في سقطة جديدة لوسائل الإعلام الإسبانية، بثت وكالة أوروبا بريس قصاصة عارية عن الصحة، حول وفاة مواطنين بمدينة العيون، في حين مازالا على قيد الحياة . وزعمت الوكالة في قصاصتها أن المواطنين، بوعسرية الغالية بنت أحمد، وعبد السلام الأنصاري، توفيا على يد قوات الأمن خلال أحداث العيون، وهو خبر لا يمت للحقيقة بصلة، لأن المواطنين المذكورين على قيد الحياة ولم يتعرضا لأي شئ . وقد عبر المواطنان بوعسرية الغالية بنت أحمد وعبد السلام الأنصاري، عن استنكارهما وتنديدهما بهذا الخبر الزائف، وأكدا في تصريحات صحفية أن هذا النبأ الذي لا أساس له من الصحة ألحق أضرارا نفسية بهما وبأسرتيهما. وقال الأنصاري، 36 سنة، إن الحديث عن وفاته من طرف وكالة أوروبا بريس، هو جرم ارتكبته هذه الأخيرة في حقه، معلنا أنه سيرفع دعوى أمام القضاء الاسباني ضد الوكالة لنشرها هذا الخبر الكاذب. ومن جهتها قالت الغالية بوعسرية، 32 سنة، «أنا لازلت حية أرزق ولم يقع لي أي مكروه»، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حقها وأنها ستتابع وكالة أوربا بريس التي نشرت خبر وفاتها. ومن جانبه، اعتبر اعبيدها مولود ولد حمادي، وهو خال الغالية أن نشر خبر وفاة ابنة أخته التي ما زالت على قيد الحياة هو «استهانة بالروح البشرية» مؤكدا أن الأسرة ستطالب بحقها وسترفع دعوى قضائية ضد الوكالة التي بثت هذا الخبر الزائف . وتنضاف هذه السقطة، إلى سلسلة الفضائح التي وقعت فيها وسائل الإعلام الإسبانية عقب أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون في 8 نونبر الجاري، من بث صورة لأطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي، والادعاء بأنها تخص أطفال العيون، وأخرى لجريمة وقعت في الدارالبيضاء ونسبها ظلما وبهتانا للعيون ، وهو ما يؤكد عن سوء نية غرضه الإساءة إلى المغرب وتكييف الرأي العام الإسباني وشحنه ضد بلادنا . وكانت الفيدرالية الدولية للصحفيين قد طالبت «وسائل الإعلام التي تغطي النزاع في الصحراء بأعلى معايير الدقة بعد أن قامت وسائل إعلام إسبانية بنشر صورة قالت أنها تظهر أطفالا صحراويين من ضحايا أعمال العنف الأخيرة في مدينة العيون، في حين أن الصورة هي لأطفال فلسطينيين أخذت في مركز طبي بغزة في يناير2006 » وقال إيدين وايت، أمين عام الفيدرالية الدولية للصحفيين «على هذا الحادث أن يعمل كمنبه للصحفيين من مخاطر نشر معلومات مغلوطة حول الأزمة في الصحراء الغربية. إن الوضع الحالي يتطلب اتخاذ كل التدابير للتحقق من صحة المعلومات ومصادرها.» مضيفا «يوضح هذا الحادث مخاطر اعتماد وسائل الإعلام على مصدر واحد للمعلومات ولا سيما عندما يكون ذلك المصدر هو طرف في النزاع وفي غياب القدرة على التحقق من المعلومات بشكل مستقل.» ولم يحدث قط في أوروبا بالخصوص أن عمدت وسائل إعلام ، من وكالات، صحف وتلفزيون، إلى نشر هذا الكم من الأخبار الزائفة في وقت قياسي، دون الاكثرات بمصداقيتها ومهنيتها ، وهو ما تستحق علية الدخول إلى موسوعة غينيس كأكثر وسائل الإعلام افتراء وتضليلا .