُ الْكَبِير حَيْثُ تَتَمَرَّدُ الطُّفُولَة وَتَنْمُو أَعْشَاب الْحُبّ للْحَرْبِ تُغْلَقُ الْأَرْوَاح لِلْحُبِّ تُغَنِّي عَصَافِير الشَّهِيدِ تَبْنِي وَكْرَهَا الْحَرِيرِيّ عَلَى كَفِّ شَاهِدَة قَبْرٍ بِمَاءِ الْقُرُنْفُلِ وَزَعْتَرجِبَالِ الْجَلِيل تُسَجِّلُ مِيلاَداً جَدِيداً تَكْتُبُ أَسَامِي الْعَائِدِينَ تَدُقُّ الْكَنَائِسُ أَجْرَاسَ الْمَسَاء تَشُقُّ الْمَآذِنُ حُجُبَ السَّمَاء تَلْفَظُ الشَّوَارِعُ صُرَاخَ أَحْذِيَة وَخُطَى الْجُنُودِ الْقَاصِرِينَ علَى جِبَاهِهِمْ تُقَرْفِصُ الْخَدِيعَة عَلَى سَريرِ جُفُونِهِمُ تَتَمَدَّدُ الْخَطِيئَة تَنْبَلِجُ شَمْسُ الْمَدَائِنِ تُصَفِّفُ الْعَذَارَى عَلَى خِصْرِ الرِّيحِ مَقَالِيعَ وَحجَارَة تُلَمْلِمُ السَّوَاعِدُ رَغِيفاً طَاَزجاً تَنْدَلِقُ تَرَاتِيل حَاِميّة بَيْنَ سَاقَيْ نَارِ الذَّاكِرَة يُوقِدُ فَحْمهَا وَجَع الْعَابِرِينَ يُسَابِقُ الدِّيكُ صَوْت الْمَدَافِع تُعْلِنُ الْيَاسَمِي بَدْءَ التَّكْوِين يَغْفُو الْجُرْح وَثَائِراً يَصْحُو الْوَطَن. حاورها *يوسف عاصم