كانت الدراسات العلمية السابقة تحمّل الماشية والرعي مسؤولة تزايد هذا الغاز الشديد الخطورة في الجو، باعتبار الماشية تأكل الأعشاب وتحول دون قدرتها على امتصاص أوكسيد النايتروس وإعادته إلى التربة، ولكن البحث الجديد أثبت أن الرعي في المناطق الباردة أو خلال الشتاء يؤدي إلى وقف انبعاث الغاز. قال علماء إنهم تمكنوا من إثبات دور إيجابي للماشية وعمليات الرعي على صعيد الحد من الاحتباس الحراري، فرغم مسؤولية الأبقار وروثها الغني بالميثان عن نسبة أربعة في المائة من انبعاث الغازات الضارة بكوكب الأرض، إلا أنها تحد من خطر غاز أوكسيد النايتروس الأخطر من أوكسيد الكربون على الطبيعة بثلاثمائة مرة. وكانت الدراسات العلمية السابقة تحمّل الماشية والرعي مسؤولة تزايد هذا الغاز الشديد الخطورة في الجو، باعتبار الماشية تأكل الأعشاب وتحول دون قدرتها على امتصاص أوكسيد النايتروس وإعادته إلى التربة، ولكن البحث الجديد أثبت أن الرعي في المناطق الباردة أو خلال الشتاء يؤدي إلى وقف انبعاث الغاز. وقال ستيف دلغريسو، الباحث في وزارة الزراعة الأمريكية، إن الدراسة جرت في سهول منغوليا التي تمتاز بشتاء شديد البرودة معتدل، وقد كانت نتائجها "مثيرة للدهشة. وأضاف دلغريسو، أن السر في هذا الدور الإيجابي للماشية يكمن في طبيعة غاز أوكسيد النايتروس وطريقة تشكله، فهو ينجم عن نشاط لأنواع من المكروبات والفطريات التي تعيش في التربة. وأوضح العالم الأمريكي أن العشب الطويل في المناطق الباردة يشكل طبقة تحول دون وصول الثلوج إلى التربة، ما يبقيها دافئة وقادرة على احتضان تلك الأنواع من المكروبات، في حين أن غياب العشب الصغير الذي تتركه الماشية بعد الرعي لا يمنع وصول الثلج للأرض، ويعرضها للرياح الباردة والجليد، الأمر الذي يقتل المكروبات. وتابع دلغريسو قائلاً: "العشب الطويل يبقي الأرض دافئة، ما يدفع المكروبات للتكاثر، وعند بدء الصيف، ستكون الأعشاب مشبعة بالمكروبات التي ينبعث منها غاز أوكسيد النايتروس بكميات كبيرة، ويزداد الوضع سوءا مع ذوبان الثلوج وتوفر المياه بكثرة في التربة." واعتبر دلغريسو أن الدراسة تفيد في تحديد المناطق المسؤولة عن انبعاثات أوكسيد النايتروس، وبالتالي توفر فرصة أفضل لمعالجتها، خاصة وأن الأراضي العشبية تشكل 20 في المائة من مساحة الأرض، ويقدر العلماء أنها مسؤولة عن 72 في المائة من الكميات التي بثت من هذا الغاز في القرن الماضي. ولكنه حذر من اعتبار هذه النتائج سبباً لزيادة عمليات الرعي وتربية الماشية، خاصة وأن الأبقار مسؤولة عن إنتاج غازات أخرى مسببة للاحتباس الحراري، إلى جانب أن الرعي الزائد قد يؤدي إلى تآك