هذه أحوال الطقس لهذا اليوم الأحد بالمملكة    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية    وزير الخارجية الأمريكي يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    "سبيس إكس" الأمريكية تطلق 30 قمرا صناعيا جديدا إلى الفضاء    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي        تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    توقع لتساقطات ثلجية على المرتفعات التي تتجاوز 1800 م وهبات رياح قوية    مسؤولو الأممية الاشتراكية يدعون إلى التعاون لمكافحة التطرف وانعدام الأمن    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة بطنجة تقدم توصياتها    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري            اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسماء الله الحسنى / فيديو
نشر في الوجدية يوم 02 - 08 - 2010

هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وصفات كمال لله ونعوت جلال لله, وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من الله [1], يدعى الله بها، وتقتضي المدح والثناء بنفسها [2].
سمى الله بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو إستأثر الله بها في علم الغيب عنده[3], لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد [4], وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله [5]، لا يعلمها كاملةً وافيةً إلا الله.
المرجو الضقط على الرابط التالي لمشاهدة الفيديو ضمن حساب الآنسة مريم موح بالفايسبوك:

http://www.facebook.com/video/video.php?v=130914650285595

محتويات
أسماء الله الحسنى في القرآن
أسماء الله الحسنى عند المسلمين
أهمية معرفة أسماء الله الحسنى
ما يجب في أسماء الله الحسنى
صحة الاطلاق
أسماء الله الحسنى كلها توقيفية
ما ثبت الدعاء به فهو اسم من أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى وصفاته صادرة عن كماله
المَثَل الأعلى
دلالة أسماء الله الحسنى
الدلالة العَلَمية
الدلالة الوصفية
الدلالة الوصفية الخاصة
الدلالة الوصفية العامة
الدلالة اللفظية
الدلالة المعنوية العقلية
هل هي من أسماء الله الحسنى ؟
الأسماء الجامدة
ليست من أسماء الله الحسنى
من أسماء الله
ماورد من الأسماء على وجه الإضافة أو التقييد
لا يكون اسما بهذا الورود
يكون اسما بهذا الورود
ماورد على وجه الإخبار لا على وجه تسمية الله
ليست من أسماء الله الحسنى
من أسماء الله الحسنى
ماورد على سبيل الجزاء والمقابلة والعدل والعقاب
إحصاء أسماء الله الحسنى
عدد أسماء الله الحسنى
ليس لها عدد محدد
محصورة في عدد معين
مناهج وطرق المسلمين في جمع أسماء الله الحسنى
إجتهادات في إحصاء أسماء الله الحسنى
الأسماء المتضمنة صفة واحدة
الأسماء المقترنة
اسم الله الأعظم
المصادر
أسماء الله الحسنى:
هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله وصفات كمال لله ونعوت جلال لله, وأفعال حكمة ورحمة ومصلحة وعدل من الله [1], يدعى الله بها، وتقتضي المدح والثناء بنفسها [2].
سمى الله بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو إستأثر الله بها في علم الغيب عنده[3], لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد [4], وهي حسنى يراد منها قصر كمال الحسن في أسماء الله [5]، لا يعلمها كاملةً وافيةً إلا الله.
وهي أصل من أصول التوحيد في العقيدة الإسلامية لذلك فهي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه [6]، والعلم بالله، وأسمائه، وصفاته أشرف العلوم عند المسلمين، وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله [7].
إمتدح الله بها نفسه في القرآن فقال ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)﴾ (سورة طه), وحث عليها الرسول محمد فقال (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة) [8]
أسماء الله الحسنى في القرآن
ورد ذكر وجود أسماء لله وتسميتها بأسماء الله الحسنى في القرآن في أربعة أيات هي :
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)) (سورة الأعراف)
(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)) (سورة الإسراء)
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)) (سورة طه)
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) (سورة الحشر)
أسماء الله الحسنى عند المسلمين
روي عن رسول الله في صحيح البخاري[8]، صحيح مسلم[9],مسند أحمد[10] ,سنن الترمذي[11],سنن ابن ماجه[12] :
"إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"
« ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا » – الرسول محمد، [13]« فهو موصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها فليس في الأسماء أحسن منها ولا يقوم غيرها مقامها ولا يؤدي معناها وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرا بمرادف محض بل هو على سبيل التقريب والتفهيم وإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص.» – ابن القيم الجوزية، بدائع الفوائد [14]« أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى؛ فإنها لو دلت على غير صفة، بل كانت علمًا محضًا، لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفة، ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى. فكل اسم من أسمائه، دال على جميع الصفة، التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها.» – عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تفسير السعدي«اعلم أن الحسنى في اللغة: هو جمع الأحسن؛ لا جمع الحسن، فإن جمعه: حسان وحسنة، فأسماء الله التي لاتُحصى؛ كلُّها حسنة، أي: أحسن الأسماء، وهو مثل قوله تعالى:﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)﴾ (سورة الروم).أي: الكمال الأعظم في ذاته وأسمائه ونعوته، فلذلك وجب أن تكون أسماؤه أحسن الأسماء؛ لا أن تكون حسنة وحسانًا لا سوى، وكم بين الحسن والأحسن من التفاوت العظيم عقلاً وشرعًا؛ ولغة وعرفًا » – ابن الوزير، العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم
أهمية معرفة أسماء الله الحسنى
معرفة الله سبيل للتوكل عليه: قال ابن القيم: فعلم العبد بتفرد الرب تعالى بالضر والنفع، والعطاء، والمنع، والخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة يثمر له: عبودية التوكل عليه باطنًا، ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا. وعلمه بسمعه تعالى وبصره، وعلمه أنه لا يخفى عليه مثقال ذرة وأنه يعلم السر، ويعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور يثمر له: حفظ لسانه وجوارحه، وخطرات قلبه عن كل ما لا يرضي الله [15].
معرفة الله سبب في محبته: قال عبد الرحمن السعدي: إن معرفة الله تعالى تدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد, ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها [16].
معرفة الله تفرض عبادته والخشوع له: قال إسماعيل بن محمد الأصبهاني: أول فرض فرضه الله على خلقه: معرفته, فإذا عرفه الناس عبدوه [17].
معرفة الله وسيلة إلى معاملته بثمراتها: قال العز بن عبد السلام: فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء، والمهابة، والمحبة والتوكل وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات[18].
معرفة الله أكبر عون على تدبر كتاب الله: قال عبد العزيز بن ناصر الجليل: إن في تدبر معاني أسماء الله وصفاته أكبر عون على تدبر كتاب الله تعالى [19].
معرفة الله تورث الأدب مع الله: قال ابن القيم: إن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرًا وباطنًا. ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق- علمًا وعملاً وحالاً [20].
معرفة الله طريق للبعد عن الكفر والجهل: قال ابن القيم: أركان الكفر أربعة: الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة ومنشأ هذه الأربعة من جهله بربه وجهله بنفسه، فإنه لو عرف ربه بصفات الكمال، ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر، ولم يغضب لها، ولم يحسد أحدًا على ما آتاه الله.[21].
ما يجب في أسماء الله الحسنى
صحة الاطلاق
صحة الإطلاق شرط من شروط أسماء الله الحسنى, وفيه يجب أن يقتضي الاسم المدح والثناء بنفسه بدون متعلق أو قيدعادي[22], وميزان الاسماء الحسنى يدور على المدح بالملك والاستقلال وما يعود إلى هذا المعنى, وعلى المدح بالحمد والثناء وما يعود إلى ذلك, وكل اسم دل هذين الأمرين فهو صالح دخوله فيها [23],
قال ابن القيم: «إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا، ولا ذلك داخل في أسمائه الحسنى، ومن ظن من الجهال المصنفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه تعالى الماكر والمخادع والمستهزئ والكائد فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود، وتكاد الأسماع أن تصم عند سماعه، وقد غَر الجَاهل أنه وتعالى أطلق على نفسه هذه الأفعال، فإشتق له منها أسماء، وأسماؤه تعالى كلها حسنى فأدخلها في الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم والودود والحكيم والكريم, وهذا جهل عظيم فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا، بل تمدح في موضع وتذم في موضع، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلقاً، فلا يقال إنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ويكيد، فكذلك لايشتق له منها أسماء ويكتفى بها، بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحسنى المريد والمتكلم ولا الفاعل ولا الصانع لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم، وإنما يوصف بالأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعال لما يريد، فكيف يكون منها الماكر والمخادع والمستهزىء. ثم يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمائه الحسنى الداعي، والآتي، والجائي، والذاهب، والقادم، والرائد، والناسي، والقاسم، والساخط، والغضبان، واللاعن، إلى أضعاف ذلك من الألفاظ التي أطلق تعالى على نفسه أفعالها في القرآن، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل، والمقصود أن الله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق فكيف من الخالق وتعالى» [24].
قال ابن تيمية:«أسماء الله الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها» [25].
أسماء الله الحسنى كلها توقيفية
إتفق علماء المسلمون بأن أسماء الله الحسنى كلها توقيفية, أي يجب الوقوف في أسماء الله على ما ورد ذكره في نصوص الشرع لا يزيد أحد على ذلك ولا ينقص منه, بل يكتفى بما وردت به نصوص الشرع لفظًا ومعنى, غير قابل للقياس, ولا التبديل بمرادف, ولا يؤدي إلى معناها غيرها وإن تقاربا في ظاهر الكلام.
قال أبو سليمان الخطابي: «ومن علم هذا الباب, أعني: الأسماء والصفات ومما يدخل في أحكامه ويتعلق به من شرائط، أنه لا يُتجَاوز فيها التَّوقيف، ولا يُستَعمل فيها القياس؛ فيلحق بالشيء نظيره في ظَاهر وَضعِ اللغة ومتعارف الكلام, فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه: السخي وإن كانا مُتقاربين في ظاهر الكلام. وذلك أن السَّخي, لم يرد به التَوقِيف،... وقد جاء في الأسماء: (القوي) ولا يقاس عليه الجَلْدُ، وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين, لأن باب التَّجلد يدخله التكلف والاجتهاد, ولا يُقاس على (القادر) المُطيق ولا المُستطيع لأن الطاقة والإستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البُنية وتركيب الخِلقة، ولا يقاس على (الرحيم) الرقيق, وإن كانت الرحمة في نعوت الآدميين نوعاً من رقة القلب, و(الحليم) و(الصبور) فلا يجوز أن يُقاس عليها الوقور والرزين. وفي أسمائه (العليم) ومن صفته العِلم؛ فَلا يَجوز قياسه عليه أن يُسمَّى عارفاً لما تقتضيه المعرفة من تقديمِ الأسبابِ التي بِها يُتوَصَّل إلى عِلم الشيءِ. وَكذلك لاَ يُوصَف بالعَاقِل. وَهذا البَاب يَجب أن يُراعى, ولا يُغفَلَ، فإن عائِدتَهُ عَظيمة, وَالجَهلُ بِهِ ضَار» [26]
قال ابن القيم: «أسماؤه الدالة على صفاته هي أحسن الأسماء وأكملها فليس في الأسماء أحسن منها, ولا يقوم غيرها مقامها, ولا يؤدي معناها وتفسير الاسم منها بغيره, ليس تفسيرا بمرادف محض بل هو على سبيل التقريب والتفهيم, وإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص, فله من صفة الإدراكات العليم الخبير دون العاقل الفقيه, والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر, ومن صفات الإحسان البر الرحيم الودود دون الرفيق والشفوق ونحوهما, وكذلك العلي العظيم دون الرفيع الشريف, وكذلك الكريم دون السخي, والخالق البارئ المصور دون الفاعل الصانع المشكل, والغفور العفو دون الصفوح الساتر, وكذلك سائر أسمائه تعالى يجري على نفسه منها أكملها وأحسنها وما لا يقوم غيره مقامه» [27]
وإختلف علماء المسلمون قي طريقة التوقيف في أسماء الله الحسنى كالتالي:
من يرى أنها من القرآن فقط.
من يرى أنها من القرآن والآثار الصحيحة فقط.
من يرى أنها من القرآن ومن السنة ومن إجماع المسلمين.
[عدل] ما ثبت الدعاء به فهو اسم من أسماء الله الحسنى
فما ورد في القرآن أو في السنة النبوية الصحيحة، ودعي الله به فهو اسم من أسماء الله الحسنى[19].
قال ابن تيمية: «ومن أسمائه التي ليست في التسعة والتسعين: اسمه السبوح... وكذلك أسماؤه المضافه مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم لاريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة، وثبت الدعاء بها » [28].
أسماء الله الحسنى وصفاته صادرة عن كماله
الله كامل بذاته وصفاته، وأسماء الله الحسنى وصفاته صادرة عن كماله، والمخلوق يسمى بعد فعاله.
قال ابن القيم: : «فالرب تبارك وتعالى فعاله عن كماله، والمخلوق كماله عن فعاله، فاشتقت له الأسماء بعد أن كمل بالفعل، فالرب لم يزل كاملاً، فحصلت أفعاله عن كماله، لأنه كامل بذاته وصفاته، فأفعاله صادرة عن كماله، كمل ففعل، والمخلوق فعل فكمل من الكمال اللائق به» [29].
[المَثَل الأعلى
ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء، فهكذا الأسماء والصفات، لم يمنع انتفاء نظيرها ومثالها ومماثلها من فهم حقائقها، ومعانيها، بل قام بقلوب السلف معرفة حقائقها، وانتفاء التمثيل والتشبيه، والتعطيل عنها. وهذا هو المثل الأعلى الذي أثبته الله تعالى لنفسه فقال: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)﴾ (سورة الروم)، وقال سبحانه:﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)﴾ (سورة الشورى).[19].
قال ابن تيمية: «والله لا تضرب له الأمثال التي فيها مماثلة لخلقه، فإن الله لا مثل له، بل له المَثل الأعلى، فلا يجوز أن يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل، ولا في قياس شمول تستوي أفراده، ولكن يستعمل في حقه المثل الأعلى، وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال، فالخالق أولى به، وكل ما تنزه عنه المخلوق من نقص، فالخالق أولى بالتنزيه عنه، فإذا كان المخلوق منزّهًا عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم، فالخالق أولى أن يُنزه عن مماثلة المخلوق وإن حصلت موافقة في الاسم» [30].
دلالة أسماء الله الحسنى
الدلالة العَلَمية
وهي الدلالة على العَلَمية, فكل أسماء الله الحسنى تدل على علم واحد, فهي أعلام باعتبار دلالتها على الذات، مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله عز وجل[31].
الدلالة الوصفية
وهي الدلالة على كمال الوصفية, وهي تؤخذ من كل اسم من أسماء الله الحسنى بعينه، باعتبار ما دلت عليه من المعاني، متباينة لدلالة كل اسم من أسماء الله الحسنى على معناه الخاص, وتنقسم إلى قسمين دلالة وصفية خاصة ودلالة وصفية عامة.
الدلالة الوصفية الخاصة
وهي الدلالة على كمال الوصفية وخصوصيتها, فهي تؤخذ من أسماء الله الحسنى التي تدل على معاني لا يصح أن تطلق إلا على الله كالمتكبر والجبار.
‏عن أبي هريرة عن هناد قال:« قال رسول الله قال الله عز وجل الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار» [32].
الدلالة الوصفية العامة
وهي الدلالة على كمال الوصفية وعموميتها, فهي تؤخذ من أسماء الله الحسنى التي تدل على معاني يمكن أن تطلق على غير الله كالكريم والرحيم دون مشابهة أو تمثيل.
قال الله في القرآن ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)﴾ (سورة الشورى).
الدلالة اللفظية
يدل كل اسم من أسماء الله الحسنى على الذات والصفات دلالة مطابقة، ويدل على الذات وحدها أو على الصفة وحدها دلالة تضمن. ويدل على الصفة الأخرى اللازمة لتلك المعاني دلالة التزام. وتنقسم الدلالة اللفظية إلى ثلاثة أقسام :
دلالة المطابقة
وذلك بدلالة الاسم على جميع أجزائه «الذات والصفات» دلالة اللفظ على كل معناه ويعطي اللفظ جميع ما دخل فيه من المعاني لأن اللفظ طابق المعنى من غير زيادة ولا نقصان.
دلالة التضمن
وذلك بدلالة الاسم على بعض أجزائه «الذات وحدها والصفات وحدها».
دلالة التزام
وذلك بدلالة الاسم على غيره من الأسماء أو الصفات التي تتعلق تعلقًا وثيقًا بهذا الاسم وإن كانت خارجة عنه.
مثال ذلك: اسم (الرحمن) يدل على الذات وحدها وعلى الرحمة وحدها دلالة تضمن، وعلى الأمرين دلالة مطابقة، ويدل على الحياة الكاملة، والعلم المحيط، والقدرة التامة ونحوها دلالة التزام لأنه لا توجد الرحمة من دون حياة الراحم وقدرته الموصلة لرحمته، للمرحوم وعلمه به وبحاجته.
الدلالة المعنوية العقلية
هي خاصة بالعقل والفكر الصحيح؛ لأن اللفظ بمجرده لا يدل عليها وإنما ينظر العبد ويتأمل في المعاني اللازمة لذلك اللفظ الذي لا يتم معناها بدونه وما يشترط له من الشروط، [33] فلأن الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها التعدد، وإنما هي من صفات من اتصف بها فهي قائمة به، وكل موجود فلا بد له من تعدد صفاته، ففيه صفة الوجود، وكونه واجب الوجود أو ممكن الوجود، وكونه عينا قائما بنفسه أو وصفا في غيره [34].
هل هي من أسماء الله الحسنى؟
دار خلاف بين علماء المسلمين حول إدراج بعض الأسماء الواردة في القرآن أو في أحاديث محمد الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن أسماء الله الحسنى, وذلك بسبب طريقة ورودها, حيث أن منها ماورد على وجه الإضافة أو التقييد أو على وجه الإخبار أو الأسماء الجامدة, فمنهم من أدرجها ضمن أسماء الله الحسنى ولم يدرجها آخرون.
الأسماء الجامدة
[عدل] ليست من أسماء الله الحسنى
أكثر أقوال علماء المسلمين يشير إلى أن الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله الحسنى : فليس من أسماء الله الحسنى الدهر، والشيء ونحو ذلك، لأن هذه الأسماء لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء الحسنى فالأسماء الحسنى أعلام وأوصاف، ولأن الله تعالى لم يَتسَم بها ولم يُسمه بها رسوله.
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي : (‏قال الله عز وجل يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما) [35]
جاء في صحيح البخاري عن‏ أبو هريرة‏ قال: قال رسول الله : (‏قال الله ‏يسب بنو آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار)[8]
فهذا الحديث قد يفهم منه أن «الدهر» اسم من أسماء الله الحسنى، وهو ليس كذلك. فهو أولاً: اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى [36]. وثانيًا: إن اسم الدهر اسم للوقت والزمان عادي[36]. .
قال أبو سليمان الخطابي: « كانت الجاهلية تضيف المصائب والنوائب إلى الدهر الذي هو من الليل والنهار وهم في ذلك فرقتان فرقة لا تؤمن بالله تعالى ولا تعرف إلا الدهر الليل والنهار اللذان هما محل للحوادث وظرف لمساقط الأقدار فتنسب المكاره إليه على أنها من فعله ولا ترى أن لها مدبرا غيره وهذه الفرقة هي الدهرية الذين حكى الله عنهم في قوله وما يهلكنا إلا الدهر الآية وفرقة تعرف الخالق وتنزهه من أن تنسب إليه المكاره فتضيفها إلى الدهر والزمان وعلى هذين الوجهين كانوا يسبون الدهر ويذمونه فيقول القائل منهم يا خيبة الدهر ويا بؤس الدهر فقال صلى الله عليه وسلم لهم مبطلا ذلك لا يسبن أحد منكم الدهر فإن الله هو الدهر يريد والله أعلم لا تسبوا الدهر على أنه الفاعل لهذا الصنيع فالله تعالى هو الفاعل له فإذا سببتم الذي أنزل بكم المكاره رجع السب إلى الله تعالى وانصرف إليه »[37]
قال أبو محمد بن أبي جمرة « لا يخفى أن من سب الصنعة فقد سب صانعها فمن سب نفس الليل والنهار أقدم على أمر عظيم بغير معنى ومن سب ما يجري فيهما من الحوادث وذلك هو أغلب ما يقع من الناس وهو الذي يعطيه سياق الحديث حيث نفى عنهما التأثير فكأنه قال لا ذنب لهما في ذلك وأما الحوادث فمنها ما يجري بوساطة العاقل المكلف فهذا يضاف شرعا ولغة إلى الذي جرى على يديه ويضاف إلى الله تعالى لكونه بتقديره فأفعال العباد من أكسابهم ولهذا ترتبت عليها الأحكام وهي في الابتداء خلق الله ومنها ما يجري بغير وساطة فهو منسوب إلى قدرة القادر وليس لليل والنهار فعل ولا تأثير لا لغة ولا عقلا ولا شرعا وهو المعنى في هذا الحديث »[38]
من أسماء الله
لم يشترطه علي بن حزم الأندلسي وغيره من الظاهرية أن الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله الحسنى, فقد أخذ الحديث على ظاهره, ولذا ذكر من بين الأسماء الحسنى اسم "الدهر". ورد عليه كثير من علماء المسلمين الذين يعدون الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله الحسنى, من ذلك قول ابن كثير: (غلط ابن حزم ومن نحا نحوه من الظاهرية في عدهم الدهر من الأسماء الحسنى أخذا من هذا الحديث)[39]
ماورد من الأسماء على وجه الإضافة أو التقييد
لا يكون اسما بهذا الورود
ماورد من الأسماء مقيدًا في القرآن، فلا يكون اسمًا بهذا الورود : مثل اسم المحيط، فلم يرد إلا مقيدًا قال الله تعالى:
(وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)) (سورة البقرة)
(إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92)) (سورة هود)
و اسم العالم، فلم يرد إلا مقيدًا قال الله تعالى:
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)) (سورة الأنبياء)
(وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)) (سورة الأنبياء)
وكذلك إذا ورد في الكتاب والسنة اسم فاعل يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل، فلا يعد من الأسماء الحسنى؛ مثل: الزارع، الذارئ، المسعِّر.[40]
يكون اسما بهذا الورود
لم يشترط هذا الشرط كثير من العلماء المسلمين المجتهدين في معرفة أسماء الله الحسنى منهم
ابن حجر فقد عد من أسماء الله الحسنى أسماء وردت مقيدة مثل " الحافظ والحسيب ".[41]
ابن عثيمين فقد عد من أسماء الله الحسنى أسماء وردت مقيدة مثل "العالم والحافظ والمحيط" وتردد في إدخال اسم الحفي، ولم يشترط الإضافة ولا التقييد.[42]
عبد المحسن العباد فقد عد من أسماء الله الحسنى أسماء وردت مقيدة مثل "الهادي والحافظ والكفيل والغالب والمحيط" ولم يشترط الإضافة ولا التقييد.[43]
عبد الله صالح الغصن فقد عد من أسماء الله الحسنى أسماء وردت مقيدة مثل "العالم والهادي والمحيط والحافظ والحاسب" ولم يشترط الإضافة ولا التقييد.[44]
ماورد على وجه الإخبار لا على وجه تسمية الله
ليست من أسماء الله الحسنى
يقول ابن القيم الجوزية : « الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك »[45].
يقول ابن تيمية: «ويفرق بين دعائه والإخبار عنه، فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيئ، وإن لم يحكم بحسنه. مثل: اسم شيء، وذات، وموجود... وكذلك المريد، والمتكلم؛ فإن الإرادة والكلام تنقسم إلى: محمود ومذموم، فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم، والرحيم والصادق، ونحو ذلك، فإن ذلك لا يكون إلا محمودًا» [46]
من أسماء الله الحسنى
لم يشترط هذا الشرط بعض العلماء المسلمين المجتهدين في معرفة أسماء الله الحسنى منهم
البيهقي وابن منده والقرطبي حيث أدرجوا ضمن أسماء الله الحسنى أسماء مثل الصانع والذارئ والبادئ.
كذلك ابن الوزير فقد عد من أسماء الله الحسنى أسماء مثل الفاعل والمستمع والحاسب والمنزل والزارع والكاتب والمرسل.
بل تجاوز أيضا هذا الشرط ابن العربي فقد عد من أسماء الله الحسنى أسماء مثل المريد والمحب والمبغض والرضا والسخط والبالي والمبلي والمبتلي والفاتن.
ماورد على سبيل الجزاء والمقابلة والعدل والعقاب
ورد في القرآن أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء والمقابلة والعدل والعقاب ولم يتسم منها باسم, وقد إتفق علماء المسلمين بأنها ليست من أسماء الله الحسنى, كقول الله تعالى:
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)) (سورة الأنفال)
(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)) (سورة التوبة)
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)) (سورة البقرة)
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)) (سورة الطارق)
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)) (سورة النساء)
قال ابن القيم: « ومن هنا يعلم غلط بعض المتأخرين وزلقة الفاحش قي إشتقاقه له من كل فعل أخبر به عن نفسه اسماً مطلقاً فأدخله قي أسمائه الحسنى، فاشتق له اسم الماكر، والخادع، والفاتن، والمضل، والكاتب، ونحوها من قوله: (وَيَمْكُرُ اللهُ) (سورة الأنفال: 30)، ومن قوله: (وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (سورة النساء: 142)، ومن قوله: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) (سورة طه: 131)، ومن قوله: (يُضِلُّ مَن يَشَاءُ) (الرعد: 27) (سورة النحل: 93) (سورة فاطر: 8)، وقوله تعالى: (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَ) (سورة المجادلة: 21)، وهذا خطأ من وجوه:
أحدها: أنه لم يطلق على نفسه هذه الأسماء، فإطلاقها عليه لا يجوز.
الثاني: أنه أخبر عن نفسه بأفعال مختصة مقيدة، فلا يجوز أن ينسب إليه مسمى الاسم على الإطلاق.
الثالث: أن إطلاق مسمى هذه الأسماءِ منقسم إلى ما يمدح فيه المسمى به، وإلى ما يذم به، فيحسن قي موضع، ويقبح قي موضع، فيمتنع إطلاقه عليه من غير تفصيل.
الرابع: أن هذه ليست من الأسماء الحسنى التي يسمى بها, فلا يجوز أن يسمى بها فإن أسماء الرب تعالى كلها حسنى، كما قال تعالى: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الأعراف: 180)، وهى التي يحب أن يثنى عليه ويحمد بها دون غيرها.
الخامس: أن القائل بهذا لو سُمي بهذه الأسماء، وقيل له هذه مدحتك وثناءٌ عليك، فأنت الماكر الفاتن المخادع المضل اللاعن الفاعل الصانع ونحوها لما كان يرضى بإطلاق هذه الأسماء عليه ولم يعدها مدحة، ولله المثل الأعلى وتعالى عما يقول الجاهلون به علواً كبيراً.
السادس: أن هذا القائل يلزمه أن يجعل من أسمائه اللاعن والجائي والآتي والذاهب والتارك والمقاتل والصادق والمنزل والنازل والمذموم والمدمر وأضعاف أضعاف ذلك، فيشتق له اسماً من كل فعل أخبر به عن نفسه، وإلا تناقض تناقضاً بيناً، ولا أحد من العقلاءِ طرد ذلك، فعلم بطلان قوله والحمد لله رب العالمين. »[47]
وقال حافظ حكمي: (قد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله عز وجل على نفسه على سبيل الجزاء العدل والمقابلة وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال لكن لا يجوز أن يشتق له تعالى منهما أسماء ولا تطلق عليه في غير ما سيقت فيه من الآيات كقوله تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142))(سورة النساء) وقوله (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)) (سورة آل عمران) وقوله تعالى (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)) (سورة التوبة) وقوله تعالى *(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)) (سورة البقرة) ونحو ذلك فلا يجوز أن يطلق على الله تعالى مخادع ماكر ناس مستهزئ ونحو ذلك مما يتعالى الله عنه ولا يقال الله يستهزئ ويخادع ويمكر وينسى على سبيل الإطلاق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)[48]
إحصاء أسماء الله الحسنى
تعددت عند علماء المسلمين أراء وتفسيرات وطرق إحصاء أسماء الله الحسنى على النحو التالي :
إحصاء عددها :
قال أبو سليمان الخطابي: الإحصاء في مثل هذا يحتمل وجوها: أحدها أن يعدها حتى يستوفيها يريد أنه لا يقتصر على بعضها لكن يدعو الله بها كلها ويثني عليه بجميعها فيستوجب الموعود عليها من الثواب.، وقال النووي قال البخاري وغيره من المحققين: معناه حفظها، وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخبر. وقال في "الأذكار" هو قول الأكثرين. وقال ابن الجوزي: لما ثبت في بعض طرق الحديث: "من حفظها" بدل "أحصاها" اخترنا أن المراد العد أي من عدها ليستوفيها حفظا. قلت: وفيه نظر، لأنه لا يلزم من مجيئه بلفظ حفظها تعين السرد عن ظهر قلب، بل يحتمل الحفظ المعنوي.[49]
الإطاقة :
المراد بالإحصاء الإطاقة كقوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} ومنه حديث: "استقيموا ولن تحصوا" أي لن تبلغوا كنه الاستقامة، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها وهو أن يعتبر معانيها فيلزم نفسه بواجبها فإذا قال: "الرزاق" وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء.[49]
الإحاطة بمعانيها : المراد بالإحصاء الإحاطة بمعانيها من قول العرب فلان ذو حصاة أي ذو عقل ومعرفة انتهى ملخصا. وقال القرطبي: المرجو من كرم الله تعالى أن من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب مع صحة النية أن يدخله الله الجنة، وهذه المراتب الثلاثة للسابقين والصديقين وأصحاب اليمين.[49]
معرفتها :
معنى أحصاها عرفها، لأن العارف بها لا يكون إلا مؤمنا والمؤمن يدخل الجنة، وقال أبو العباس بن معد: يحتمل الإحصاء معنيين أحدهما أن المراد تتبعها من الكتاب والسنة حتى يحصل عليها، والثاني أن المراد أن يحفظها بعد أن يجدها محصاة. وقال النوويُّ: "قال البخاري وغيره من المحققين. معناه حفظها، وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخبر، وهو قول الأكثرين" [50].
الإعتقاد بها :
معناه عدها معتقدا، لأن الدهري لا يعترف بالخالق. والفلسفي لا يعترف بالقادر [49]
أن يريد بها وجه الله وإعظامه :
ابن عطية: معنى أحصاها عدها وحفظها، ويتضمن ذلك الإيمان بها والتعظيم لها والرغبة فيها والاعتبار بمعانيها.
العمل بها : فإذا قال: "الحكيم" مثلا سلم جميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة وإذا قال: "القدوس" استحضر كونه منزها عن جميع النقائص، وهذا اختيار أبي الوفا بن عقيل. وقال ابن بطال: طريق العمل بها أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم فإن الله يحب أن يرى حلاها على عبده، فليمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها، وما كان يختص بالله تعالى كالجبار والعظيم فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها، وما كان فيه معنى الوعد نقف منه عند الطمع والرغبة، وما كان فيه معنى الوعيد نقف منه عند الخشية والرهبة، فهذا معنى أحصاها وحفظها، ويؤيده أن من حفظها عدا وأحصاها سردا ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه، وقد ثبت الخبر في الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم، وقال الأصيلي: ليس المراد بالإحصاء عدها فقط لأنه قد يعدها الفاجر، وإنما المراد العمل بها. وقال أبو نعيم الأصبهاني: الإحصاء المذكور في الحديث ليس هو التعداد، وإنما هو العمل والتعقل بمعاني الأسماء والإيمان بها.[49]
حفظ القرآن :
لكونه مستوفيا لها لقول الله تعالى (مافرطنا في الكتاب من شي)، فمن تلاه ودعا بما فيه من الأسماء حصل المقصود، فيكون معنى الحديث أن يقرأ القرآن حتى يختمه فيستوفي هذه الأسماء كلها في أضعاف التلاوة، فكأنه قال: من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول الجنة.5 [51]
كلاً مما سبق :
روى ابن حجر في فتح البارئ (وهذا أرفع مراتب الإحصاء، وتمام ذلك أن يتوجه إلى الله تعالى من العمل الظاهر والباطن بما يقتضيه كل اسم، من الأسماء فيعبد الله بما يستحقه من الصفات المقدسة التي وجبت لذاته، قال فمن حصلت له جميع مراتب الإحصاء حصل على الغاية، ومن منح منحي من مناحيها فثوابه بقدر ما نال والله أعلم.) [49]
[ عدد أسماء الله الحسنى
ليس لها عدد محدد
يتفق أكثر علماء المسلمين بأن أسماء الله الحسنى ليس لها عدد معين ولا يمكن حصرها والإحاطة بها كاملة لأن منها ما أستأثر الله به في علم الغيب عنده ومنها مايفتح الله به على رسوله يوم القيامه وغيرها مما يستحيل على بشر أن يحصيه.
‏* جاء في مسند أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (‏ ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا) قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال (بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها)[13] }}
فما استأثر الله تعالى به في علم الغيب عنده، لا يمكن لأحد حصره ولا الإحاطة به.
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن عائشة قالت " فقدت رسول الله ‏ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول (اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) [52]
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله قال(ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي) [53]
قال ابن القيم الجوزية: « "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" لا ينفي أن يكون له غيرها والكلام جملة واحدة: أي له أسماء موصوفة بهذه الصفة، كما يقال: لفلان مائة عبد أعدهم للتجارة وله مائة فرس أعدهم للجهاد وهذا قول الجمهور، وخالفهم ابن حزم فزعم أن أسماءه تنحصر في هذا العدد"» [54].
قال النووي : « أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه - وتعالى - فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين؛ وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء» [55].
قال أبو سليمان الخطابي: «فجملة «من أحصاها» مكملة للجملة الأولى وليست استثنائية منفصلة، ونظير هذا قول العرب: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة» [26]
قال ابن تيمية في كتابة درء تعارض العقل والنقل: «والصواب الذي عليه الجمهور أن قول النبي : (إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة) معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسمًا. » [56]
قال ابن القيم الجوزية: «إن الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصرٍ؛ ولا تُحدُّ بعددٍ، فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملكٌ مقربٌ ولا نبيٌ مرسلٌ، كما في الحديث الصحيح: (أسألك بكلِّ اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك). » [57]
محصورة في عدد معين
ما جاء في الحديث: «إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا» فقال ابن حزم: إنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور لزم أن يكون له مائة اسم، فيبطل قوله: "مائة إلا واحدا". وقال: وصح أن أسماءه لا تزيد على تسعة وتسعين شيئا، لقوله عليه السلام: "مائة! إلا واحدا" فنفى الزيادة وأبطلها [58].
مناهج وطرق المسلمين في جمع أسماء الله الحسنى
منهج المعتمدين:
يعتمد أصحاب هذا المنهج على الأسماء الواردة في روايات حديث أبي هريرة، وبالأخص طريق الوليد بن مسلم، عند الترمذي وطريق عبد الملك بن محمد الصنعاني وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان.
منهج المقتصرين:
يقتصر أصحاب هذا المنهج على ما ورد من الأسماء بصورة الاسم فقط من القرآن أو من السنة أو من كليهما، ويتركون ما يؤخذ بالإشتقاق أو بالإضافة.
منهج المتوسعين:
وهم الذين إشتقوا من كل صفة وفعل اسما ولم يفرقوا بين باب الأسماء وباب الصفات بل أن منهم من يُدخلون ما يتعلق بباب الإخبار أحيانا ويشتقون منها أسماء, ومن منهج المتوسعين ذكر المشتق والمضاف والمطلق من الأسماء.
منهج المتوسطين:
جعلوا لأنفسهم شروطا لإشتقاق الأسماء من الصفات, ويقسمون الصفات إلى مايصح الإشتقاق منه ومالا يصح حسب شروط يضعها المجتهد في إحصاء أسماء الله الحسنى.
إجتهادات في إحصاء أسماء الله الحسنى
إجتهد كثير من علماء المسلمين في إحصاء أسماء الله الحسنى منهم
الوليد رواية الوليد بن مسلم, أدرجها ضمن حديث "إن لله تسعة وتسعين اسمًا" عند الترمذي
الصنعاني رواية عبد الملك الصنعاني, أدرجها ضمن حديث "إن لله تسعة وتسعين اسمًا" عند ابن ماجة
ابن الحصين رواية عبد العزيز بن الحصين, أدرجها ضمن حديث "إن لله تسعة وتسعين اسمًا" عند الحاكم
ابن منده محمد بن إسحاق بن منده,أورده في كتابه التَّوحيد,الجزء الثاني
ابن حزم أبي محمد علي بن أحمد بن حزم,أورده في كتابه المحلى
ابن العربي أبي بكر محمّد بن عبد الله القرطبي المشهور بابن العربي المالكي,أورده في كتابه أحكام القرآن
ابن الوزير محمد بن المرتضى اليماني لمعروف بابن الوزير, في كتابه إيثار الحقِّ على الخلق
ابن حجر أحمد بن علي بن حجر العسقلاني,في كتابه فتح الباري
البيهقي أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي,أدرجها ضمن كتابه الأسماء والصِّفات
ابن عثيمين محمد بن صالح بن عثيمين , في كتابه القواعد المثلَى
الرضواني محمود عبدالرازق الرضواني,أدرجها ضمن كتابه أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة ,دار الرضوان,مصر,2004م
الغصن عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن,أدرجها ضمن كتابة أسماء الله الحسنى,دار الوطن,1417ه
بن ناصر عبد العزيز بن ناصر الجليل,أدرجها ضمن كتابه (ولله الأسماء الحسنى) ,دار طيبة,الطبعة الثانية,2008م
بن وهف سعيد بن عليِّ بن وهف القحطانيِّ, في كتابه شرح الأسماء الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة.
العباد عبد المحسن العباد,أدرجها في كتابه قطف الجني الداني
الأسماء المتضمنة صفة واحدة
في الأسماء المتضمنة صفة واحدة, كل صيغة من صيغ الاسم تعد اسمًا مستقلاً، مثال ذلك: «القادر»، «القدير»، «المقتدر» متضمنة لصفة القدرة، وتعد ثلاثة أسماء.
وأسماء مثل: «العلي»، «الأعلى»، «المتعال»، تعد ثلاثة أسماء مع تضمنها لصفة واحدة هي صفة العلو.
من الأسماء المتضمنة صفة واحدة مايلي :
العلي - الأعلى - المتعال.
العليم - الخبير.
العزيز - القدير - القادر - المقتدر - القوي - المتين.
العفو - الغفور - الغفار.
الشاكر - الشكور.
السيد - الصمد.
القدوس - السلام.
البر - الوهاب.
الرحمن - الرحيم - الرؤوف.
الكريم - الأكرم.
الرزاق - الرازق.
الحي - القيوم.
الملك - المليك - مالك الملك.
الواحد - الأحد.
الخالق - البارئ - المصور - الخلاق.
الحيي - الستير.
الأسماء المقترنة
الأسماء المقترنة التي لا يصح فيها إطلاق اسم منها دون الآخر مثل: اسمي «القابض، الباسط»، واسمي «المقدم، المؤخر»؛ فكل مجموعة من هذه الأسماء وإن كانت تحوي اسمين مختلفين؛ لأن كل اسم منها يحمل معنى غير الآخر، لكنها تكون كالاسم الواحد في المعنى؛ فلا يصح إفراد اسم عن الآخر في الذكر؛ لأن الاسمين إذا ذكرا معًا دل ذلك على عموم قدرته وتدبيره، وأنه لا رب غيره، وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح، والله له الأسماء الحسنى [59].
من الأسماء المقترنه مايلي:
المعطي - المانع.
النافع - الضار.
الرافع - الخافض.
العفو - المنتقم.
المحيي - المميت.
الباسط - القابض.
المعز - المذل.
المبدىء - المعيد.
المقدم - المؤخر.
الأول - الآخر.
الظاهر - الباطن.
الراتق - الفاتق.
الهادي - المضل.
المحل - المحرم.
[عدل] اسم الله الأعظم
مقال تفصيلي :الاسم الأعظم
ورد في سنن النسائي وسنن أبي داود ومسند أحمد وفي صحيح ابن حبان عن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول الله جالسا يعني ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك) فقال النبي لأصحابه تدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم قال (‏ والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى) [60][61][62]
ورد في سنن ابن ماجه وسنن أبي داود ومسند أحمد وسنن الترمذي وفي صحيح ابن حبان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: (سمع النبي رجلا يقول اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب)[63][64][65][66]
ورد قي جامع الترمذي وسنن أبي داود ومسند أحمد وسنن الدرامي وسنن ابن ماجه من حديث أسماء بنت يزيد قالت: أن النبي قال: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) وفاتحة آل عمران (آلم اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)[67][68][69][70][71]
ورد في مسند الإمام أحمد وصحيح الحاكم من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وربيعة بن عامر قال سمعت رسول الله يقول: "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" يعنى تعلقوا بها وألزموها وداوموا عليها.[72]
ورد في جامع الترمذي عن أبي هريرة قال: "‏أن النبي كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال سبحان الله العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قيوم ".[73]
ورد في جامع الترمذي من حديث أنس بن مالك قال: "‏كان النبي إذا كربه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ".[74]
ورد فى سنن ابن ماجه وصحيح الحاكم عن أبي أمامة‏ قال: «قال النبي : "اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه"» قال القاسم: فالتمستها فإذا هي آية {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.[75]
ورد قي مستدرك الحاكم أيضا من حديث سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له بها [76]
ورد في الصحيحين البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: (أن نبي الله كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم)[77][78]
ورد في مسند أحمد من حديث عبد الله بن مسعود قال:« قال رسول الله : "ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا فقيل: يا محمد إلا نتعلمها؟ قال: بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها"»[79].
المصادر
1 مدارج السالكين,ابن القيم
2 المجلي شرح القواعد المثلي
3 شفاء العليل، ابن قيم الجوزية
4 شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية، عمر بن سعود بن فهد العيد
5 شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة, سعيد بن علي بن وهف القحطاني
6 تفسير أسماء الله الحسنى، عبد الرحمن السعدي
7 درء تعارض العقل والنقل,ابن تيمية,ص27
8 أ ب ت صحيح البخاري، كتاب التوحيد
9 صحيح مسلم، باب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار
10 مسند أحمد، حديث الأسماء عن أبي هريرة
11سنن الترمذي، باب الدعوات عن رسول الله
12 سنن ابن ماجه، باب الدعاء
13 أ ب مسند أحمد, عن عبد الله بن مسعود
14 إبن القيم ,بدائع الفوائد، صفحة 177، الجزء الأول
15 مفتاح دار السعادة, ابن القيم الجوزية, الجزء الثاني /صفحة 90
15 تفسير أسماء الله الحسنى, عبد الرحمن السعدي, الجزء الأول/صفحة 2
17 الحجة في بيان المحجة، إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني، الجزء الأول/صفحة 122
18 شجرة المعارف، العز بن عبد السلام، صفحة 1
19 أ ب ت ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز بن ناصر الجليل
20مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ابن قيم الجوزية، الجزء الثاني/صفحة 403
21 كتاب الفوائد، ابن القيم الجوزية، صفحة 177
22ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز بن ناصر الجليل
23 إيثار الحق على الخلق، ابن الوزير
24 مختصر الصواعق المرسلة، ابن القيم، الجزء الثاني/صفحة34
25 شرح العقيدة الأصفهانية، ابن تيمية، الجزء الأول/صفحة 5
26 أ ب شأن الدعاء,حمد محمد الخطابي أبو سليمان، الجزء الأول/صفحة 111-113
27 بدائع الفوائد، ابن القيم الجوزية
28مجموع الفتاوى، ابن تيمية، الجزء الثاني، صفحة491-493
29 بدائع الفوائد، ابن قيم الجوزية، صفحة 147
30 شرح الرسالة التدمرية، عبد الرحمن البراك، صفحة165
31 القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، محمد صالح العثيمين، صفحة 8
32 سنن أبي داود، ما جاء في الكبر
33 كتاب الحق الواضح المبين، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، صفحة 106,107
34 القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، محمد صالح العثيمين، صفحة 9
35 صحيح مسلم,4167
36 أ ب ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز بن ناصر الجليل، صفحة 31
37 عون المعبود, محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب, دار الكتب العلمية، الجزء14,ص128
38 فتح الباري, ابن حجر، الجزء10,ص566, دار المعرفة، 1379
39 الفجر الساطع على الصحيح الجامع, محمد الفضيل بن محمد الفاطمي
40 ولله الأسماء الحسنى، عبد العزيز بن ناصر الجليل، صفحة 36
41 فتح الباري ,ابن حجر، الجزء11,ص216
42 القواعد المثلى في صفات الله وإسمائه الحسنى، محمد بن صالح العثيمين، صفحة 15,16
43 قطف الجني الداني, عبد المحسن بن حمد العباد البدر, دار الفضيلة، الرياض، صفحة 85
44 أسماء الله الحسنى, عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن
45 مدارج السالكين, ابن قيم الجوزية, دار الكتاب العربي, بيروت، الجزء3,ص415
46 مجموع الفتاوى، ابنتيمية، الجزء 6,ص142
47 طريق الهجرتين وباب السعادتين، ابن القيم, صفحة 330
48 معارج القبول, حافظ بن أحمد الحكمي، الجزء الأول، ص76
49 أ ب ت ث ج ح فتح الباري، ابن حجر
50الأذكار للنووي، ص85
51 شأن الدعاء,حمد محمد الخطابي أبو سليمان، ص 29
52 صحيح مسلم، حديث رقم 751
53 صحيح البخاري، حديث رقم 4343
54 شفاء العليل, ابن قيم الجوزية، ص277
55 فتح الباري، ابن حجر، الجزء 11 صفحة 218
56 درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية
57 بدائع الفوائد، ابن القيم الجوزية، الجزء الأول، صفحة 150,151
58 كتاب المحلى، ابن حزم، ص31
59 كتاب المنهاج الأسنى، الجزء1,الصفحة64
60 سنن النسائي، حديث رقم 1283
61 سنن أبي داود, حديث رقم 1277
62 مسند أحمد، حديث رقم 12150
63 سنن ابن ماجه، حديث رقم 3847
64 سنن أبي داود، حديث رقم 1276
65 مسند أحمد، حديث رقم 21887
66 سنن الترمذي، حديث رقم 3379
67 سنن الترمذي حديث رقم 3400
68 سنن أبي داود، حديث رقم 1278
69 مسند احمد، حديث رقم 26329
70 سنن الدارمي, حديث رقم 3255
71 سنن ابن ماجه, حديث رقم 3845
72 مسندأحمد، حديث رقم 16935
73 سنن الترمذي, حديث رقم 3358
74 سنن الترمذي، حديث رقم 3446
75 ابن ماجة، حديث رقم 3846
76 مستدرك الحاكم، محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، حديث رقم 1862
77 صحيح مسلم، حديث رقم4909
78 صحيح البخاري، حدسث رقم 5870
79 مسند أحمد, حديث رقم 3528


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.