عفوا أيها الزميل مقالك كله ينبني على مجرد أوهام،فعن أية أطر شابة تتحدث وعن أي تضحية في سبيل التلميذ ترفع شعارك،الكل يعرف كيف مرت السنة الدراسية وكم عدد أيام الاضراب التي نفدتموها وعدد الساعات التي سرقت من التلميذ الذي كان في أمس الحاجة اليها في الوقت الذي كنتم فيه تجلسون في المقاهي ويكفيكم الشعار الذي حمله الأبناء والآباء "الأستاذ في القهوة والتلميذ في الزنقة" أوجه تحية تربوية ولكن ليس لكم ،أوجهها لكل التلاميذ الذين عانوا من لامسؤوليتكم وتحملوا شرف تعليم أنفسهم بأنفسهم،أوجه تحية الى كل الأساتذة الذين رفضوا مشاركتكم في جريمتكم ضد التلميذ (عدم ادخال النقط ومقاطعة الامتحانات الاشهادية)، أستحيي مكانك أيها الزميل أن أغالط الرأي العام وأقول أن الفضل لكم،وان لم تستحيي من مغالطة الناس كل الناس فلا تغالط نفسك،وكن منسجما مع مواقفك،أوجه تحيتي الى كل الشرفاء الذين يؤمنون بأن العمل لله وحده،أوجه تحيتي الى كل الآباء الذين سهروا مع أبنائهم من أجل مساعدتهم على التعلم بدلا منكم، أوجه تحيتي الى كل الأمهات اللواتي سهرن الليالي و استيقظن باكرا من أجل اعداد كل الظروف لأن يتعلم أبناءهم داخل فصولهم الدراسية،أوجه تحياتي الى كل اللذين قالوا في وجهكم لا ثم لا وعبؤوا النقاط،أما أنتم فسيحاسبكم التاريخ على ما اقترفتموه في حق الأبناء والآباء والأمهات عاجلا أم آجلا،المدرسة العمومية تقول لكم . "أنا بخير أتركوني فقط وسأكون بخير". لقد صار كل شيء بالمقلوب وأصبح المحافظ تقدميا وصار التقدمي رجعيا،جاء المخطط الاستعجالي فرفضتموه جملة وتفصيلا وأتحداكم أن تكونوا قد اطلعتم ولو على فقرة منه،ولو على سطر منه،جاءت مدرسة النجاح فقاطعتموها،جاء التكوين المستمر واعترضتموه،جاء كل شيء جديد وحاولتم ايقافه،فعن أي تقدمية تتحدثون،وعلى أي تغيير تناضلون،وبأي فكر تنظرون.