سيظل يوم الثلاثاء 16 دجنبر 2008 يوما مشهودا في تاريخ العمل النقابي بمعمل ديماغاز ببوعرفة ، فمساء اليوم رفضت الإدارة السماح للكاتب العام لنقابة عمال ديماكاز الرفيق مرزاق لصهب بالدخول إلى المعمل على الساعة الثانية مساء بعد عودة العمال لاستئناف العمل . إلا أن العمال تكتلوا في صف واحد ونظموا اعتصاما أمام المعمل طيلة المساء , وعلى الساعة السابعة مساء التحقوا بمقر كدش حيث عقدوا اجتماعا تحت إشراف الاتحاد المحلي ،لمناقشة هذا المستجد واستشراف الآفاق المستقبلية . وبعد هذا اللقاء نظموا وقفة احتجاجية لمدة نصف ساعة بساحة تامللت بشارع المسيرة الخضراء ، وقد كانت بالفعل وقفة ساخنة رغم البرودة القارسة ( أربع درجات تحت الصفر) وقد ردد العمال خلال الوقفة شعارات تطالب بالحرية النقابية داخل المعمل ،وضرورة الاستجابة للمطالب ،ومن بين الشعارات المرفوعة : الحرية النقابية في المعمل والكلية . الاحتجاج حق مشروع ضد القمع وضد الجوع . سوى اليوم سوى غدا والحقوق ولابد . الإضراب حق مشروع ألجراري(رب الشركة) مالك مخلوع . حقوقي حقوقي دم في عروقي سأنتزعها ولو أعدموني . بالوحدة والتضامن ليبغيناه يكون يكون ...... وتجدر الإشارة إلى أن عمال ديماكاز ببوعرفة والذين يفوق عددهم الخمسين عاملا يشتغلون في ظروف مزرية ، في غياب تام لأدنى الشروط والحقوق الشغلية المنصوص عليها في مدونة الشغل والمواثيق الوطنية والدولية ، مما جعلهم يلتحقون بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببوعرفة للدفاع عن حقوقهم . لكن رب الشركة لا يعترف بشيء اسمه العمل النقابي وحقوق العمال . فعجرفته أدت به إلى مقاطعة الجلسة الحبية التي كان مقررا أن تنعقد يوم 27 دجنبر 2008 بالمندوبية الجهوية للتشغيل بوجدة . ويروج أيضا انه لن يحضر حتى اللجنة الاقليمية للبحث والمصالحة والتي يرأسها العامل ، والتي ستنعقد في غضون الأيام المقبلة ببوعرفة ، لأنه بكل بساطة يعتقد انه لا يسير مقاولة مواطنة تحمي وتصون الحقوق الشغلية ، بل يعتقد بأنه يسير ضيعة خاصة، بما تملكه من عبيد ، ومن حقه كسيد أن يتصرف في عبيده كما يشاء . على العموم فالأيام القليلة المقبلة كفيلة بان تثبت لنا بالفعل هل هناك قانون ومؤسسات تحميه في هذا البلد ، أم القانون والمؤسسات ما هي إلا ديكور لتاثيت المشهد . الصديق كبوري