نسينا مقاومينا ونسينا ما أفدوه في سبيل تحرير هذا الوطن،و فيما فعلوه من أجل أن يظل حزب الإستقلال شامخا لا تهزه لا رياح شرقية،لا غربية ولا وهابية كانت الدورة جد عادية، المعارضة كالعادة تمطط في المناقشة ظنا منها أن بعض مستشاري الأغلبية سيصيبهم الإعياء و سينسحبون، بعض المنتسبون إلى معارضة "الكوميديا شو" يقومون ببعض الحركات البهلوانية لإثبات أنهم معارضون،أما في قرارات نفسهم فهم يقولون لقد أعيانا هذا الوضع متى يستدعينا الرئيس من أجل التفاوض،ولأطمئنهم فقد قرر مستشارو حزب الاستقلال أن يبقوهم كما هم،مجرد "أراجوزات"،ونخبرهم أن الستة سنوات من عمر المجلس ستمر نضال. أما الأغلبية فلقد ازدادت نضجا على نضج،تواجد مستمر في الجلسة وصلت حتى الساعة 5 و 15 دقيقة صباحا دون كلل،نقاش هادئ وهادف رغم الاستفزازات،توفير كل آليات و أوراق الاشتغال و النقاش بدون خوف من المحاسبة،لأنه بكل بساطة ليس لدينا ما تخافه. لا أعرف لماذا كلما أثيرت نقطة خاصة بالمقاومة إلا و ثارت ثائرة الإخوان في العدالة و التنمية،هل للشرعية التاريخية التي لا يكتسبونها أم لأشياء أخرى تتعلق بكل ما هو مرتبط بحزب الاستقلال. أن يثور بعض أشباه المستشارين ألعديمي المعرفة بكل ما هو وطني هو شيء عادي لأنهم يفعلون ذلك وفق أجندة محلية معروفة (ولن يصلوا إلى هدفهم،وأذكرهم بأنهم سيقضون ست سنوات هكذا وسيخرجون كما دخلوا)،أما و أن يثور مستشارو العدالة و التنمية من أجل نقطة اقترحتها المندوبية السامية للمقاومين (وليس حزب الاستقلال) فذلك العجب في رجب،لقد ظل الرئيس يقول لهم دعونا نسمي الشوارع المقترحة من طرف المندوبية واقترحوا ما شئتم من أسماء (أكيد ليس لديهم)،لكنهم أصروا على مناقشة شهيد بشهيد وبانفعال زائد وصل إلى حد أن وصفوا أب المستشار حكيم الصفراوي "المقاوم الحاج ماعي الصفراوي أطال الله في عمره بالبياع " الخائن. إن عقدة حكيم الصفراوي الموجودة لذا بعض مستشاري العدالة والتنمية وخصوصا المستشار عمر علاوي لم تكن لأن تصل به إلى هذا المستوى المنحط والحقير بوصف مقاوم مشهود له (سأعود في مقال قادم لأسلط الضوء للجهّال من المستشارين حول من هو الحاج ماعي الصفراوي)،و ما أثار انتباهي وانتباه العديد من الملاحظين هوالصمت الرهيب الذي قوبل به هذا التصرف الشاذ من طرف فريق العدالة والتنمية وذلك في إطار انصر أخاك ظالما أو مظلوما،ولم يحسوا بحجم الخطأ إلا عندما وصلهم البيان الموقع من طرف منظمة ثورة 16 غشت والمجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،والذي ضرب بقوة و أعطى لكل ذي حق حقه،فالمقاوم مقاوم و الأرعن أرعن،وكانت صرخة في وقتها في أن المقاومة خط أحمر،والمقاومون صمدوا في وجه الاستعمار فبالأحرى في وجه أشخاص تافهين. شخصيا و رغم حماقة التصرف،إلا أنني اشكر فاعله،لأنه في ظل انشغالنا في التسيير الجماعي (الذي يسبب العقدة للبعض) و في ظل انشغالنا المهني والعائلي والحزبي،نسينا مقاومينا ونسينا ما أفدوه في سبيل تحرير هذا الوطن،و فيما فعلوه من أجل أن يظل حزب الإستقلال شامخا لا تهزه لا رياح شرقية،لا غربية ولا وهابية.أشكرهم لأنهم ذكرونا بالذين بفضلهم اكتسبنا قوة الصمود و اللا رجوع. رحم الله من مات منهم و أطال الله عمر الباقين حتى يزيدونا صمود و وطنية. مستشار بجماعة وجدة عن حزب الأستقلال