تنحط إلى أدنى المستويات الإنسانية أوضاع المرأة في مختلف أرجاء المعمورة فمن الاتجار بالنساء والأطفال وإجبارهم على الدعارة إلى ممارسة العنف والتمييز غير المحتمل.وكل شيء في هذا العالم بات قابلاً للبيع والشراء تحت اسم التجارة لكن أفظع ما يتاجر فيه الإنسان اليوم هو التجارة بالبشر وخاصة النساء والأطفال فيما يسمى العبودية الجنسية. وملايين الفتيات يتم إجبارهن على العمل كخادمات حيث يتم اغتصابهم وهتك عرضهن في البيوت دون أن يدري أحد بألمهن وعذابهن. بعد شرق أوروبا يتم استيراد الرقيق الأبيض من الدول النامية مثل الفلبين وأمريكا اللاتينية وسوريا والمغرب روت مجموعة من النساء اللواتي وقعن ضحية للاتجار بالبشر في قبرص،حسب وكالة "أ.ف.ب"، بشهاداتهن في مؤتمر حول هذه الظاهرة المتزايدة، سبق عقد في العاصمة القبرصية نيقوسيا.وقرأت رئيسة وحدة مكافحة تهريب البشر في الشرطة القبرصية ريتا سوبرمان رسالة من فتاة مغربية، اسمها ياسمين، كانت قد غادرت بلادها إلى قبرص على أمل العمل في تنظيف المنازل. لكنها سرعان ما تعرضت للاغتصاب من قبل من قاموا بتهريبها لإرغامها على العمل في الدعارة. وقالت ياسمين ابنة التسعة عشر عاما "كنت أحلم بأن أتزوج ممن أحب. وفي يوم التقيت امرأة عرضت علي العمل في قبرص. قالت إنني سأقوم بتنظيف المنازل مقابل 20 يورو في اليوم. كانت تلك ثروة بالنسبة لي". وأضافت في رسالتها "أحضرت لي المرأة عقدا مكتوبا بالعربية الفصحى, لم أستطع قراءته لكني وثقت بما وعدتني به، ووقعت العقد". وعندما وصلت إلى قبرص، استقبلها رجل قال إنه وكيلها، وأبلغها بأنها مدينة له بألف يورو كبدل سفر.. "قال لي إن علي أن أعمل لأفيه المبلغ، وإن العمل في الكباريه، أي أن أجلس مع الزبائن وأشرب معهم, وإذا أرادوا ممارسة الجنس علي أن أذهب معهم.. بدأت أصرخ وأبكي.. قلت له إنني مسلمة وإنني عذراء ولا يمكن أن أقوم بهذا العمل". وفي أحد الأيام جاء السائق الذي أحضر ياسمين من المطار وأخذها إلى فندق حيث اغتصبها. وتابعت الفتاة "فقدت عذريتي. لم يعد باستطاعتي العودة إلى بلدي. أخي سيقتلني ولا أستطيع أن أتزوج بمن أحب. لا يمكنني العودة أبدا إلى بلدي أو رؤية عائلتي بعد اليوم". وروت أولغا،وهي من أوزبكستان،متزوجة ولديها طفلان.كيف اتصلت بها امرأة عرضت عليها العمل في كباريه في قبرص،حيث قالت لها إن عليها فقط أن تجالس الزبائن وتشرب معهم. وقالت أولغا إنها ناقشت الأمر مع زوجها وعندما لم يريا فيه ضررا وافقت أملا في تحصيل بعض المال لتأمين دراسة ولديهما. وأضافت أنها بعد وصولها إلى قبرص مع عايدة, شقيقة زوجها،"كان المسؤول ينتظرنا في المطار وأخذنا مباشرة إلى الكباريه.رأيت فتاة ترقص عارية الصدر.صدمت.ثم قال لي إنه تم إحضارنا إلى قبرص لكي نمارس الجنس مع الزبائن". وأضافت "قلت له إنني لم آت إلى قبرص لأقوم بهذا العمل.. قالت له عايدة إنها مسلمة وإنها عذراء. فكان جوابه إن كونها عذراء جيد جدا؛لأن في إمكانه أن يبيع عذريتها لقاء ألفي دولار". عملت ياسمين وأولغا في الدعارة حتى تمكنتا من الهرب.وبعد تقديم شهادتيها في المحكمة، عادت أولغا إلى بلادها،بانتظار الحكم القضائي.أما ياسمين فلا يزال يجري الإعداد للمحاكمة الخاصة بها. ثم قرأت الشرطية المختصة تفاصيل ما حدث لشابة تدعى مرسيدس لم تعلن عن جنسيتها. وقالت الشابة في روايتها "في إحدى الليالي قادني أحد الزبائن إلى منزل.كان هناك عشرة رجال في انتظاري.اغتصبوني واحدا بعد الآخر.حتى إنهم استخدموا قنينة لإيذائي". أضافت "منذ ذلك الحين وأنا أعاني من مشكلات صحية عدة.كان هؤلاء الرجال يستمتعون وهم يشاهدونني أتألم". وأكدت المنظمات غير الحكومية التي تعمل على مكافحة المتاجرة بالنساء أن هذه التجارة باتت مزدهرة في قبرص، حيث ألغت الحكومة ما يسمى "تأشيرات الفنانات" التي كانت تسهل هذه العمليات المربحة, لكن المشكلة لا تزال متجذرة. وتم إصدار حوالي 3 آلاف من هذه التأشيرات في 2007. وقالت سوبرمان إن "قبرص باتت مقصدا لضحايا المتاجرة بالنساء وخصوصا استغلالهن جنسيا".وأضافت أنه كان يتم إحضار الضحايا عادة من شرق أوروبا مثل مولدوفا وأوكرانيا،أما اليوم فنشهد تغيرا حيث يتم إحضار شابات كثيرات من الدول النامية؛مثل الفلبين وأمريكا اللاتينية والمغرب وسوريا. ورحبت منظمات مكافحة المتاجرة بالنساء بإلغاء تلك التأشيرات اعتبارا من أول نوفمبر 2008،الذي شكل "صفعة كبيرة" لأصحاب الكباريهات،كما يقول المحامي هاريس ستافراكيس من منظمة "ستوب".لكن ينبغي البقاء متيقظين كما يقول؛ "لأن التجار يبتدعون الوسائل لأن هذه التجارة مربحة جدا". وذكر موفد من منظمة مولدافية أن هناك إعلانات متزايدة تدعو النساء إلى الاستفادة من تأشيرة سياحية إلى قبرص، بدلا من المجيء بوصفهن راقصات. ولكن الراقصات غالبا ما يرغمن على ممارسة الجنس مع الزبائن. 90 في المائة من النساء الأجنبيات اللاتي يمارسن نشاطا مبتذلا هن ضحايا تجارة الرقيق الأبيض وفي أبشع صور استغلال واستعباد الذكور للنساء أظهرت دراسة أعدتها منظمة مساعدة الأطفال التابعة للأمم المتحدة "يونسيف" أن التجارة الدولية غير المشروعة بالنساء والأطفال تزيد في العالم باطراد وخاصة في أوروبا.ووفقا لنتائج هذه الدراسة الذي أعلن عنها خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة كولون الألمانية فان تسعة أشخاص من بين كل عشرة أشخاص ممن يزاولون مهنة الدعارة غير الأخلاقية في منطقة البلقان ومن بينهم أطفال من الجنسين تم إجبارهم وإكراههم على هذا العمل غير المشروع.وذكرت الدراسة أنه يتم سنويا بيع 120 ألف شخص بين طفل وامرأة في بلدان الإتحاد الأوروبي،من قبل تجار من منطقة جنوب شرق أوروبا عبر منطقة البلقان،منبهة في ذات الوقت إلى أن 80 بالمائة من هؤلاء الضحايا لا تتجاوز أعمارهم 18 عاما،وأن غالبيتهم من ألبانيا.وقالت أن الأرباح غير المشروعة التي يجنيها تجار الرق عبر بيع البشر في المنطقة الأوروبية توصف بأنها "خيالية إذ أن النساء يبعن كسلعة".من جانبه أكد مفوض الإتحاد الأوروبي السابق لإدارة مدينة موستار فى البوسنة والهرسك هانس كوشنيك في المؤتمر الصحفي،ضرورة أن تقوم حكومات دول شرق أوروبا وجنوبها بمكافحة "تلك التجارة القذرة وحماية الضحايا ومساعدتهن وعدم السماح بالنظر إليهن وكأنهن مجرمات". من جهة أخرى نقلت هيئة دولية إنسانية معنية بمكافحة الاتجار بالبشر عن تقارير استخبارات غربية،القول أن عائدات التجارة الذي تعرف باسم "الرقيق الأبيض" عبر دول منطقة البلقان تتراوح ما بين تسعة و12 مليار دولار سنويا،وأشارت رئيس قوة مكافحة تهريب البشر هيغلا كونراد أن هذه الأرقام استندت إلى تقارير استخبارات أمريكية.من جانبها قالت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ماري روبنسون في مؤتمر صحافي،أنه طبقا لأرقام منظمة الهجرة العالمية لسنة 1997 فان نحو 175 ألف امرأة قد تم الإتجار فيهن عبر البلقان،واستقدمن من دول حديثة الإستقلال في آسيا الوسطى إلى دول الإتحاد الأوروبي،فيما تفيد إحصائيات المنظمة الحديثة إلى أن هذا الرقم انخفض إلى 120 ألف امرأة وطفل سنويا،وأوضحت أن مئة ألف امرأة من ألبانيا وحدها وقعن فريسة لهذه التجارة خلال العقد الماضي و "أن 90 في المائة من النساء الأجنبيات اللاتي يمارسن نشاطا مبتذلا هن ضحايا لتلك التجارة".من جهته دعا مدير مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا السفير جيرارد ستودمان،إلى اتخاذ خطوات قانونية أكثر فاعلية ضد المتواطئين من موظفي حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو مسئولين آخرين مع عمليات الاتجار بالنساء،وشدد على ضرورة وضع آلية موحدة بين دول الاتحاد الأوروبي لحماية المستهدفين من الأطفال والنساء على حد سواء من الاستغلال الجنسي قدر الإمكان،وواصفا عمليات الاتجار بالنساء والأطفال بأنها شكل من أشكال الرق. مهاجرة تاوريرتية إلى الحلم الأوروبي تسقط في فخ صناعة الجنس لإعالة أطفالها الثلاثة الذين خلفتهم وراءها في البلاد،لم يكن كافيا المال الذي تجنيه خديجة في شبه مصنع للزيتون بتاوريرت.ثم أخبرتها سلوى صديقتها في هولاندا أنها تستطيع أن تجني أكثر من 1500 دولار في الشهر بالعمل نادلة في ناد للقمار ببروكسيل،وأقنعت خديجة بالذهاب معها إلى إسبانيا حيث سيقوم أحد معارف سلوى ب"تمريرها من الناظور إلى غاية الحدود الإسبانية الفرنسية،ومن هناك تتكلفت مغربية أخرى رفقة زوجها اللذان يوصلاها إلى العاصمة الهولاندية.وقالت خديجة"بدأت أفكر في كل الأمور التي يمكن أن أفعلها لتغيير حياتي ومساعدة أطفالي وأسرتي". قالت خديجة التي أحجمت عن الكشف عن اسمها الحقيقي "نحيت مشاعري جانبا.أنا في العادة لا أثق في أحد لكني قلت لنفسي أن علي في بعض الأحيان أن أثق بالآخرين". دفعت خديجة لسلوى مبلغ 10 آلاف أورو ثمنا لوصولها سالمة إلى بلجيكا،وفي هذه الأخيرة أضافت لها 500 أورو كي تعثر لها على وظيفة،غير أن عصابة إجرامية كانت قد دفعت لسلوى بالفعل ألفين أورو ثمنا لاستعباد خديجة.هربت العصابة خديجة التي كانت تتمتع بجمال ملحوظ لم تنل منه سنوات الشقاء والحرمان بمنزل أسرتها ولا بولاداتها الأربعة،عبر أوروبا في سيارات وذات مرة في فراش قابل للطي على قطار.وبيعت وأعيد بيعها وضربت واغتصبت وأجبرت على العمل في بيوت للدعارة.ومنعها الخوف من الهرب لان خاطفيها احتفظوا بجواز سفرها وعنوان منزلها وصور لأطفالها،وبما عاشته فقط معهم تعرف أن يدهم تطول غريمها حتى تحت الأرض. وأطلق سراح خديجة بعد أشهر في بريطانيا حين هاجمت الشرطة ناديا للساونا كانت تعمل فيه إلا أن خاطفيها ما زالوا طلقاء.وعوضها زوجها البريطاني (الذي تزوجته بعد وفاة زوجها المغربي في حادثة سير بتاوريرت) عن كل العذاب الذي قاسته منذ ولادتها ومحنها السيزيفية مع عصابات الرقيق الأبيض بأروبا،والتي لبعض العرب والمغاربة قسطا فيها.. خديجة اتقيناها في حفل زفاف إحدى قريباتها بالعيون الشرقية/سيدي ماخوخ،رفقة زوجها الذي يعمل حاليا على جمع السيرة الذاتية لزوجته،لنشرها في كتاب خاصة وأن أخوه في بريطانيا يعتبر من الكتاب الشباب المرموقين في الساحة الثقافية الأنجلوساكسونية..وللإشارة فقد اقتنى زوجها فيلا بالمنتجع الصيفي الساحلي فاديسا بالجوهرة الزرقاء مدينة السعيدية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وبعد أن شددت الحكومات القيود على الهجرة أصبحت النساء اللاتي يحتجن بشدة إلى العمل في الحانات والمتاجر والفنادق يعتمدن على المزورين والمحتالين لنقلهن سرا عبر الحدود باستخدام هويات مزيفة.وقال ريتشارد دانزيجر رئيس وحدة مكافحة التهريب بالمنظمة الدولية للهجرة في جنيف "المكاسب ضخمة والأموال التي يلوح فيها المهربون للضحايا المحتملين تفوق بكثير بالتأكيد الأجور التي يمكن أن يتوقعوها إذا بقوا في ديارهم". ومع مخالفة القانون في أراض أجنبية يجد بعض النساء أنفسهن مجبرات على ممارسة الدعارة حيث لا يملكن القوة الكافية لمقاومة خاطفيهن.ويمارس كثير منهن الجنس مع ما يصل إلى 30 رجلا يوميا لأشهر دون توقف. وتزايد الاتجار في البشر لإجبارهم على ممارسة الجنس ليتحول إلى صناعة تقدر قيمتها بنحو 12 مليار دولار وتصبح منافسة لتجارتي المخدرات والسلاح.ولان الضحايا يحبسون في غرف ويجري نقلهم سرا فان تعقبهم يكاد يكون مستحيلا.كما يجعل هذا قياس حجم المشكلة مستحيلا. فمنذ خمسة عوام قدرت الحكومة البريطانية أن ما بين 140 و1400 امرأة جرى تهريبهن إلى داخل البلاد وأجبرن على العمل عاهرات. ويقول عاملون في الميدان الاجتماعي أن المشكلة مع تزايد مواقع الأنترنت الصارخة والمنشورات الملصقة على حوائط أكشاك الهاتف التي تذكي طلبا على ممارسة الجنس غير الآمن الذي لا يقبل سوى القليل من النساء ممارسته دون إجبار. وقالت آنا يوهانسون من مشروع (بوبي) الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له ويساعد النساء على ترك الدعارة "تحال إلينا حالات من بيرمنجهام وشيفلد وليفربول... من شتى أنحاء البلاد". ويصاب كثير من النساء بأمراض تناسلية منها الزهري وفي بعض الأحيان بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز).وكثيرا ما يصبن بندوب مؤلمة والبعض يصاب بالعقم.وتعاني معظم هؤلاء من اكتئاب ما بعد الصدمة.وقالت يوهانسون "كل من نعمل معهن تقريبا يعانين من استرجاع للذكريات السيئة وكوابيس ولا يستطعن النوم... قد يشعرن بخوف شديد من الأغراب ويجدن صعوبة في الخروج بمفردهن".وأضافت أن امرأة تقدمت إلى مشروع (بوبي) بعد أن قفزت إلى الحرية من نافذة بالطابق الثاني مما أدى إلى كسر عظام في قدمها. ودب الأمل في نفس أخرى حين وعدها أحد الزبائن بمساعدتها واشتراها من خاطفها إذ كان يقوم بزيارتها ليلا مرتين أسبوعيا في طريق عودته إلى زوجته بمنزله. وفي الشهر الماضي حكم على ثلاثة رجال من شرق اوروبا بالسجن لمدد تصل الى 18 عاما بموجب قوانين جديدة لمكافحة التهريب في بريطانيا بعد أن استدرجوا فتاة من ليتوانيا عمرها 15 عاما إلى بريطانيا حيث وعدوها بالعمل في وظيفة خلال فصل الصيف ثم باعوها مقابل أربعة آلاف جنيه استرليني (7586 دولار)، وبعد ثلاثة أشهر ظهرت حافية القدمين في مركز للشرطة بشمال انجلترا بعد أن هربت من "مالكها" في ملهى ليلي. لكن الجهود المتجددة للقضاء على هذه التجارة قد تدفعها إلى مزيد من السرية بالهروب من أحياء الدعارة المعروفة مثل حي سوهو بلندن إلى منازل وشقق في الضواحي كثير منها لا تعرف به للشرطة.وقالت يوهانسون "لا تجري الدعاية للنساء هنا.يتم الحصول عليهن شفهيا... هذا أمر خطير جدا حيث من المستبعد أن تصادفهن الشرطة". ويقول مناهضون للاستغلال الجنسي ان سياسات مكافحة الهجرة ربما تزيد الأمور سوءا حيث أن ترحيل الضحايا إلى بلادهن مباشرة يعني أنهن لا يستطعن الإدلاء بشهاداتهن ضد ملاكهن أمام المحكمة وربما يتعرضن لمزيد من الخطر بإعادتهن إلى المكان الذي خطفوا منه. وقالت ميري كانين مديرة المنظمة الدولية لمكافحة الرق "لا يمكننا القضاء على مشكلة التهريب بإعادة الناس إلى حيث جرى تهريبهم". وفي العام الماضي ساعدت امرأة في إيداع خاطفيها السجن لتسعة أعوام وطلبت اللجوء إلى بريطانيا خشية الإنتقام إذا عادت الى قريتها الصغيرة في مولدوفا.وقالت يوهانسون "تقدمت في فبراير من العام الماضي ولكن لم يتم الرد (على طلبها) حتى الآن...احتمال إعادة تهريبها كبير ولكن لا أحد يدرك هذا". تصريحات أهل الاختصاص نسمع الناس في بعض الأحيان يقولون إن ظاهرة تهريب البشر في ازدياد. لكن، إذا لم نكن نعلم شيئاً عن الأرقام، فلن نستطيع القول إن الظاهرة تشهد ازدياداً أو تشهد انخفاضاً. لذلك، فإنه من المخيف أن نستخدم الأرقام إذا لم نكن متأكدين من صحتها": سوزانا هوف،منسقة منظمة لا استرادا العالمية. "يُعتبر تهريب البشر واحد من أكثر أشكال الجريمة المنظّمة التي تدر أرباحاً في العالم،تُقدر قيمة الأموال المستثمرة في هذه الصناعة بمليار دولار.يتم إغواء الآلاف من الرجال،النساء والأطفال في كل عام للسفر إلى الخارج بوعود وهمية بحصولهم على عمل.ويقوم المهربون بأخذ جوازات سفر هؤلاء الضحايا منهم. ويخشى الكثير من الضحايا من الإتصال بالسلطات لمساعدتهم".ويقول البعض إن هذه الأرقام مبالغ فيها. وتتهم الباحثة ديانا فونغ (عضو في مجلس أبحاث نيويورك للدراسات الاجتماعية،ويقع مقر عملها في كوالا لمبور بماليزيا )السياسيين بافتعال رعب أخلاقي حول التهريب – وبالفشل في توفير حلول عملية لهذه المشكلة:"هناك معاهدات ضد تهريب البشر،والدول التي توقع على الاتفاقيات الدولية وتدين هذا الشكل الجديد من العبودية لكنها تبذل القليل جداً من الجهد للقضاء عليها.كما أن المحاكمات المتصلة بهذه الجرائم نادرة لكن محاولة تقييم حجم الاتجار العالمي بالبشر غاية في الصعوبة.والتقديرات ضخمة جداً وليست جديرة بالثقة دائما". "تسببت السياسات التي تم اتخاذها بمساعدة الخطاب المضخّم حول التهريب، في خلق صوّر نمطية حول الهجرة أعتقد أنها ضارة وخطرة. تضع هذه الصوّر النمطية المهاجرين في وضع الضحايا أو المجرمين. وهذا يؤدي إلى خلق صورة سلبية جداً في المخيلة العامة وفي أذهان المهاجرين أنفسهم.إن ذلك من شأنه خلق إحساس لدى المهاجرين بنبذهم من قبل المجتمع الذي يعيشون فيه": كورينا ديتميير- فيرميولين الباحثة الهولندية حول تهريب البشر، والتي تعمل مستقلة بنفسها وتقدم تقاريرها إلى الحكومة الهولندية. "نواجه حالياً مشكلة مع الكثير من البنات النيجيريات حيث يتم تهريبهن، بمجرد وصولهن إلى هولندا، إلى بلجيكا أو إيطاليا للعمل في محلات الدعارة. وإذا أصبح الحل الذي يمكن اتخاذه لهذه المشكلة هو مساءلتهن حول الجهة التي دفعت ثمن تذاكرهن قبل ركوبهن الطائرة، وحول الشخص الذي سيستقبلهن، فنكون قد تسببنا في منعهن من أن يُهرّبن عبر هولندا إلى الدول الأخرى. لكن ذلك، بالطبع، يشكل قضية أخلاقية". "حاولنا عدم تجريم نشاط الدعارة حيث قمنا بتقنينها، ومنحناها الحق في الحصول على تصريح لممارستها. لكن اتضح أن ذلك غير مفيد وغير عملي. أصبحت الكثير من النساء العاملات في هذا النشاط القانوني، يتعرضن للعنف والمعاملة القاسية، الأمر الذي دفع الحكومة الهولندية حالياً إلى التساؤل حول ما إذا كنا نسير في الطريق الصحيح؟ّ": سوزانا هوفت هي المنسقة العالمية لمنظمة لاسترادا، وهي شبكة لمنظمات تعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان وتهدف إلى منع تهريب البشر. دعارة من هنا ودعارة من هناك تجارة النساء تحتل المرتبة الثالثة: احتلت تجارة النساء حسب التقرير العالمية المرتبة الثالثة بعد المخدرات والسلاح وهناك عصابات مافيا دولية تدير أسواق الرقيق الأبيض عبر العالم . وتقول تقارير أن المرأة أصبحت الآن تباع بخمسة أو ستة آلاف يورو أما العذراء فيتم بيعها بأسعار تتراوح بين (8) إلى (10) آلاف يورو . كوسوفو وبلغراد الأماكن المركزية للمافيا تعتبر العاصمة اليوغسلافية بلغراد ومنطقة " زندازاك " المتاخمة لحدود كوسوفو والجبل الأسود هي الأماكن الأساسية التي تستخدمها المافيا الدولية لتجميع النساء تمهيداً لشحنهن إلى أوروبة الغربية. أما الطريق الرئيسية المعتمدة من قبل مافيا التهريب فتبدأ من البوسنة عبر مقدونيا وكوسوفو باتجاه أوروبة الغربية حيث يجري إخفاء النساء والفتيات في المرابع الليلية وبيوت الدعارة السرية أو في منازل خاصة . حوالي 700 ألف امرأة يتاجر فيهم سنوياً و35 بالمائة من عمليات التهريب يتم إفشالها تشير الإحصائيات إلى أن عدد النساء والفتيات اللواتي تنقلهن العصابات من شرق أوروبة إلى غربها بين نصف مليون و700 ألف فتاة سنوياً ويمكن أن يكون هذا الرقم الأدنى . وأكد مدير مكتب الأمن التعاوني الأوروبي " ستيفانو زانيو " في تصريح لجريدة الحوادث المصرية أن عدد النساء المتاجر فيهم هو أكثر هو أكثر من 700 ألف لكن أوروبة لا تستطيع إحباط سوى 35% من محاولات التجارة تلك . اجتياح العرق الآسيوي والإفريقي لأوروبا: كشفت السنوات الأخيرة حضوراً نسائياً كبيراً من الآسيويات والإفريقيات في بيوت الدعارة الأوروبية في منافسة بينهما . فقد أكدت دائرة مكافحة الجريمة الألمانية على زيادة عدد النساء الوافدات من دول شرق آسيا وإفريقيا إلى أوروبة وقالت في تقرير لها " إن هذا الأمر يتم عبر استغلال الشباب الأوروبي العاطل عن العمل عبر عقود زواج وهمية لقاء مبالغ مالية ". النساء الإفريقيات ينقلن في مستودعات شحن السفن يقصد النساء الإفريقيات أوروبة عن طرق مافيا التهريب التي تقوم بحشر النساء في مستودعات السفن وغالباً ما يؤدي هذا الموضوع إلى الموت اختناقاً . فعن طريق القوارب أو ما يسمى ب " زوارق الموت " تنقل تلك النساء من المغرب إلى شواطئ إسبانيا ، مارة بمضيق جبل طارق . كما تعتبر مطارات روسيا وأوكرانيا معبراً مهماً للنساء الإفريقيات للتهريب إلى الحدود البرية إلى الداخل الأوروبي . فتيات في العاشرة بين أحضان رجال في السبعين ذكرت جريدة الحوادث المصرية في تقرير نشرته بأن فتيات لا تتجاوز أعمارهن العاشرة يبعن أجسادهن لرجال أثرياء في السبعين من عمرهم . ويعتبر هذا النوع من التجارة هو الأخطر في العالم ، لأنه يمثل استغلالاً حقيقياً لبراءة الطفولة . ويذكر أنه في اليونان (200000) من النساء المهاجرات بطريقة غير شرعية يوجد بينهن ألف طفلة تقريباً بين العاشرة والثالثة عشر من عمرها تمارس الدعارة بطريقة شرعية ( حيث أن اليونان تعتبر من الدول التي تسمح بممارسة الدعارة ). وأكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة أثينا " جورجيوس لازوس " أن النساء يتم ممارسة الدعارة وذلك عن طريق تجنيدهن خارج بلادهن عادة عن طريق الخداع والاحتيال ، الخطف والبيع وتعتبر الوظيفة أو الزواج هي الطعم الأول لصيد تلك الأسماك . وفي تقرير وزارة الخارجية الأمريكية للعام 2001 قالت فيه أن اليونان و 19 دولة أخرى من بينها تركية وأفغانستان لا تقوم بإجراءات كافية لإيقاف عمليات تهريب البشر . الحرب على العراق زادت في تجارة الجنس: كشف مركز الدراسات العالمية أن تجارة البشر هي واحدة من المآسي التي ظهرت نتيجة الحرب على العراق . وأكد التقرير أن العراق قد يكون مصدراً لتهريب النساء والأطفال إلى سوريا واليمن وقطر والإمارات وتركيا . وقد شهدت تجارة الرقيق تطوراً ملحوظاً عبر تهريب فتيات العراق إلى دول الخليج تحت شعار " تأمين وظائف لهن" ليصار فيما بعد إلى استغلالهن في أعمال الدعارة وكافة أشكال الابتزاز الجسدي.